شهادة ميلاد مصرية عمرها 150 ألف سنة.. قصة حياة الإنسان على أرض أم الدنيا
الأربعاء، 24 أكتوبر 2018 10:00 ص
معبد فيله
مصر أم الدنيا، ليست هذه عبارة إنشائية يغذيها الفخر والشوفينية الوطنية، وإنما حقيقة علمية تؤكدها الآثار والمعلومات المتوفرة، وآخرها ما ثبت عن حياة الإنسان على هذه الأرض قبل 1500 قرن.

في الفترة الأخيرة عقدت وزارة الآثار ملتقى تحت عنوان "الصحارى والبحيرات"، وذلك بمناسبة مرور 30 سنة على انطلاق أعمال البعثة الأثرية الإيطالية العاملة في واحة الفرافرة. وخلال الملتقى ألقى المشاركون كلمات حول أهم نتائج أبحاثهم، التي كان أبرزها إعلان الباحث الدكتور نادر الحسيني، توصله إلى حقائق قاطعة تؤكد أن الإنسان عاش على الأراضي المصرية قبل 150 ألف سنة من الآن.
.jpg)
في الاستدلال على فرضيته بأن الإنسان عاش في مصر قبل 150 ألف سنة من الآن، استند الباحث لبعض النتائج التي توصلت إليها البعثة الألمانية برئاسة رددولف كوبر، والبعثة الإيطالية برئاسة بربارا باريش، والبعثة الفرنسية بإشراف المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، ضمن الحفائر الناتجة عن أعمال البحث والاستكشاف في الصحراء الغربية، والتي توصلت إلى مواقع وكهوف حجرية تعود إلى عصور قديمة للغاية وتسبق عصر ما قبل الأسرات بقرون.

أبرز الأدلة الداعمة لهذا الاستنتاج أن نتائج الحفائر في بعض مناطق الصحراء الغربية، في مقدمتها واحات الخارجة والداخلة والفرافرة، توصلت إلى نتائج وأدلة تؤكد العثور على أدوات حجرية عديدة تعود إلى عشرات القرون، منها سواطير وفؤوس يدوية ومكاشط لجمع النبات وصيد الحيوان، مصنوعة من الحجارة، بجانب بقايا حيوانية. كما استندت النتائج إلى دراسات أجريت على بقايا نباتية، وتوصلت إلى أن الظروف المناخية كانت مختلفة تماما عما هي عليه الآن، ما ساعد على تمكين الإنسان من الحياة والتكاثر بشكل مُكثّف قبل أكثر من 100 ألف عام من الآن.

ضمن استخلاصات الدراسة قال الباحث إن تغيرات المناخ التي شملت انقطاع الأمطار وارتفاع درجات الحرارة وخلوّ الأراضي من الأعشاب والنباتات تسببت في زحف الإنسان بحثا عن الماء والطعام، ليغادر الصحراء الغربية ويستقر في وادي النيل، وعندها بدأ ما يُعرف لدى الباحثين بـ"العصر الحجري الحديث" الذي شهد اكتشاف الزراعة وتدجين الحيوانات وتطور بعض الصناعات مثل صناعة الفخار.

بحسب الاكتشافات المتحققة من نتائج الحفريات الأخيرة، التي استندت إليها الدراسة، فإن الأمر يُمثّل مفاجأة كبيرة ستسهم في إعادة تشكيل الصورة الذهنية الشائعة عن تاريخ الحياة في مصر، ما يُعني إعادة النظر في كل المعلومات الراسخة عن التاريخ المصري القديم، وعن تاريخ وجود الإنسان وتطور حياته في المنطقة.