معركة الوعي.. لماذا تغيب وزارة الثقافة عن أداء دورها في الحرب ضد التطرف؟ (1)

الأربعاء، 17 أكتوبر 2018 12:00 م
معركة الوعي.. لماذا تغيب وزارة الثقافة عن أداء دورها في الحرب ضد التطرف؟ (1)
وزيرة الثقافة إيناس عبد الدايم
وجدي الكومي

 

يبدو الناظر للمشهد المصري الاجتماعي والسياسي والثقافي اليوم أن بعض الهيئات الحكومية المعنية بمحاربة الأفكار الجامدة والمتطرفة، بعيدة كل البعد عن هذه المهمة، بل بالعكس أصحاب الأفكار الجامدة والمتطرفة يكسبون كل يوم أرضا جديدة بنشر أفكارهم، في مقابل انحسار وردة كاملة للمعنيين بمحاربة التطرف والجمود.

وإذا أردنا أن نبحث عن دلائل لهذه السطور السابقة، فلنبحث في الصحف والجرائد عن أية أخبار تخص افتتاح مكتبات جديدة، أو التوسع في مشروعات تشجيع القراءة بين النشء والأجيال الجديدة، أو فلنسأل أنفسنا: كم مشروع جديد افتتحته أو ساهمت به أجهزة الدولة المعنية بنشر الثقافة والفكر والوعي؟

تقريبا تخلو الصحف وجرائدنا من أية إشارة لمشروعات ثقافية جديدة، تنهض وزارة الثقافة بأعبائها، وتتحدث فقط بعض الأخبار المتناثرة هنا، أو هناك، عن مبادرات ثقافية مستقلة، مثل ملتقى بيروس للفنون الذي انطلق في شرم الشيخ للفنانين التشكيليين، ويستمر حتى يوم 22 أكتوبر الجاري، ويهدف في الأساس بجانب إثراء الحركة التشكيلية المصرية، إلى الترويج للسياحة المصرية، والدعاية لشرم الشيخ.

ويتضمن الملتقى سمبوزيوم "رسم مباشر" على مدار أيامه، تختتم بمعرض يضم الأعمال التي يتم إنتاجها، وينتظر أن تسلط الضوء على وجه مصر الحضاري والتاريخي، كما يتضمن ندوات فنية وورش عمل ممتدة ورحلات سياحية.

هل ساهمت وزارة الثقافة في هذا الملتقى؟ الذي هو من تنظيم فنانين مستقلين؟

وتبدو وزارة الشباب والرياضة سباقة على وزارة الثقافة، في المشاركة بفعالية في ملتقيات فنية وتعمل على إنجاحها، مثل ملتقى البرلس الدولي الخامس، للرسم على الجدران والمراكب، الذي أنطلق منذ بضعة أيام.

ومن اللافت أن الملتقيات الفنية المستقلة، تبدو أنشط من كيان وزارة الثقافة العملاق، التي تتحرك ببطء السلحفاة، وتبدو كوزارة عجوز، شائخة لا تقدر على أن تنافس المبادرات الفنية المستقلة، بل تبدو معطلة لها ببيروقراطيتها الشديدة.

وكان الأمل يراود الكثير من المثقفين المصريين أن تختلف وزارة الثقافة، ويتبدل الأداء، بعدما تولتها فنانة ومثقفة مثل الوزيرة الدكتورة إيناس عبد الدايم، وهي أول سيدة تجلس في هذا المنصب، إلا أن سمة الحرص على المهرجانات المميزة للوزارة منذ زمن، أكثر من التعمق في مشروعات ثقافية كبيرة وتترك بصمتها في البيئة المصرية، استمر على نفس المنوال، وللأسف خابت كل توقعاتنا، بل أصبح من الواضح، أن الثقافة في عصر الوزيرة لن تكون مدعمة على الإطلاق، والشاهد على ذلك، رفع أسعار كتب قصور الثقافة، في خطوة لم تشهدها وزارة الثقافة من قبل، وانتزاع معرض القاهرة الدولي للكتاب من قلب القاهرة، ونقله إلى ضاحية بعيدة، في الطريق الصحراوي، خارج العاصمة، وزيادة المشقة على القراء الذين يقطعون المسافات البعيدة سواء من داخل العاصمة، إلى المعرض، أو من الأقاليم إلى مدينة نصر.

وينافس وزارة الثقافة في أنشطة الوعي، كيانات ليست تابعة لها، وتفوقت على الوزارة، ونجحت في جذب الأنظار، وجذب المتابعين للالتفاف حولها، ومن هذه الكيانات، مكتبة الإسكندرية، التي أنشأت ما يعرف بالقراءة السهلة وهو قسم جديد خصصته المكتبة لخريجي فصول محو الأمية، ولعل هذه الخدمة كان من الواجب أن تقدمها وزارة الثقافة، عبر هيئة قصور الثقافة المترامية والمنتشرة في كافة المحافظات، إلا أننا لم نسمع عن مبادرة مثلها، من تنظيم الوزارة، أو قصورها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة