هل يتعثر مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة؟.. نداء عاجل للمحافظين

الأربعاء، 31 أكتوبر 2018 06:00 م
هل يتعثر مشروع إحياء مسار العائلة المقدسة؟.. نداء عاجل للمحافظين
البابا تواضروس الثاني
وجدي الكومي

لماذا يغيب ممثلو المحافظات عن اجتماعات لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب خلال مناقشة خطط تطوير مشروع "مسار العائلة المقدسة"؟ على الرغم من أن هذه المحافظات سوف تنتفع بعوائد سياحية كبيرة عندما يتم إطلاق المشروع وستتدفق عليها أعداد السائحين الذين سيزورون هذا المسار؟

الكنيسة المعلقة
الكنيسة المعلقة

 

دير الأنبا بيشوي
دير الأنبا بيشوي

 

ومشروع "مسار رحلة العائلة المقدسة" لمن لا يعرفه، هو مشروع يهدف إلى تطوير المزارات السياحية في مسار الأماكن التي مرت بها السيدة مريم العذراء، وولدها السيد المسيح عيسي، على حمار يجره يوسف النجار، هربا من شر الإمبراطور "هيردوس" مضطهد المسيحية، وهو المشروع الذي سيجتذب الملايين ضمن خطط السياحة العالمية، في فرع السياحة الدينية.

مسار رحلة العائلة المقدسة الفرما
مسار رحلة العائلة المقدسة الفرما

 

وفي العام الماضي، اعتمد البابا تواضروس الثاني، بمشاركة البابا فرانسيس بابا الفاتيكان، مسار رحلة العائلة المقدسة إلى مصر، ضمن رحلات الحج المسيحي، خلال قداس حضره وزير السياحة السابق يحي راشد، وهو ما كان بمثابة دعوة للحجاج الكاثوليك حول العالم لأداء شعائرهم الدينية في مصر، بداية من يناير هذا العام.

وعقدت لجنة الإدارة المحلية في مجلس النواب عدة اجتماعات تضم ممثل من وزارة السياحة، وممثلي ثمانية محافظات، يمر بها مسار رحلة العائلة المقدسة، عبر مسافة 2000 كيلو متر، من سيناء، حتى أسيوط، حيث تتواجد عدة أديرة وكنائس في كل منطقة، ومحافظة، وتنقسم الرحلة إلى 3 مراحل، الأولى تضم رفح والعريش، وتل بسطة ومسطرد وبلبيس وسمنود ووادي النطرون.

من وادي النطرون إلى القاهرة
من وادي النطرون إلى القاهرة

 

وكشف ممثل وزارة السياحة عادل الجندي خلال اجتماع لجنة الإدارة المحلية بمجلس النواب أمس، غياب محافظة الغربية عن 6 اجتماعات عقدتها وزارة السياحة وحضرها ممثلو 7 محافظات، إلا الغربية.

إلى سخا ووادي النطرون
إلى سخا ووادي النطرون

 

ويبدو أن محافظة الغربية لا تولي اهتماما لمشروع مصر السياحي الكبير، على الرغم من أن منية سمنود، تقع على المسار التاريخي للعائلة المقدسة، إلا أن المحافظة أرسلت لوزارة التنمية المحلية خطابا، بأن المحافظة ليست على المسار.

كما أن محافظتي القاهرة والبحيرة تأخرتا أيضا في الرد على وزارة السياحة بشأن بعض التسهيلات المطلوبة لإتمام المشروع.

ومر عام كامل منذ اعتمد البابا تواضروس الثاني وبابا الفاتيكان مسار العائلة المقدسة، وحتى اليوم لم تزل أجهزة الدولة متخبطة في إنجاز هذا المشروع التراثي والتاريخي الكبير، والذي سيجلب ما لا يقل عن مليون حاج مسيحي، لزيارة آثار مصر التاريخية القبطية، ومنها أديرة وادي النطرون، والسريان، والبراموس، والقديس أبو مقار.

وأهمية هذا المشروع أيضا في أنه سينهض بالبنية التحتية وسينشط العائدات على الآثار الإسلامية، والقبطية، ومنها مسجد عمرو بن العاص أول وأقدم مسجد في أفريقيا، وكنيسة جبل الطير الأثرية، والكنيسة المعلقة.

من تل بسطة إلى مسطرد
من تل بسطة إلى مسطرد

 

ولكن يبدو أن الوزارات المعنية بالحدث غير مبالية به، ومنها وزارة التنمية المحلية على الرغم أنه سينشط مناطق سياحية فيها، وتاريخية، مثل محافظة الغربية التي لم يحضر محافظها اجتماعات وزارة السياحة.

ويشي تجاهل محافظة الغربية لمشروع قومي وتاريخي وسياحي كبير مثل مسار رحلة العائلة المقدسة، أن ثمة نفور غير ظاهر من الفكرة، وهو ما يستدعي فتح تحقيق مع مسؤولي المحافظة المتقاعسين عن تلبية نداء مشروع كبير كمشروع مسار رحلة العائلة المقدسة، هل يرجع هذا التقاعس لأفكار محافظة ترفض استقبال الحجاج المسيحيين في المناطق الأثرية والتاريخية بالمحافظة؟ أم أن الروح البيروقراطية العاجزة عن التخيل هي وراء هذا التقاعس.

زوار المناطق السياحية في المسارات المحددة برحلة العائلة المقدسة ليسوا حجاجا مسيحيين متزمتين، بل سيكونوا سائحين ينفقون أموالهم في الإقامة بالفنادق وشراء الهدايا التذكارية بما سيستتبعه من إنفاق هؤلاء السائحين أموالهم في محال العاديات والمطاعم، وغيرها، مما سيرفع من الدخل القومي للعديد من المصريين العاملين بمختلف المجالات، ليست الفندقية وحدها، وسيجلب عملة صعبة للبلاد، وسيساهم في حل أزمات البطالة.

 

 

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق