في ذكرى ميلاد ليلى فوزي.. لماذا رفض والدها زواجها من فريد الأطرش؟

السبت، 20 أكتوبر 2018 06:00 م
في ذكرى ميلاد ليلى فوزي.. لماذا رفض والدها زواجها من فريد الأطرش؟
الفنانة الراحلة ليلى فوزي
وجدي الكومي

رآها الفنان محمد عبد الوهاب، في إحدى المناسبات وقرر ضمها إلى فريق فيلمه «ممنوع الحب»، عام 1942م، لتظهر لأول مرة على شاشة السينما وهي تغي خلف الموسيقار الكبير في أغنيته «كل شيئ ممنوع في الدنيا إلا الحب»، لتبدأ مسيرتها الفنية متربعة على عرش الشاشة، بعد نجاحها في أداء أدوار الشر، إنها «فيرجينيا».. ليلى فوزي، والتي استحقت لقب «جملية الجميلات»، المولودة في تركيا، يوم 20 أكتوبر من العام 1918، ورحلت عن عالمنا بين جدران مستشفى دار الفؤاد بالقاهرة في 12 يناير 2005.

ليلى فوزي في فيلم الناصر صلاح الدين

عاشت ليلى فوزي حياة درامية، بدأتها حينما رفض والدها تاجر الأقمشة المصري، حمل إسمه في أولى تجاربها السينمائية مع نيازي مصطفى، بفيلمه «مصنع الزوجات»، و «محطة الأنس» الذي أخرجه عبد الفتاح حسن، وشاركت فيهما بإسم «ليلى رضا»، وذلك لرفضه عملها في التمثيل، ثم في «ممنوع الحب» الذي وقفت فيه أمام موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، سمح لها والدها أن تتسمى بإسم ليلى فوزي.

في كتابه الصادر عنها بمناسبة تكريمها، كتب محمد دياب، أن ليلى فوزي أنكرت كونها تركية الأصل من جهة الأب، وأكدت ان أباها مصري، أبا عن جد، ولكن أمها تركية وذكرت أن والدها تاجر القماش الشهير تعرف على والدتها في تركيا أثناء زيارة عمل، ومن هنا كان تنقل الأسرة الدائم بين القاهرة واسطنبول.

 

ليلى فوزي على غلاف مجلة آخر ساعة

ليلى فوزي على غلاف مجلة آخر ساعة

رفض والدها أن تقترن ابنته بنجم الطرب آنذاك فريد الأطرش، بعد فيلمهما «جمال ودلال» عام 1945، متعللا بصغر سنها، ثم وللمفارقة وافق على زواجها من المطرب عزيز عثمان بعدها بعامين، وكان الأخير يفوقها سنا، وشهرة، خاصة بعدما نجح في دوره أمام نجيب الريحاني في فيلم «لعبة الست» والتصق بإسمه أغنيته الشهيرة «بطلوا دا واسمعوا دا».

وانتقلت شهرة الزوجين بعد ذلك من صفحات الفن، إلى الحوادث، ومنازعات الطلاق، بعدما بدأت المشكلات بينهما، فكانت غيرته عليها سببا واضحا لتلك الخلافات، وهو ما جعلها تترك بيت الزوجية أكثر من مرة، وتعود إلى بيت عائلتها، وتتابعها المجلات الفنية الصادرة آنذاك، وترصد أين تجلس في حفلات الأفلام، فكانت دائمة الجلوس بجوار زوجها المستقبلي أنور وجدي.

ليلى فوزي وزوجها عزيز عثمان والفنان أنور وجدي
ليلى فوزي وزوجها عزيز عثمان والفنان أنور وجدي

 

تصاعد خلافاتها مع عزيز عثمان، وباتت المجلات الفنية تتحدث عن الانفصال. تُصرح ليلى فوزي عام 1954، أنها لا تفكر في زوجها المستقبلي، قبل أن تحصل على الطلاق من عزيز عثمان، بينما تشير مجلة «الجيل الجديد» في تقرير لها نشرته قبل الطلاق أن الأوساط الفنية تتبادل أخبار عن اعتزام أنور وجدي الزواج من ليلى فوزي، فور طلاقها من «عثمان»، وفي استحياء تنكر «فيرجينيا» الشائعة، وتقول إن أي حديث عن مشروع زواجها المستقبلي لا علاقة له مطلقا بانفصالها عن عزيز عثمان،  لتنكر ما يتنفسه الجميع مع الهواء.. قصة حبها لأنور وجدي.

المطرب عزيز عثمان
المطرب عزيز عثمان

 

تحصل ليلى بمشقة على الطلاق من عزيز، يقفان أمام المحاكم، وتنشر الصحف عن وقائع المحاكمة المثيرة، ومطلب وكيلها بأن تكون الجلسة سرية، ولا ينتهي الأمر عند ذلك، بل تطاردها الصحافة الفنية، حينما تتزوج حبيبها أنور وجدي، ويسافران لقضاء شهر العسل.

untitled-2

لا تكتمل سعادة ليلى فوزي، إذ تعود من أوروبا بنعش أنور وجدي بعد رحلة علاج فاشلة، تتصدر أخبارها صفحات الحوادث عام 1955، حين تصبح بطلة لقصص النزاع القضائي على تركة «وجدي» مع والدته، وشقيقاته، وبعد وفاته حاورتها مجلة «الكواكب» ونشرت صورا لها ترتدي ملابس الحداد، أنكرت في الحوار شائعة أن تركة أنور وجدي بلغت نصف مليون جنيه، وأنه خص ليلى مراد ببوليصة تأمين على حياته. قالت ليلى للصحافي حسين عثمان الذي حاورها، إنها ستظل حزينة على زوجها إلى آخر لحظة في حياتها، لكن في الشهر نفسه الذي ظهر فيه هذا الحوار يوليو 1955، كانت مجلة «آخر الساعة» تنشر قصة عن شائعات تتحدث عن قرب اقتران ليلى فوزي بنجل شريك أنور وجدي محمود عطية، الذي كان مديرا لشركة أفلام زوجها.

اللافت قدرة ليلى وسط كل هذا الصخب والمحن أن تجوّد من أدائها الفني، على الرغم من صعوبة ما تلقته من نقد على طريقة نطقها اللغة العربية في فيلم «الناصر صلاح الدين»، يكتب الناقد الفني الراحل سعد الدين توفيق يلومها على لكنتها التركية الواضحة، ويقول إنها تتقيأ جمل الحوار من دون انفعال حقيقي معتمدة على جمالها في دورها «فيرجينيا».

aka

تذهب ليلى إلى «سعد» في مكتبه في دار الهلال المصرية، لتلومه على مقاله القاسي، فينصحها بتعلم فن الإلقاء لتتعاقد بعدها مع عبد الوارث عسر، والدكتور أحمد البدوي أستاذ الإلقاء في معهد التمثيل، وتدرس على يديهما فن الإلقاء لمدة ستة أشهر، وتتعلم نطق اللغة العربية نطقا سليما، لتتغلب على اللكنة التركية، وهو ما جعلها منافسة قوية لنجمات جيلها، مريم فخر الدين، وفاتن حمامة، ومديحة يسري.

اعتزلت ليلى فوزي السينما بإراداتها، شائعات رجحت أن جلال معوض زوجها الثالث هو الذي ضغط عليها لتبتعد، كان لا يحب مشاهدة أفلامها، يعترف بذلك في حوار أجرته مجلة «آخر ساعة»، في 14 أغسطس 1963، مع ليلى بمناسبة عودتها من رحلة موسكو مع يوسف شاهين، وصلاح ذو الفقار، كانوا قد ذهبوا للمشاركة في مهرجان الفيلم العالمي.

مع بداية عصر السادات، رحل جلال معوض إلى ليبيا، وبصحبته ليلى في رحلة غياب تقصيها قسرا عن السينما لسنوات، تعود بعدها بفيلم «أمواج بلا شاطيء»، عام 1974، وهو الفيلم يمثل عودة ليلى إلى الشاشة بعد غياب خمس سنوات منذ آخر أدوارها في فيلم حسين الإمام «دلال المصرية»، العام 1969.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة