«أمريكا أولا» حتى الصفقات التجارية.. كيف نجحت هذه السياسة في العراق؟

الإثنين، 29 أكتوبر 2018 01:00 م
«أمريكا أولا» حتى الصفقات التجارية.. كيف نجحت هذه السياسة في العراق؟
ترامب
كتبت- رانيا فزاع

 

لا تقتصر سياسة الحمائية التى يرغب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتطبيقها على رسوم جمركية فقط أو حرب تجارية تؤدي إلى فقدان أغلب حلفائه، ولا تتوقف فكرة «أمريكا أولا» على رغبته بحماية بلاده فقط، ولكن تمتد إلى هدف للفوز بصفقات اقتصادية عالمية، وهذا ما حدث بالعراق بعد معركة بين عملاقين إنتاج الطاقة للفوز بصفقة إعادة هيكلة شبكة الكهرباء والبنية التحتية في البلاد.

القصة السابقة، التي تداولتها عدد من الصحف العالمية مؤخرا تشير إلى تدخل صريح من جانب الإدارة الأمريكية في صفقات عالمية، ورغم أن سيمنز الألمانية  نجحت بتوقيع اتفاقية غير ملزمة مع العراق، مهدت الطريق للتنافس على العقد النهائي بقيمة 15 مليار دولار، إلا إن جنرال إلكتريك هي من فازت به في النهاية بعد تدخل إدارة الرئيس ترامب.

وكانت شركة سيمنز هي المرشحة الأبرز للدخول في صفقة مهمة بحد ذاتها، وقد تضررت الشركتان من التحول بعيدا عن الوقود لصالح الطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها من الطاقة المتجددة. وقامت كلتا الشركتين بتسريح الآلاف من عمال الطاقة، ونجحت جنرال إلكتريك مؤخراً بالإطاحة برئيسها التنفيذي.

وذكرت صحيفة فاينانشيال تايمز، أن العراق قرر عدم منح العقد لشركة سيمنز بعد تدخل إدارة ترامب، وكان السبب أن إدارة ترامب ذكرت بغداد بآلاف الأمريكيين الذين لقوا حتفهم منذ بدء حرب العراق عام 2003، وتدخلها المباشر لإنهاء الصفقة لصالح جنرال إلكتريك .

كما انتقد المسئولون الألمان تدخل واشنطن،وقال يواكيم لانج العضو المنتدب لاتحاد الصناعات الألمانية بحسب سى إن إن: «من غير المقبول تطبيق مبدأ» أمريكا الأولى بهذه الطريقة على المنافسة العالمية بين الشركات متعددة الجنسيات.

ولم يستجب مسؤولو إدارة ترامب لطلبات التعليق، ورفضت جنرال إلكتريك التعليق على تفاصيل المفاوضات. على الجانب الآخر تحتاج الشبكة الكهربائية في العراق إلى قدر كبير من العمل بعد تعرضها للضرب من سنوات الحرب والهجمات الإرهابية والشيخوخة، وكلفت الانقطاعات المالية الشركات العراقية المليارات من العائدات المفقودة، وقيدت صناعة النفط وأطلقت احتجاجات من المواطنين الغاضبين.

وتزداد المشكلة سوءًا خلال فصل الصيف، حيث يمكن أن يتجاوز ذروة الطلب إمدادات الطاقة بنسبة 50% تقريبًا، وفقًا لإدارة معلومات الطاقة  لأمريكية، وتتوقع جنرال إلكتريك أن تصل أعمالها في العراق إلى 14 جيجاوات من الطاقة ، وتخلق 65 ألف وظيفة مباشرة وغير مباشرة، وتساعد الحكومة على إنقاذ الحكومة بثلاثة مليارات دولار سنوياً، على المدى القصير، تخطط جنرال إلكتريك للبدء على الفور بترقيات محطات الطاقة القائمة في محاولة لتعزيز قوة العراق بمقدار 1.5 جيجاوات بحلول عام 2019. وسيكون ذلك ما يكفي من الكهرباء لتشغيل ما يصل إلى 1.5 مليون منزل عراقي.

وقال راسل ستوكس الرئيس التنفيذي للشركة في بيان: «يشرفنا دعم تركيز الحكومة على إعادة بناء العراق، ونحن فخورون بإرثنا المتمثل في توفير الطاقة عند الحاجة في البلاد».

وقامت جنرال إلكتريك بأعمال في العراق لأكثر من خمسة عقود، ونجحت في توظيف ما يصل إلى 300 شخص، حيث لديها مكاتب في بغداد والبصرة وأربيل. وتشير التقديرات إلى أن تكنولوجياتها تساهم في أكثر من نصف إنتاج الكهرباء الحالي في البلاد.

على المدى الأطول، تدعو خريطة طريق جنرال إلكتريك إلى إنشاء محطات طاقة جديدة في العراق، وتطوير محطات فرعية وخطوط هوائية في جميع أنحاء البلاد، كما تتيح الشركة للعراق الوصول إلى تكنولوجيا بيكر هيوز  التي يمكنها التقاط الغاز المشتعل الذي يتم حرقه في آبار النفط، ويمكن استخدام هذا الغاز الزائد لتوليد الطاقة.

ولتحسين الصفقة، تخطط جنرال إلكتريك لتوريد ثلاث وحدات معالجة متنقلة محمولة على مقطورة لتوصيل مياه الشرب لسكان البصرة، كما تقوم الشركة بإلقاء أجهزة العناية المركزة للولدان وتدريب الممرضات والمساعدة في تمويل صفقة الطاقة. وأشادت سيمنز بالاتفاق المبدئي «التاريخي»، على إعادة إعمار العراق ووعدت بأن يخلق التحالف عشرات الآلاف من الوظائف.

 وقالت الشركة الألمانية إن الخطة التي نتجت عن دراسة استغرقت 12 شهرا، قدمت إلى الحكومة العراقية في فبراير في مؤتمر عُقد في الكويت. كلا من سيمنز وجنرال إلكتريك كانا في حاجة ماسة إلى العمل من العراق وفي العام الماضي، أعلنت الأولى عن خطط لخفض 6900 وظيفة، معظمها في قسم الطاقة وقالت جنرال إلكتريك في أواخر العام الماضي إنها ستخفض 12 ألف وظيفة في مجال الطاقة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق