قهر الأعداء وقتله صديق.. قصة رحيل البطل سيف الدين قطز

الأربعاء، 24 أكتوبر 2018 04:00 م
قهر الأعداء وقتله صديق.. قصة رحيل البطل سيف الدين قطز
السلطان سيف الدين قطز
إسراء بدر

السلطان سيف الدين قطز، والذى يتردد اسمه دوما ضمن أبطال التاريخ، لما فعله لقهر أعداء الوطن وحماية الإسلام والبلاد، وتروى الكتب التاريخية قصة حياته البطولية، فهو "محمود بن ممدود" هكذا اسمه الأصلى، وهو ابن أخت السلطان جلال الدين خوارزم شاه الذى تصدى بعد أبيه لهجمات المغول، وحقق انتصارات متتالية عليهم، ولكنه لم يجد يد المساعدة من الدولة العباسية التى تركته يصارعهم دون مساعدة، إلى أن نجحت جحافل المغول فى القضاء على دولته التى كانت تقع فى إقليم كرمان، وهو جنوبى إيران حاليا، ولقى حتفه على يد أحد الأكراد.

1
 

كان "قطز" من بين الأطفال الذين حملهم المغول إلى دمشق وباعوهم إلى تجار الرقيق، وقضى سنوات طويلة من حياته مثله مثل آلاف المماليك الذين حملت مواهب بعضهم إلى القمة وتولى السلطة ومناصب قيادية.

 

وكان "قطز" مملوكا ضمن مماليك ابن الزعيم فى دمشق، ثم انتقل إلى القاهرة، وأصبح من مجموعة المماليك لعز الدين أيبك التركمانى، ومع مرور الوقت حصل على ترقيات ليصبح أكبر مماليكه وأقربهم إليه، وبعد نهاية الحكم الأيوبى فى مصر اتفق المماليك على اختيار شجرة الدر سلطانة للبلاد، إلا أن الظروف لم تساعدها للاستمرار فى السلطنة، واضطرت للتنازل عن الحكم للأمير "عز الدين أيبك" بعد زواجها منه، ولقب باسم الملك المعز، وساعده "قطز" فى التخلص من "أقطاى" الذى تمادى فى الاستخفاف من الملك المعز، ومن تلك اللحظة بدأ "قطز" يشد طريقه للمقدمة.

 

وبعد الصراع الذى دار بين الملك المعز وشجرة الدر الذى انتهى بمقتلهما، تولى نور الدين على بن المعز أيبك السلطنة، لكنه كان صبيا لا يصلح لمباشرة الحكم وتحمل كل هذه المسئولية، وأصبحت مقاليد البلاد فى أيدى "سيف الدين قطز" الذى أدار البلاد بقوة وإحكام.

2
 

ومع توالى الانتصارات خلد اسم "قطز" بين كبار القادة والفاتحين، كان المغول فى هذه الفترة يسيطرون على البلاد القريبة من مصر فوجد "قطز" أن الخطر يقترب يوما بعد يوم والسلطان الصبى يلهو ويلعب فى القصر فاضطر إلى خلع السلطان الصبى وأعلن نفسه سلطانا، وبدأ فى ترتيب أوضاع السلطنة، وبعد توليه السلطنة بقليل جاء رسل المغول يحملون رسائل التهديد، ولم يكن أمام قطز إما التسليم مثلما فعل غيره من حكام الشام أو النهوض بمسئوليته التاريخية للتصدى لهذا الخطر، وبعد مشاورته للأمراء أمر بقتل رسل المغول وبعدها بدأ يعد جيشا قويا ونادى فى القاهرة وجميع أنحاء البلاد بالخروج إلى الجهاد.

وفى هذه الفترة كان الأمير بيبرس جاء إلى مصر بعد أن طلب الأمان من السلطان قطز، فأحسن السلطان معاملته وأعطى له مكانة كبيرة فى الدولة.

وبعد أن هيأ "قطز" جيوشه للجهاد دخل معركة عين جالوت وانتصر انتصارا هائلا وصاح فى جميع أركان المكان "وا إسلاماه" والتى حثت الجيوش على استكمال النصر ليهرب المغول من دمشق وبلاد الشام إلى ما وراء نهر الفرات، ودخل "قطز" دمشق وأقيم فى قلعتها وبعد أسابيع كان مسيطرا على بلاد الشام، وبعد اطمئنانه على النجاح الباهر قرر العودة إلى مصر.

g

إلا أنه عندما وصل إلى الـ "قصير" بأرض الشرقية بمصر بقى بها مع بعض رجاله ورحل بقية الجيش إلى الصالحية وضربت للسلطان خيمته، وهنا دبرت مؤامرة لقتله والتى نفذها شركاؤه فى النصر، وكان يرأسهم الأمير بيبرس الذى بدأ يملأ قلوب زملاؤه بالحقد والغيره تجاه السلطان، وانتهزوا فرصة تعقب "قطز" إلى أرنب يريد صيده وهو ما جعله يبتعد عن حراسه، وهى كانت الفرصة الحقيقية للأمير بيبرس وأعوانه للتخلص من "قطز" وحينها تقدم بيبرس ليطلب من السلطان امرأة من سبى المغول فوافق على طلبه ثم تقدم ليقبل يد السلطان وهى كانت الإشارة المتفق عليها مع زملاؤه فقبض يده لشله عن الحركة وفى لمح البصر جاء شركاء بيبرس بالسيوف وقتلوا السلطان "قطز" بعد مشاركته له النصر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق