عراب الجماعة ومقاول الأنفار.. كيف أدار باسم خفاجي تجنيد السياسيين لدعم الإخوان؟

الأربعاء، 17 أكتوبر 2018 02:00 م
عراب الجماعة ومقاول الأنفار.. كيف أدار باسم خفاجي تجنيد السياسيين لدعم الإخوان؟
القيادي الإخواني باسم خفاجي
أمل غريب

لا تتوقف جماعة الإخوان الإرهابية وحلفائها الهاربين في تركيا، عن بث سمومهم وتدخلهم في الشأن المصري، بهدف زعزعة الاستقرار وتعكير السلم الاجتماعي، وتستخدم في ذلك كل أذرعها الخارجية من العاملين في القنوات الفضائية التابعة للجماعة الإرهابية «الشرق، وطن، مكملين، العربي، الحوار»، والتي تبث إرسالها من تركيا بتمويل قطري، وتصدر المشهد الإعلامي المحرض ضد الدولة المصرية.

 

باسم خفاجى
باسم خفاجى

 

استخدمت جماعة الإخوان الإرهابية، وسائلها الإعلامية التي رصدت لها ملايين الدولارات، من أجل نشر أكاذيبها وتقريرها المفبركة لتحريض الشعب المصري ضد النظام، كما استخدمت عنصر الشائعات كسلاح من اسلحتها لهدم الدولة، ومن بين الذين استعانت بهم لوضع البذرة الأولى لتنفيذ مخططاتها وأهدافها، كان «باسم خفاجي»، الذي قدم نفسه مرشحا محتملا في انتخابات الرئاسة الأولى 2012، وتراجع عن الترشيح لصالح محمد مرسي، مقابل نيل رضاء الجماعة عنه وتمويل مراكزه الاستشارية في القاهرة، وهو ما تم له بالفعل، إلا أن الوضع تغير تماما بعد سقوط حكم جماعة الإخوان في يونيه 2013، لكنه أعاد الكارة مرة ثانية وأعلن اعتزامه خوض الانتخابات الرئاسية في 2014، إلا أنه فضل الهروب إلى تركيا بعد فشل مناورة ترشحه.

باسم خفاجى يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسيه 2014
باسم خفاجى يعلن ترشحه للانتخابات الرئاسيه 2014

 

استعانت جماعة الإخوان الإرهابية، بحليفهم باسم خفاجي في تركيا، ليكون واجهة مدنية لهم لتدشين قناة «الشرق» والتفاوض مع كل القوى السياسية المدنية الهاربة إلى تركيا وقطر، وإقناعهم بالعمل في القناة، حيث أنه لم يكن محسوبا وقتها على الجماعة أو أحد أعضائها أو ضمن تنظيمها،  فوضعوه في منصب رئيس مجلس إدارة القناة مما مكنه من عقد صفقات مع تلك القوى المزعومة، والتي أغرتها آلاف الدولارات التي تم رصدها لمرتباتهم الشهرية، والصورة الجديدة التي سيظهرون بها كمقدمي برامج على قنوات فضائية، يستطيعون من خلالها بث سمومهم وأفكارهم الهدامة، بحجة أنهم المعارضة الحقيقية.

باسم خفاجى اثناء رئاسته لقناه الشرق
باسم خفاجى اثناء رئاسته لقناه الشرق

 

سرعان ما دبت الخلافات داخل قناة الشرق الإخوانية، مما اضطرت معه وقف بثها، والإعلان عن تعرضها لأزمة المالية بعد مرور عاما واحدا فقط من تدشينها، وهو الأمر الذي جعل التنظيم الدولي لجماعة الإخوان الاستعانة بأيمن نور الذي كان هاربا بلبنان في ذلك الوقت، وإعلان توليه منصب رئيس مجلس إدارة القناة بدلا من «خفاجي»، وزعموا وجود مفاوضات من جانب رجل الأعمال حاكم المطيري رئيس حزب الأمة الكويتي السلفي، لشراء حصة من القناة، إلا أن السبب الحقيقي لم يكن هو الأزمة المالية كما ادعت الجماعة، بينما كانت الحقيقة هي تحضير قيادات من الجماعة بالخارج «خفاجي» لتصدر مشهد الإعلان عن تدشين ما يسمى بـ«جبهة التحرير المصرية» في سبتمبر 2014؛ من أجل توحيد جهود القوى الوطنية، والذي زعم فيه إنشاء تنظيم أو كيان جديد لعمل حراك على الأرض يخطط لمستقبل مصر، وذلك عقب ترحيل قيادات الجماعة من قطر، وفشل المجلس الثوري الذى يجمع بين قيادات الإرهابية، والجماعة الإسلامية، في تحقيق أهدافه، وجذب قوى سياسية إلى الكيان الجديد، وهو ما سيطالب من حلفاءها بالداخل بدء مساعي ضم بعض القوى السياسية قبل ذكرى ثورة 25 يناير 2015، للتعتيم على الانقسامات والانشقاقات داخل صفوف الإسلاميين في الخارج، وصراعهم حول من يتصدر واجهة القيادة من الخارج، الذين يصرون على عودة محمد مرسي، وتمسكهم بهذا المطلب، فاختاروا باسم خفاجي ليطرح رؤية أكثر مرونة في هذه الجزئية بالتحديد، ورفع الحرج عن الإخوان في قضية عودة مرسي، فكان الحل الوحيد هو  إنشاء كيان جديدة تبتعد الإخوان عنه لفترة كي تستطيع اجتذاب القوى السياسية ثم تلتحق به في اللحظة الحاسمة. 

باسم خفاجى مع معتز مطر
باسم خفاجى مع معتز مطر

 

استطاع باسم خفاجي، ضم عدد كبير من القوى السياسية إلى «جبهة التحرير المصرية» ومنهم محمد البرادعي، وحمدين صباحي، والسفير معصوم مرزوق، وأبو المعاطي السندوبي عضو نقابة الصحفيين، وسليمان الحكيم، وهشام عبدالله وزوجته غادة نجيب، والممثلين محمد شومان وهشام عبد الحميد، ومحمد ناصر، ومعتز مطر، ويحيى حامد، ومحمد محسوب، وبلال فضل، ويحيى القزاز، وعمار على حسن، وعلاء عبد الفتاح، وأحمد ماهر، وحاتم عزام، وأبو العلا ماضي، وعبد المنعم أبو الفتوح، وعماد عبد الغفور، وهبة رؤوف، ومجدي حمدان القيادي السابق بحزب المؤتمر، وكذلك أحزاب مصر القوية وغد الثورة وحزب الدستور، وتسهيل مهمة هروب البعض منهم إلى تركيا وتوفير فرص عمل لهم داخل قناة الشرق، ثم تفرغ لعمل برنامج له على قناة الشرق التي كان ادعى أنه على خلاف مع رئيس مجلس إدارتها الجديد، فكيف يحرض العاملين بالقناة ضد أيمن نور، ثم يسمح له بعمل برنامج على القناة لمدة ساعة كاملة يوميا، يخصصها للحديث عن الشأن المصري ورؤيته المستقبلية عن مصر وما يمكن للقوى السياسية القيام به لإسقاط النظام الحاكم والسيطرة على مفاصل الدولة، في خطاب يوجهه للنخبة والمثقفين وليس لعامة الشعب، فاستحق أن يكون هو عراب الجماعة عن جدارة، وأمير الدهاء بين القوى السياسية وتنظيم الإخوان الإرهابي.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق