الشيخوخة تضرب معتقل الجهاديين سيء السمعة: جوانتانامو يتحول لدار مسنين

الجمعة، 19 أكتوبر 2018 02:00 م
الشيخوخة تضرب معتقل الجهاديين سيء السمعة: جوانتانامو يتحول لدار مسنين
جوانتانامو

يقع معتقل جوانتانامو- سيء السمعة- في خليج جوانتانامو، واستخدمته الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2002 وذلك لسجن من تشتبه في كونهم إرهابيين، لأنه خارج الحدود الأمريكية وبالتالي لا يخضع لسلطة مطلقة ولا حتى قوانين حقوق الإنسان حتى أن منظمة العفو الدولية وصفته بأنه يمثل «همجية هذا العصر».

ويعتبر مراقبون أن معتقل جوانتانامو تنمحي فيه جميع القيم الإنسانية وتنعدم فيه الأخلاق ويتم معاملة المعتقلين بقساوة شديدة ما أدى إلى احتجاج بعض المنظمات الحقوقية الدولية إلى استنكارها والمطالبة لوقف حد لهذه المعاناة وإغلاق المعتقل بشكل تام، لكن على ما يبدو فإن السجن الذي يمثل الوحشية والهمجية في رأي كثيريين قد يتحول إلى دار لرعاية المسنين بعد أن ضربت الشيخوخة سكان المعتقل.

وأعلن الجيش الأمريكي تحديث معتقل جوانتانامو تجهيزه بمركز طبي وقاعات رياضة وغرفة جراحة، ليصبح أشبه بعيادة للشيخوخة تتكيف مع حاجات معتقلين يتقدمون بالسن ويرجح أن يقضوا ما تبقى من حياتهم فيه. وخصص للمشروع مبلغ 12 مليون دولار، فتم تحويل أحد أقسام المعتقل إلى مستشفى ميدانى حديث مجهز بغرفة عمليات وقاعة لتصوير الأشعة مزودة بجهاز تصوير بالرنين المغناطيسي، إضافة إلى قسم طوارئ وغرفة عناية فائقة تتسع لثلاثة أسرة.

ونقلت وسائل الإعلام العالمية عن المتحدثة باسم المعتقل الكابتن آن ليانوس، قولها: «فكرنا مليا في كيفية الاستعداد لاستقبال مجموعة من المعتقلين المسنين، وفي البنى التحتية الواجب توفيرها لتحقيق ذلك بصورة آمنة تماما وإنسانية». وقال رئيس الفريق الطبي في المعتقل، إن الجيش ينشر لتشغيل العيادة ثلاثة أطباء ومساعد طبيب واحد وثلاثة أطباء نفسيين و11 ممرضة، وفق نظام مناوبات تتراوح بين 6 و9 أشهر.

معتقل جوانتانامو
معتقل جوانتانامو

وأوضح الطبيب العسكري، أن المعتقلين يعانون من الأمراض الاعتيادية في عمرهم مثل السكري وارتفاع ضغط الدم وأمراض الأمعاء واضطرابات في الحركة.

وفي الطابق الأول، أقيم قسم الطب النفسي مع تحويل زنزانتين إلى غرفتي معاينة، كما أفرغت زنزانة ثالثة جدرانها مبطنة، لينقل إليها المعتقلون المصابون بنوبات، علما أن الأطباء النفسيين لا يبقون في المعتقل سوى من 9 إلى 12 شهرا، شأنهم في ذلك شأن العسكريين الآخرين المنتشرين في جوانتانامو، ما يحد من مدى تفاعلهم مع المعتقلين.

المعتقل الذي استقبل أوائل الجهاديين عقب التدخل العسكري الأمريكي في أفغانستان بعد أحداث 11 سبتمبر الدامية، وضم عددا من السجناء وصل في بعض الأوقات إلى 780 سجينا، لم يتبق منهم الآن سوى 40 سجينا تتراوح أعمارهم بين 37 و71 عاما، يبدو أنه سيبقى 25 عاما أخرى على الأقل.

وبحسب الأدميرال جون رينج قائد القوة العملانية للجيوش الأمريكية التي تدير مركز الاعتقال المثير للجدل، فإن معتقل جوانتانامو في كوبا سيبقى مفتوحا لمدة 25 عاما أخرى على الأقل. وقال رينج، خلال زيارة لصحفيين ينظمها الجيش الأمريكي باستمرار لهذا المعتقل الواقع في جنوب شرق جزيرة كوبا- أنه بعد مرسوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول الإبقاء على السجن «قالوا لنا إننا سنبقى هنا 25 سنة أو أكثر».

وكان ترامب قد قرر في نهاية يناير الإبقاء على المعتقل مفتوحا، لكن الرئيس الأمريكي وقع مرسوما يأمر وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) ينص على «إبقاء كل منشآت الاعتقال في جوانتانامو مفتوحة». ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية، عن الأدميرال رينج قوله، إن «البنتاجون أرسل لنا مذكرة تقول: استعدوا لبقاء المعتقل مفتوحا لـ25 سنة أو أكثر».

 
معتقل غوانتانامو الثلاثاء
معتقل جوانتانامو

لم يبق في هذا المعتقل حاليا سوى 40 سجينا تتراوح أعمارهم بين 37 و71 عاما.. وحكم على اليمني علي حمزة أحمد البهلول، أحد مساعدي أسامة بن لادن بالسجن المؤبد. وينتظر معتقل آخر صدور الحكم عليه صيف 2019، بينما يعتبر 26 آخرون بالغي الخطورة ولا يمكن الإفراج عنهم.. ومن المعتقلين الـ12 الباقين، اعتبرت اللجان العسكرية 5 قابلين للنقل إلى بلد آخر بينما تجري محاكمة 7 آخرين.

وللاهتمام بهؤلاء المعتقلين الذين يهرمون، اضطر مركز الاعتقال لتكييف منشآته الطبية.. ويعمل على تأمين وتشغيل معتقل جوانتانامو، الذي تبلغ ميزانيته السنوية 78 مليون دولار، نحو 1800 من العسكريين الحراس والطباخين ودوريات المراقبة البحري.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة