قضايا المنطقة والتعاون الاقتصادي.. كيف كشفت قمة «سوتشي» توافق الرؤى بين مصر وروسيا؟

الأربعاء، 17 أكتوبر 2018 08:10 م
قضايا المنطقة والتعاون الاقتصادي.. كيف كشفت قمة «سوتشي» توافق الرؤى بين مصر وروسيا؟
بوتين و السيسى

عكست المباحثات المصرية الروسية خلال الزيارة التي يخوضها الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى موسكو، الكثير من الترابط بين البلدين، وكشفت عن توافق في الرؤى في العديد من القضايا المهمة ذات الاهتمام المشترك، ما دفع الخبراء ووسائل الإعلام ووكالات الأنباء تتحدث عن نجاح الزيارة قبل انتهائها، لاسيما بعد ما أظهره المؤتمر الصحفي المشترك بين الرئيس السيسي ونظيره الروسي من تعزيز أواصر علاقات الصداقة بين الجانبين.
 
 
وقال الرئيس عبد الفتاح السيسى إن الجهود المصرية- الروسية المشتركة تكللت في تعزيز أواصر علاقات الصداقة بين بلدينا، بالتوقيع على اتفاقية الشراكة الإستراتيجية الشاملة ، التى سنكتب من خلالها فصلاً جديدا ، على درب التعاون فيما بيننا ، وستفتح آفاقاً ممتدة ، للارتقاء بمستوى علاقاتنا الثنائية .. وشراكتنا الاستراتيجية.
 
WhatsApp-Image-2018-10-17-at-4.27.57-PM-(1)
 
وأضاف السيسي، في كلمته بالمؤتمر الصحفي المشترك مع نظيره الروسي فيلاديمير بوتين، عقب مباحثاتهما بمنتجع سوتشي، أنه اتفق  مع الرئيس بوتين ،
على إعلان عام 2020 عاماً ثقافياً بين مصر وروسيا ، حيث نأمل أن يشهد هذا العام ، العديد من المناسبات الاحتفالية ، التي تعكس التواصل الثقافي والحضاري والفني .. بين البلدين والشعبين الصديقين.
 
ووجه الرئيس السيسى الشكر لـ"صديقه العزيز الرئيس بوتين"، على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، خلال هذه الزيارة المهمة، التي تؤكد وتعكس قوة العلاقات التاريخية الوثيقة التي تربط بين مصر وروسيا.
 
وأكد السيسى سعادته البالغة بالزخم الكبير الذى اكتسبته العلاقات المصرية الروسية ، على مدار الأعوام الأربعة الماضية ، والإنجازات التي تحققت في مختلف المجالات ، وعلى رأسها مشروع التعاون الضخم بين البلدين ، المتمثل في اتفاقية إنشاء المحطة النووية في الضبعة ، وهو المشروع الذي يعد بدون شك ، عنواناً لنقلة نوعية في مستوى التعاون بين بلدينا الصديقين ، بالإضافة إلى مشروع المنطقة الصناعية الروسية في شرق بورسعيد ، الذى ينقل التعاون الاقتصادى بين البلدين ، من مرحلة التبادل التجارى إلى مرحلة التعاون في التصنيع ، والذى أثق أنه سيفضى إلى طفرة حقيقية ، في حجم ونوعية الاستثمارات الروسية المباشرة .. في مصر.
 
وأشار إلي التعاون المصري الروسي في تأمين مستقبل أفضل لشعبيهما، مؤكدًا ان التنسيق بينهما يمتد ، ليشمل تناول المستجدات الإقليمية في المنطقة ، إيماناً منا بالأهمية القصوى ، لاستعادة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط ، بشكلٍ يُحقق مصالح شعوبها ، ويضمن مستقبلاً أفضل لشبابها ، بعد المعاناة الطويلة من قسوة الحرب وما تسببت فيه من دمار.
 
وتطرقًا الجانبان بحسب السيسي في مباحثاتهما إلى القضية الفلسطينية، قائلًا: «لمسنا التقارب الكبير في مواقف مصر وروسيا إزاء عملية السلام الفلسطينية-الإسرائيلية ، لاسيما تأكيد الثوابت ، المتمثلة في ضرورة التوصل إلى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية ، على أساس حل الدولتين ، ووفقاً لحدود عام 1967 ولأحكام القانون الدولي.. ومبادرة السلام العربية».
 
WhatsApp-Image-2018-10-17-at-4.27.54-PM
 
وأضاف أن تطورات الأوضاع في سوريا ، حظيت بحيز مهم من النقاش ، حيث اتفقا على أهمية مواصلة التشاور والتنسيق بين مصر وروسيا ، حول هذا الملف الحيوي ، والعمل على تفادي المزيد من التصعيد الميداني في سوريا ، بالتوازي مع بحث سبل دعم الحل السياسي ، وذلك من خلال تشجيع المبعوث الأممي، على إطلاق عمل لجنة صياغة الدستور في أقرب فرصة ، كخطوة مهمة ، لتهيئة الظروف المناسبة لاستئناف المفاوضات السياسية ، وصولاً إلى حل سياسي شامل ، يُحقق الطموحات المشروعة للشعب السوري الشقيق ، ويحافظ على وحدة الدولة السورية  وسلامتها الإقليمية. 
 
وبخصوص الأوضاع في ليبيا ، تطرقت المباحثات ، إلى مستجدات الأزمة على الصعيدين السياسي والأمني ، وتبادلاً التقييم حول جميع الاتصالات والتحركات ، التي تقوم بها مختلف الأطراف الفاعلة في ليبيا.
 
وتابع الرئيس السيسي: «حَرِصتُ في هذا الإطار، على إحاطة الرئيس بوتين برؤية مصر، إزاء الحل السياسي في ليبيا ، والجهود المبذولة من القاهرة ، على صعيد توحيد المؤسسة العسكرية الليبية، لتمكينها من القيام بمهامها.. بفاعلية».
 
WhatsApp-Image-2018-10-17-at-4.27.56-PM-(1)
 
وأضاف أنهما  ناقشا تداعيات الاشتباكات الأخيرة، التي شهدتها مدينة طرابلس، وما أظهرته من خطورة الاعتماد على الميليشيات في توفير الأمن ، الذي يجب أن يكون مهمة حصرية ، للقوات الأمنية النظامية والجيش الوطني ، وأكدا أهمية التزام المجتمع الدولي ، بالتنفيذ الكامل ، لمبادرة المبعوث الأممي "غسان سلامة" للحل في ليبيا ، بجميع عناصرها ، وما يتطلبه ذلك من تجنب الدخول في مسارات موازية للحل ، لن تُفضي إلا لإطالة الأزمة ، وتوسيع هوة الخلاف في الرؤى بين الأطراف المعنية ، كونها لا تحظى بالضرورة بتوافق ليبى أو دولي. 
 
من جانبه، أكد الرئيس الروسي فلاديمير  بوتين، أن المباحثات التي عقدها علي مستوي القمة  مع الرئيس عبدالفتاح السيسي جاءت مكثفة وشاملة لافتا الي انها اتخذت مستويات كثيرة،  وقال بوتين في كلمته بالمؤتمر الصحفي المشترك:"التقينا في اجواء غير رسمية الثلاثاء في سوتشي واليوم بدأنا مباحثات ثنائية مهمة".
 
وأشار "بوتين"،  إلى أن العلاقات الروسية- المصرية تتسم بالصداقة والاحترام المتبادل والعمل من أجل تحقيق المصالح المشتركة للبلدين، حيث وقعنا اتفاقية الشراكة الشاملة والتعاون الاستراتيجي والتي تهدف لتعميق التعاون وبالطبع نعطي اهتمام بالعلاقات التجارية والاقتصادية وزيادة التبادل التجاري بين مصر وروسيا والتي شهدت زيادة هذا العام بنسبة ٢٠٪؜ وروسيا تقدم صادرات كثيرة لمصر ومن ضمنها القمح.
 
وأعرب "بوتين"، عن ترحيب بلاده بتوقيع  اتفاقية مع الاتحاد الأوراسي متمنياً ان تفتح هذه الاتفاقية آفاقاً جديدة للتعاون الاقتصادي. 
 
وقال الرئيس الروسي إن مباحثاته مع الرئيس السيسى،  شهدت مناقشات حول التعاون الثنائي في مجال الطاقة، تم التركيز خلالها علي بناء محطة نووية في مصر، مشيراً  إلى أنه من المتوقع أن تنتهي الأعمال التمهيدية لها  قبل نهاية هذا العام،  وتوقيع الاتفاقيات مع الشركات المصرية المشاركة في المشروع.
 
وأضاف "بوتين"، قي هذ الإطار،  أن لديهم  خبرة جيدة في مجال النفط والغاز وهناك صادرات روسية نفطية لمصر .
 
WhatsApp-Image-2018-10-17-at-4.27.53-PM
وفي محال الصناعة، أشار  "بوتين"،  إلي اتفاية مع مصر بقيمة ١.٣ مليار يورو لشراء وتصنيع عربات قطار من روسيا ، ومن المنتظر انشاء منطقة صناعية روسية في مصر تشمل عدد من الصناعات الهندسية والمعدنية ومن المقرر جذب سبعة مليارات دولار استثمارات جديدة بها ومنتجات هذه المنطقة ستمتد للأسواق الافريقية. 
 
وقال الرئيس الروسي انهما ناقشا التعاون العسكري والفني الذيله أهمية خاصة و هناك تعاون في هذين المجالين علي مدي عقود وفي هذه الاثناء تجري في مصر مناورات تكتيكية.
 
وأكد أن مصر وروسيا تبديان اهتماماً خاصاً بالثقافة والعلاقات الانسانية،  لافتا الي ترحيبه والرئيس السيسي لإعلان ٢٠٢٠ عام التبادل الإنساني بين روسيا ومصر .
 
وفيما يتعلق  بملف السياحة والطيران قال "بوتين"، إنهما بحثا مسائل عالقة لاستئناف الرحلات الحوية و السياحية بعد استئنافها جزئياً في مارس الماضى، مضيفاً:"بحثنا اليوم عودتها لمواقع منها الغردقة وشرم الشيخ وسنسعي إلى استئناف الرحلات الجوية المباشرة في وقت قريب". 
 
وقال الرئيس الروسي، إن التعاون الروسي المصري لايزال عنصراً فاعلاً لضمان استقرار الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
 
وأضاف "بوتين"، أنه يقدر  الرؤية المصرية حول التسوية في سوريا، واتفقا  علي التعاون المشترك وعلينا ان نبدي اهتماما خاصا لما يحدث بمنطقة أدلب وخطورة نقل العناصر الإرهابية للخارج وأخبرنا اصدقاءنا المصريين بمضمون الاتفاقات بين روسيا وسوريا في هذا الامر ، كما اتفقنا علي دعم المسار السياسي الخاص بتسوية الأزمة السورية والجانب المصري يشجع بعض الأطراف المشاركة في مباحثات سوتشي وعلينا ان نبذل جهود مشتركة لحل الأزمة السورية .
 
WhatsApp-Image-2018-10-17-at-4.27.53-PM-(1)
 
 
وأوضح أن  المباحثات أكدت تطابق رؤية روسيا ومصر حول الأوضاع في ليبيا ، وستواصلان جهودهما لإيجاد حل وإعادة الاستقرار في ليبيا، كما اتفقا سويا من اجل الوصول الي التسوية لأزمة السلام بالشرق الأوسط و ندعو المباحثات المباشرة بين الأطراف المتنازعة والوصول الي تسوية للمسائل العالقة ومنها القدس
 
وقال "بوتين"، إنه في ٢٠١٩ سترأس مصر الاتحاد الأفريقي، مضيفاً:"نتمني لأصدقائنا المصريين النجاح في هذا العمل وان يساهم ذلك في تكثيف التعاون بين روسيا والدول الافريقية".
 
 
وفِي ختام كلمته، وجه "بوتين"، الشكر  للرئيس السيسي والأصدقاء المصريين علي المباحثات الفعالة والاتفاقات التي تم التوصل اليها اليوم، مؤكداً أنها  ستساعد في تطوير العلاقة بين البلدين.
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
WhatsApp-Image-2018-10-17-at-4.27.56-PM
 
 
 
WhatsApp-Image-2018-10-17-at-4.27.57-PM

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق