وهب حياته للاختراعات.. هكذا كان لـ«التاء المربوطة» دور كبير في حياة إديسون؟

الأحد، 21 أكتوبر 2018 06:00 م
وهب حياته للاختراعات.. هكذا كان لـ«التاء المربوطة» دور كبير في حياة إديسون؟
توماس إديسون
زينب وهبه

رغم الإنجازات العظيمة التي قدمها إديسون للبشرية، وأهمها المصباح الكهربائي، فكثير منا يفكر أن إديسون وهب حياته للعلم والاختراعات وتنحى عن اختلاطه بالنساء، لكن المفاجئة أن إديسون تزوج أكثر من مرة، حيث كانت المرة الأولى من موظفة تعمل في أحد محلاته التجارية، وجمع بينهما اللقاء وقتها،  وتدعى "ماري ستلويل"، وكانت تبلغ من العمر 16 عاماً، وأنجب منها إديسون ثلاثة أطفال بنت تدعى "ماريون" وولدين "توماس، ووليام".

وتشير أغلب الروايات أن زوجة إديسون ماري أصيبت بالتسمم، نتيجة جرعة زائدة من المورفين، وبعض الروايات تذكر أنها توفيت إثر إصابتها بورم في المخ وكان عمرها 29 عاماً، وكانت المرة الثانية لزواج إديسون في سن التاسعة والثلاثين، حيث تزوج من "مينا ميلر"، والتي تبلغ من العمر 20 عاما، وكانت ابنة المخترع لويس ميلر، وأنجب أيضاً منها ثلاثة أطفال بنت تدعى "مادلين" واثنين من الذكور هما "تشارلز، وثيودور"، وزوجة أديسون الثانية مينا عاشت أكثر من إديسون، أي أن إديسون تزوج مرتان وأنجب 6 أطفال بنتين و4 ذكور رغم حياته الحافلة بالاختراعات والإنجازات، إلا أنها لا تخلو من النساء والزواج والأطفال.

ولو تكلمنا عن توماس إديسون العالم الذي لم يعرف يأساً ولم يوجد في قاموسه كلمة فشل، فقد اشتهر بأنه عالم المصباح الكهربائي، وبأنه الذي أنار العالم بمصباحه، وأن العالم من غيره لبقى في ظلام دامغ.

حياة إديسون رغم العقبات والتحديات، إلا أنها مدرسة تعلم الناس كيفية الإنجاز وعم الاستسلام لأي إحباط، وكيف أنه صدق رؤيته وحلمه وأصبحوا على أرض الواقع بعد عناء ومرور بآلاف التجارب دون كلل أو ملل بروح إيجابية تعرف المثابرة ولا تستسلم حتى لو واجهها الفشل ألف مرة، فكل مرة فيها فشل طريقة جديدة توصل للنجاح.

ولد إديسون عام 1847 في مدينة ميلانو بولاية أوهايو الأمريكية، وعاش طفولة صعبة، حيث تزوجت أخته وترك أخوه الأكبر المنزل من أجل العمل، ولم يتبقى غير والدته وخالته، وكان ما يميز توماس إديسون أنه دائم الأسئلة ولا يكف عن أسئلته عن كل شيء، وإذا لم يقتنع بالإجابة يسأل مرة أخرى نفس السؤال، لأنه لم يكتفي بالإجابة الأولى، وكانت أمه تهتم به وتحيطه بعنايتها الدائمة وتجيبه عن كل الأسئلة وكل ما يدور بذهنه، وكان ما يميز توماس أنه يختبر صحة كل شيء، والمراقبة الدائمة، وهذا أدى به إلى أن أصبح قوي الملاحظة جدا.

التحق توماس بالمدرسة في بلدة هورون في سن السابعة من عمره، وكان ينسى كل ما كان يتعلمه، ويحصل على درجات أقل من زملائه لدرجة أن مدرسه قال له أمام أصدقائه بالمدرسة أنه صبي غبي، ولا فائدة منه، حتى الأطباء أطلقوا عليه بأنه مصاب بمس، لأن شل رأسه غريب، ووصل به الحال إلى أن طرده ناظر المدرسة من المدرسة بحجة أنه لديه إعاقة في عقله، والمدرسة ليس لديها أماكن للمعاقين.

أخذت توماس الحيرة والتخبط، حيث رأي المعلمون والمربون والذين يعتبروا قدوة له وآمن أن رأيهم فيه صحيح، وأنهم مما لا شك فيه على صواب، لكنها لم تتركه أمه لهذا التخبط وأعادت إليه ثقته بنفسه، وأخذت تعلمه داخل البيت وهي موقنة أنها تؤدي رسالتها، وقامت بتشجيعه على القراءة كثيرا حتى أدمن القراءة، وظلت أمه تدرس له ثلاث سنوات واعتبرها أديسون وقت كافي لأن تغرس والدته فيه حب العلم، وتفهمه غايته والهدف المرجو منه.

وعندما بلغ إديسون العشرة أعوام، أهدى إليه والده كتاباً يناقش شتى العلوم الطبيعية والمخترعات الجديدة في القرن التاسع عشر، وكان من أهمها القطارات وأجهزة التلغراف، وكان هذا الكتاب بداية قوية لإديسون فتحت له الطريق، وبالفعل طبق هذا الكلام على أرض الواقع بعد أن باح لوالدته بسره، وأقام معملا صغيرا بعد إلحاح على والدته.

وبعد مرور عام تعرضت الأسرة لفقر بشكل كبير، وقرر إديسون أن يعمل في غير وقت قراءته، وأراد أن يعمل بائع للصحف في القطارات، ويستطيع في نفس الوقت أن يطلع على ما فيها من غير مقابل، وفي أثناء وقت الفراغ من العمل يستطيع أن يقرأ كل الكتب في المكتبة المجانية في ديترو، وكان عمر إديسون وقتها 12 عاماً، ولم تقتنع والدته خوفا عليه من الأخطار التي يمكن أن يتعرض لها، وكان والده يرى أنه لا داعي لعمله، لكن مع إصرار إديسون وإلحاحه وافقا، وأصبح إديسون ابن الاثني عشر عاماً بائعاً للصحف والكتب والمجلات في القطارات والسكك الحديدية، ومن هذا العمل أخذ يصرف على معمله الصغير.

أصبح أديسون وحارس القطار أصدقاء، واستخدم أديسون عربة القطار معملاً لتجاربه، وبعد أن كسب مالاً اشترى مطبعة صغيرة، وقام بإنشاء صحيفة يقوم بنفسه بتحرير مقالاتها وأخبارها ويقوم بطبعها وبيعها بنفسه دون مساعدة من أحد، حتى حققت هذه الصحيفة أرباحاً هائلة وحققت نجاحاً ملحوظاً، ولكن لم يحالفه الحظ، حيث اصطدم القطار الذي به معمله وسقطت الأواني والزجاجات وحطمت المطبعة، وتم طرد إديسون وألقو متاعه وآلاته ورائه.

وعندما بلغ إديسون عمر الستة عشر عاماً كان عاملاً ليلياً وبدأت تنفتح عيناه من وقتها على الكهرباء، وأصبحت شغله الشاغل، واستطاع إديسون أن يدخل إصلاحات على آلات البرقية وأصبحت الأسلاك تحمل عدة رسائل بدل حملها رسالة واحدة، لدرجة تعجب الناس منه، وأطلقا عليه لقب الباحث الصغير.

وخلال عدة سنوات أصبح صاحب عدد كبير من الاختراعات، وبلغ ثمن هذه الاختراعات سبعين ألف دولار اشترتها منه شركة وستون يونيون والتلغراف الأمريكي، وأنفقها على مختبره الشهير في منلوبارك في ولاية نيوجيرسي، وفي عام 1877 أطلق عليه ساحر منلوبارك، حيث اخترع الفونوغراف، وكان إنجاز ليس له مثيل وقتها، وبلغت اختراعات إديسون 1093 اختراعاً تقدر بـ15 مليون ونصف المليون من الدولارات، وقرر الكونجرس الأمريكي منح توماس إديسون ميدالية ذهبية صنعت له وحده، ولم تمنح لأحد بعده أبداً.

وأشهر حكاية توماس أديسون حكاية المصباح الكهربائي، وكان لايقاد مصابيح، إلا في منازل الأغنياء، وكانت من نوع المصابيح القوسية الساطعة، فظل إديسون يفكر في إضاءة الظلام الحالك الذي يعم المدينة والطريق الذي يوصله لإنارة المكان، وكان هذا الحلم شغله الشاغل الذي لا يجعله ينام.

وكان توماس إديسون يرى أن إضاءات المصابيح القوسية الكهربائية ضوءها متوهج أكثر من اللازم، ويحتاج إلى أماكن كبيرة جدا، وفكر في الإضاءة باستعمال السلك الحراري، إلا أن صديقيه فارمر ووالاس أكدو له أن هذا مستحيل، ولكن كانت إجابة إديسون أن سير وليم جروث استطاع أن يجعل السلك يشتعل، ولكن أجابه صديقه فارمر أنه اشتعل لفترة ثم تفتت عندما وضع بين طرفي بطارية، وأجزم له أنه لا يصلح للإضاءة الذي يريدها، حينها ابتسم إديسون قائلاً إنه سيصنع من هذا السلك الحراري مصباحاً يضيء المكاتب والمنازل.

وبالرغم من تأكيد صديقيه على استحالة فعل هذا ووصل الجدل بينهم إلى الصحف  بعد إعلان إديسون على ذلك، وتعرض لنقد شديد وكبير وحملات هجوم خاصة من قبل شركات الغاز، لأن هذا سيؤدي إلى كساد أسهم شركاتهم وتعطل وتوقف مصانعهم، لأن الناس سيستغنون عن الإضاءة بالغاز ويستبدلونه بمصباح إديسون الكهربائي.

وبدل أن يرد إديسون على هذا الهجوم، عكف على العمل ليلاً ونهاراً، وكان أكبر تحدي ومشكلة أمامه أن يجد سلكا حراريا يتوهج ويشتعل لفترة طويلة دون أن يتفتت.

وبعد أن جرب إديسون كل المعادن وكانت الأسلاك تحترق وتذوب وتتلاشى، وهدد إديسون الممولون للمشروع بعدم الإنفاق على مشروعه، لكن تصميم إديسون وعمله الدؤوب وبحثه عن الممولين لمشروعه، وحينها قام مدير البنك عام 1878 بتأسيس شركة خاصة لتمويل أديسون، وتم طرح الأسهم في الأسواق، وكان عددها 3000 سهم، ولكنها باءت بالكساد ولم يتم بيع سهم واحد منها، ما اضطر إديسون إلى اللجوء لحيلة وهي أن يصرح في الصحف أنه استكمل وأنجز المصباح الكهربائي، وبعد أيام قليلة تم بيع أسهم الشركة بالكامل، وتم وضع 50 ألف دولار في متناول إديسون، ولكنه أنفق أكثر من 100 ألف دولار على صناعة المصباح الكهربائي، ويعد مبلغا ضخما وقتها.

وفي يوم مشهود اجتمع إديسون وكل مساعديه ومن يعمل معه، وأسفرت الجهود بعد إدارة التيار الكهربائي وإشعال فتيل الكربون، وعملوا كل ما في وسعهم، أن يطول أكبر فترة ممكنة، وبعد انقضاء 36 ساعة من التوهج أظلم، وبعد أن بحث إديسون عن فتيل أفضل، استطاع أن يجعل مصباحه يشتعل ويتوهج لأكثر من 100 ساعة متصلة، وفي عام 1880 قدم إديسون مصابيحه الكهربائية للعالم بإضاءة معامله في منلوبارك، وكانت المصابيح أكثر 500 مصباح، وفي عام 1885 كان هناك ربع مليون مصباح كهربائي مضاء في الولايات المتحدة الأميركية.

بعد هذه الحياة المليئة بالتحديات والصعوبات في حياة توماس إديسون انتهت بتخليد اسمه انه هو الذي أضاء العالم، وتوفي إديسون في 18 أكتوبر 1931 ميلادية بعد حياة مليئة بالاختراعات وأكبر الإنجازات.

 

تعليقات (1)
dddddd
بواسطة: amr
بتاريخ: الثلاثاء، 23 أكتوبر 2018 03:43 م

;';ok;p

اضف تعليق


الأكثر قراءة