اتفاقية الشراكة الشاملة بين مصر وروسيا.. نرصد أهميتها واختلافها عن حقبة الستينيات

الأربعاء، 17 أكتوبر 2018 07:40 م
اتفاقية الشراكة الشاملة بين مصر وروسيا.. نرصد أهميتها واختلافها عن حقبة الستينيات
الرئيس عبد الفتاح السيسى وفلاديمير بوتين
كتب أحمد عرفة

تتمثل أهمية اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي بين مصر وروسيا، في أنها تعد على مستوى أعلى من اتفاقية الشراكة التي عقدها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مع الاتحاد السوفيتي، في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، حيث تتمثل هذه الشراكات في تعاون مصري روسي بقضايا مكافحة الإرهاب، وحل قضايا المنطقة، والتعاون الاقتصادي، ومواجهة الهجرة غير الشرعية.


اتفاقية الشراكة في عهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر

اتفاق الشراكة الذي عقده الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، تضمن صفقات السلاح التى كانت بدايتها في عام 1955، عندما قدم الاتحاد السوفيتي حينها صفقة أسلحة لمصر، حيث كانت صفقة الأسلحة المصرية التشيكوسلوفاكية اتفاق بين الاتحاد السوفيتي و‌مصر، بداية لتلك الاتفاقية المشتركة، بجانب عرض المساهمة في بناء السد العالي، حيث تم استقدام الخبراء السوفيت، سواء العسكريين منهم أو الفنيين لبناء السد العالي، وكذلك في عام 1966 وقعّت مصر اتفاقا ينظّم الوجود السوفيتي في المرافئ المصرية.

تقارير صحفية روسية، سلطت الضوء كثيرا على الاتفاقية الموقعة بين مصر وروسيا، مؤكدة أن هذه الاتفاقيات تختلف عن اتفاقيات الشراكة التي أبرمت منذ عقود سابقة بين البلدين، لأنها تعد في مستوى أعلى من التنسيق والتشاور السياسي الذي يخص قضايا ملحة وهامة للمنطقة، على رأسها مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية، بجانب المشروعات الصناعية والتبادل التجاري.


اتفاقيات الشراكة التي أبرمتها روسيا مع دول العالم

لم يسبق لروسيا أن أبرمت اتفاقية شراكة مع دولة أخرى قبل مصر، وهذا ما أكده الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، في تصريحات خاصة لـ"صوت الأمة"، حيث أكد أن روسيا لم توقع بالفعل أي اتفاقية شراكة، إلا في النطاق الأسيوي بالأساس، وفي إطار حلف الكمنولث، ولكنها لم تبرم اتفاقية شراكة مع دولة عربية أو أجنبية قبل مصر.

وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن أهمية هذه الاتفاقية، فى أنها تمثل مرحلة جديدة في تنمية وتطوير العلاقات واستباق للحوار المصري الأمريكي الذي سيبدأ في الفترة المقبلة، وتأتى تأكيدا على أن دور مصر الإقليمي سيتجاوز السياق التفصيلي في العلاقات سواء في مجال السياحة أو التبادلات التجارية وغيرها من المجالات الهامة.

وأشار أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن اتفاقية الشراكة والتعاون الاستراتيجي ستفيد بالأساس البرنامج النووي السلمي، وكذلك محطة الضبعة وصفقات التسليح القادمة، متابعا: "من المحتمل بناء مؤسسات الشراكة الاستراتيجية وهياكل دائمة".

ولفت أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وجه خلال كلمته رسائل إلى الولايات المتحدة الأمريكية، بأن مصر حليف قوي ومركزي، وسنعتمد عليه في الفترة المقبلة في الملفات العربية ودوائر النفوذ الاستراتيجية الجديدة، من خلال تحالف حقيقي.


أهمية اتفاقية الشراكة والتعاون الاستراتيجي

في ذات الإطار، أشار محمد محامد، الباحث في شؤون العلاقات الدولية، إلى أن اتفاقية الشراكة والتعاون الاستراتيجي التي أبرمت بين مصر وروسيا، هي مهمة للغاية للشارع المصري، والعالم العربي أيضا، لما تضمنه من تعاون متشرك في العديد من القضايا السياسية والاقتصادية والتجارية.

ولفت الباحث في شئون العلاقات الدولية، في تصريحات لـ"صوت الأمة"، إلى أن هذه الاتفاقية تختلف عن التي أبرمها الرئيس الراحل جمال عبد الناصر مع السوفيت منذ عقود، فالحقبة تختلف عن الحقبة، وبالتالي فإن الاتفاقية الأخيرة أكثرا تطورا، ولكنها تؤسس لإحياء حقبة الستينيات عندما كانت العلاقات المصرية الروسية قوية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق