شقيق محمد نوح وابنته يتحدثان في الذكرى السادسة لوفاته.. سحر: السادات قال لأبي إنت وطني

الأحد، 21 أكتوبر 2018 08:00 ص
شقيق محمد نوح وابنته يتحدثان في الذكرى السادسة لوفاته.. سحر: السادات قال لأبي إنت وطني
حسين نوح
زينب وهبة - تصوير : كريم عبدالعزيز

 
 
رغم مرور 6 سنوات على وفاة الفنان محمد نوح، إلا أن أسرارا كثيرة فى حياته الفنية والسياسية لا يعرفها الكثيرون، وهو ما يكشفه اثنان من أقرب الشخصيات إليه، هما شقيقه الأصغر الفنان التشكيلى والروائى حسين نوح، الذى صدرت له مؤخرا روايتان هما «تعاريج» و«شبورة»، وقد حققت الرواية الأولى أعلى مبيعات، أيضا تحكى ابنته «سحر» مواقف أبيها الوطنية والسياسية، علاوة على أسرار أخرى نعرفها فى هذا الموضوع.
 
من جانبه قال حسين نوح إن شقيقه تحمل مسئولية الأسرة رغم صغر سنه بسبب وفاة أبيه، فهو الأخ الأكبر لخمسة أولاد، وبنت توفيت بمرض السرطان.
 
أضاف فى حديثه لـ«صوت الأمة»، أن شقيقه «نوح» بدأ حياته كعازف، وعمل مع كل الفنانين دون استثناء، مثل عبدالحليم حافظ، ووردة، وسميرة سعيد، وغيرهم، كما التحق بكلية الفنون الجميلة وأصبح فناناً تشكيليا، حيث أبدع فى هذا المجال ليتوجه بعدها للإنتاج حيث قام بإنتاج الكثير من المسلسلات والمسرحيات.
 
كما مارس شقيقه جميع أنواع الفنون، مشيرا إلى أن ما لا يعرفه جمهوره بأنه كان يعزف 8 آلات موسيقية، علاوة على أنه كان محبا للقراءة إلى أقصى درجة، منوها إلى أن حالته النفسية ساءت فى الأيام الاخيرة، لدرجة أنه تمنى الموت بعد أن صار عاجزا عن القراءة أو حتى الجلوس فى الصالون الخاص به وممارسة هواياته.
 
 وأشار إلى أن شقيقه كان يقوم بعمل صالون ويجلس فى مقهى سوق الحميدية الشهير فى باب اللوق، وهو نفس المكان الذى كان يجلس فيه أمل دنقل وعبدالوهاب مطاوع ومدكور ثابت وعبدالرحيم منصور وشوقى حجاب وسيد حجاب وعبدالرحمن الأبنودى وأحمد زكى وجلال الشرقاوى. 
وأكد حسين أن أكثر ما تأثر به شقيقه كان عندما أخذوا منه مسرح الكلية الحربية، حيث أصيب بجلطة وانهار صحيا، خاصة أنه أنفق الكثير على هذا المسرح، إلى أن توفى بعد ذلك.
3
 
 
وعن أعماله الفنية الخاصة به التى قام بها، قال حسين نوح إن الحالة التى تشهدها مصر حالياً تحدث عنها فى روايته «شبورة» كما أنتج عدداً من المسلسلات، حيث قام بإنتاج مسلسل «ثمن الخوف» الذى قام ببطولته نور الشريف، وفى 2005 قام بإنتاج مسلسل «بنت من شبرا»  والذى قامت ببطولته ليلى علوى، كما أنتج ليوسف رمسيس وفتحى غانم، علاوة على إنتاج العديد من المسرحيات، مثل «سحلب» بطولة ليلى علوى وحسين فهمى، ومسرحية «سوق الحلاوة» بطولة نيللى ويوسف منصور وعبدالمنعم مدبولى. 
 
وأشار إلى أن سبب توقفه عن الإنتاج هو اهتمامه الشديد بالرسم، خاصة أنه حقق فيه نجاحا كبيرا، علاوة على تحقيقه نجاحا كبيرا فى الوسط التشكيلى، حيث كانت من أشهر لوحاته تلك اللوحة عن مصر التى عبر فيها عن محاولة المرور من ثقب إبرة فى الفترة الحالكة التى كانت تمر بها البلاد، وهل ستستطيع العبور أم لا؟ وتمثلها سيدة عجوز بألوان أخضر وأزرق تمثل مصر النيل والخضرة.
 
وفى لوحة أخرى، كانت مصر تمثلها سيدة ملونة ومنبطحة وبدأت تستفيق، ويشير إلى أن مصر ستنهض ولا أى قوة تستطيع هزيمتها لأن مصر ما زال بها أناس يحبونها.
 
وأكد أن روايته «شبورة» تتحدث عن رجل يلقى نفسه أمام الباب ليأخذ الجرائد لأنه مثقف، وعندما يحتك بالشباب يكتشف أننا فى حالة مقلقة جدا وهى تدل على حالة انعدام الرؤية، وفى الرواية يظل هذا الرجل يمسح النظارة والزجاج ظنا منه أن العيب عنده فى النظارة.
 
من ناحية أخرى قالت سحر ابنة الفنان الراحل محمد نوح إن أكبر شىء كسر أباها نفسيا وفنيا واقتصاديا هو استيلاء الحكومة على مسرح الكلية الحربية فى عام 1992 والذى أنفق عليه كل ما يملك، وهو ما اعتبره «نوح» تدميراً لحلم عمره، وجرحا ظل ينزف بداخله حتى مات، خاصة بعد قيامه بتجهيزه ليكون منارة ثقافية.
 
وتستكمل سحر حديثها أن أباها وقتها كان مزعجاً للسلطة فأرادوا أن يردوا عليه «بقرصة ودن»، ورغم أن مبارك كان نائباً للسادات، ومحمد نوح كان صديقاً للسادات، حيث كانت علاقته به علاقة مختلفة جدا فكان والدى يحبه حباً كبيراً، ويعتبره قيمة سياسية عظيمة لأنه أعاد الأرض للوطن.
 
وأضافت سحر أن أباها كانت لديه قناعة كبيرة بالسادات وبما فعله من مبادرة السلام التى اعترض عليها البعض، وكان دليل ذلك أنه اصطحب فرقته واستقبله فى شوارع المطار بالأغانى أثناء عودته من القدس، مشيرة إلى أن أباها يومها غنى للقدس وليس للسادات، وغنى للأرض التى عادت بالحرب والسلام فكانت أغنية «مدد.. مدد.. شدى حيلك يا بلد» وغيرها من الأغانى الوطنية.
 
وأضافت أن بداية معرفة والدها بالرئيس أنور السادات كان التحقيق الذى جرى معه لأنه هاجم الانفتاح الاقتصادى على المسرح، وهو ما وصل إلى مسامع الرئيس السادات، وعندما عرف والدى بذلك وجه له الدعوة لحضور العرض المسرحى وبالفعل حضر السادات للمسرح، ووقف يضحك ويصفق له ويقول له: «يا نوح.. أنت وطنى.. وتهاجمنى من أجل مصر.. وهذا لا يحزننى منك».
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق