لسد فجوة العمالية.. الصين تنجح في عقد اتفاقيات مع الاقتصاديات الناشئة

الأحد، 21 أكتوبر 2018 08:00 ص
لسد فجوة العمالية.. الصين تنجح في عقد اتفاقيات مع الاقتصاديات الناشئة
صورة أرشيفية
كتبت: رانيا فزاع

فى وقت تتصاعد فيه التوترات بين الاقتصاديات الكبرى، في ظل حرب تجارية بين أمريكا والصين، بالتزامن مع تهديدات بريطانيا أحد أكبر بلدان الاتحاد الأوروبى بالانفصال «اليورو»، بات مشهد التجارة العالمية غامضًا، وسط محاولات للاتفاق بين الاقتصاديات الناشئة.

وتقدر تجارة السلع بين الاقتصاديات الناشئة بنسبة 20 ٪ من قيمة التجارة العالمية، بعد أن كانت قيمتها لا تتجاوز 8 ٪ في عام 1995.

وارتفعت التجارة بين الصين وغيرها من الاقتصاديات الناشئة بمقدار 11 مرة في ذلك الوقت، في حين أن التجارة بين الاقتصاديات التي لا تشترك فيها بكين قد ارتفعت ستة أضعاف.

وعلى الرغم من انخفاض الفائض التجارى للصين مع الاقتصاديات الناشئة، إلا أنها نجحت فى تحقيق قيمة تجارية بنسبة 170 مليار دولار، وبلغت حصتها من الصادرات الصناعية مع الاقتصادات الناشئة ذروتها عند 56٪ في عام 2014، وتقلصت إلى 53٪ في 2016 بسبب ارتفاع تكاليف الإنتاج.

وتمكنت بلدان الأسواق الناشئة الأخرى من سد الفجوة التي خلفتها الصين في الصناعات «كثيفة العمالة»، بما في ذلك منتجات مثل المنسوجات، ووضع البعض بنية تحتية موثوقة وشروط استثمار ملائمة للأعمال.

كما قامت بعض البلدان المتخصصة مثل فيتنام المستفيد الأكبر من هذا التحول، من خلال الصادرات سريعة النمو من الإلكترونيات، أما الهند فتشمل القطاعات الصناعية الأسرع نموًا صناعة الأثاث والسيارات والأدوية، وزادت إثيوبيا ورواندا وفيتنام صادراتها من المنسوجات بسرعة، حيث سجلت نمواً سنويًا بأكثر من 15 ٪ في السنوات الخمس الماضية، كما أصبحت بنجلاديش مصدرًا رئيسيًا للنسيج - حيث يعمل في القطاع حوالي 5 ٪ من القوة العاملة هناك.

اقرأ أيضاً: الاقتصاد الأمريكى في رئاسة ترامب.. هل نجح بتنفيذ وعوده؟

وتريد الصين من جانبها زيادة حصتها في البحث والتطوير والإنتاج المكثف لرأس المال، مع التنازل عن بعض النمو في الإنتاج الكثيف العمالة، حيث ارتفعت أجور العمالة في الصين - وهذا سمح للاقتصاديات الناشئة ذات الأجور المنخفضة بالمنافسة بشكل أفضل.

ولطالما كان التصنيع ركيزة أساسية للتنمية، وخلق فرص العمل والنمو الاقتصادي، وهو ما دفع إثيوبيا لزيادة نسبة العمالة الصناعية بنسبة 10٪ تقريبًا بين عامي 2000 و2010.

في نهاية الأمر نجحت العمالة في  مجال التصنيع في الوصول إلى مستويات عالية في الوقت الذي تصل فيه البلدان إلى مرحلة أعلى من التطور، داني رودريك الخبير الاقتصادي بجامعة هارفارد البريطانية، وصف هذه الظاهرة بالاختراق المبكر لأوانه.

اقرأ أيضاً: الحرب التجارية تضع أوزارها على واشنطن.. يوم عاصف في البورصة الأمريكية

 

وعلاوة على ذلك، فإن نمو التجارة بين الاقتصادات الناشئة بما في ذلك الصين، يخلق وضعا قويًا لها في السنوات المقبلة، يمكن من خلاله أن تصبح ثاني أكبر اقتصاد في العالم وتنمو بسرعة أكبر من الولايات المتحدة.

 وبالنسبة للبلدان الثمانية عشر التي تفوقت في الأداء ، ارتفعت حصة التدفقات التجارية والخارجة من 7٪ فقط في عام 1980 إلى 29٪ في عام 2016، ويقابل هذا الارتفاع البالغ 22 نقطة انخفاض 22 نقطة مئوية بين التدفقات الخارجة وتدفقات البضائع إلى الخارج.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق