قصة أضخم عمارة سكنية في مصر: أممها عبد الناصر فأصيب مالكها بذبحة صدرية

الأحد، 04 نوفمبر 2018 12:00 ص
قصة أضخم عمارة سكنية في مصر: أممها عبد الناصر فأصيب مالكها بذبحة صدرية
عمارة "الإيموبليا"

تعتبر عمارة الإيموبيليا أضخم عمارة فى القاهرة الكبري، صممهاالمهندسين المعماريين ماكس أذرعي، وجاستون روسى،عام 1940 عند نقطة التقاء شارعي شريف وقصر النيل، وكانت السكن المفضل لمشاهير المجتمع من السياسيين والفنانين والرياضيين فى الأربعينيات والخمسينيات من القرن الماضي.

والعمارة كانت ضمن ممتلكات المليونير المصري القديم أحمد باشا عبود، أغنى أغنياء مصر في ذلك الوقت، حيث كانت تقدر ثروته بـ 30 مليون جنيه في الثلاثينات، علاوة على ذلك فقد تولى أحمد باشا عبود رئاسة النادي الأهلي القاهري.

وصممت «الإيموبيليا» صممت على برجين على شكل حرف (UU) وكل برج  منهما له ثلاثة مداخل عمومية للسكان، بدأ العمل في إنشاءالعمارة في 30 أبريل1938 وتكلف بناؤها مليون و200 ألف جنيه مصري.

تتكون العمارة من برجين أحدهما بحري ويتكون من 11 طابق، والآخر قبلي ويرتفع لـ 13 طابق ويضم البرجين 370 شقة. المصاعدالموجود بها والذي يقدر بنحو 27 مصعد كانت تقسم الى ثلاث فئات «بريمو» للسكان، و«سوكندو» للخدم، وآخر للأثاث .

حكاية العمارة

تعد عمارة الإيموبيليا أضخم عمارة عرفتها محافظة القاهرة حيث تبلغ مساحتها 5444 متراً مربعاً كما تعد أول عمارة تأخذ الشكل الإنسيابي وتتجرد من التفاصيل الزخرفية الكلاسيكية التي كانت تتمتع بها المباني في ذلك الوقت.

وقد أطلق عليها هرم مصر الرابع حيث إنها تتميز بأربع واجهات البناية تم بناؤها في نهاية الثلاثينيات حيث تم البدء في بنائها في 30 أبريل 1938 وتكلف بناؤها مليونا و200 ألف جنيه مصري، وتم الانتهاء من العمل فيها عام 1940 وكانت أول عمارة بها جراج تحت الأرض يسع حوالي مئة سيارة بالإضافة إلى نظام تدفئة خاص حيث كان يتم وضع نفايات الشقق في مواسير ضخمة تصل إلى بدروم العمارة حيث تحرق وتمد كافة الشقق بوسائل تدفئة عبر مجموعة مواسير ضخمة موجودة حتى الآن.

الإيموبليا

لكن النظام نفسه توقف أما عملية التنظيف فكانت تتم عن طريق عربات المطافئ التي كانت تقوم بغسلها مرتين في الشهر للحفاظ على جمالها ورونقها وتتكون البناية من برجين أحدهما بحري ويتكون من 11 طابقا والآخر قبلي ويرتفع لنحو 13 طابقا ويضم البرجان 370 شقة وقد تضافرت في بنائها عدة شركات حيث طرح مشروع تشييدها في مسابقة معمارية وتقدم لهذا المشروع أكثر من 13 متسابقا.

وتمت دراسة المشاريع لأكثر من شهر كامل ومنحت الجائزة الأولى لماكس أدرعي وجاستون روسيو بلغت قيمتها 600 جنيه أما الجائزة الثانية فكانت للمهندس أنطوان نحاس الذي قام ببناء العديد من المباني والهيئات في مصر ورغم فخامة البناية، فإنه أثناء بدء تأجير الشركة المالكة لشقق العمارة لم يتقدم أحد وكان السبب الرئيسي أن تكاليف الإقامة بعمارة الإيموبيليا كانت باهظة جدا حيث تراوح الإيجار حسب مساحة الشقة من 6 إلى 9 إلى 12 جنيهاً وهي مبالغ إيجاريه عالية جدا بقيمة النقود في تلك الفترة التي لم يكن يتجاوز فيها سعر إيجار شقة بمساحة 140 مترا جنيهين أو ثلاثة.

 لذلك لجأ ملاك العمارة إلى نشر مجموعة من الإعلانات في بعض الصحف المصرية والأجنبية لتشجيع الناس على السكن بها من خلال التركيز على عدد المصاعد الموجود بها، الذي يقدر بنحو 27 مصعدا كانت تقسم إلى ثلاث فئات بريمو للسكان وسوكندو للخدم أما الفئة الثالثة فكانت للأثاث.

 كما تناول الإعلان قوة أساسات البناية التي لا تؤثر فيها الهزات الأرضية، وبالإضافة إلى ذلك فقد تم تقديم عرض يتضمن إعفاء الساكن من دفع إيجار العمارة لمدة ثلاثة شهور تبدأ من لحظة توقيع عقد.

 وبسبب هذه الدعاية قام معظم أهل الفن بتأجير شقق بها منهم نجيب الريحاني ومحمد فوزي وأنور وجدي وليلى مراد ومحمود المليجي ومحمد عبدالوهاب وماجدة الصباحي وكاميليا ومحمد عبدالوهاب بالإضافة إلى عدد من السياسيين مثل فؤاد سراج الدين أحد قيادات حزب الوفد وإبراهيم باشا عبدالهادي رئيس وزراء مصر وغيرهم.

 وتعتبر عمارة إيموبيليا واحدة من أضخم وأشهر عمارات القاهرة كانت مقراً لمشاهير السياسة والاقتصاد والفن والرياضة لتصبح شاهداً على تاريخ من زمن الماضي الجميل وتقع عند تقاطع شارعي قصر النيل وشريف وكان تصميم العمارة عبارة عن برجين على شكل حرف U ولكل برج ثلاثة مداخل.

 

احد مداخل العمارة حاليا

 وقد أقيمت مسابقة معمارية لتصميمها فازت بها شركة فرنسية إيطالية من بين أكثر من 14 شركة تقدمت للمسابقة وزينت ممرات العمارة برخام عالي الجودة والنقاء، صممته وركبته شركة إنجليزية ومالك العمارة هو الاقتصادي والرأسمالي وصاحب الشركات الضخمة الشهيرة عبود باشا الذي كانت تقدر ثروته وقتها بـ 30 مليون دولار أمريكي وكان رئيساً للنادي الأهلي وكان يجتمع بالاعبين في مدخل العمارة الذي تتوسطه حديقة كان فيها نافورة، وكان يسكن في إحدى شققها بالطابق الثاني، وفي نفس الطابق كان هناك مكتب لإدارة شركاته.

 وشهدت العمارة على أحداث كثيرة دارت بها ولقد سكنها نجيب الريحاني فنان الشعب في الطابق الثالث شقة رقم 321، التي أغلقتها ابنته منذ رحيله وكان من سكان العمارة أيضاً موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب في الشقة المجاورة لشقة الريحاني، الذي أقنعه بترك العباسية والسكن بجواره في العمارة التي ظل بها عبد الوهاب حتى آخر الثمانينيات عندما انتقل للزمالك.

وفي الطابق الثامن كان يسكنان أنور وجدي وزوجته ليلى مراد في الشقة التي أشهرت بها ليلى إسلامها، كما كانت شركة أفلام أنور وجدي في نفس العمارة وكانت بجوارها شقة الفنانة اليهودية كاميليا الشهيرة بعشيقة الملك فاروق الذي كان يحضر إليها متخفيا من غير حراسة.

وفي الطابق الثالث شقة 311 كان يسكن المطرب الشهير عبد العزيز محمود صاحب أغاني يا تاكسي الغرام ومنديل الحلو يا منديلو وما زالت الشقة تحمل يافطة أفلام عبد العزيز محمود وتملكها ابنته، وكان الفنان محمد فوزي يسكن في الطابق السابع مع زوجته هداية الملقبة بملكة جمال المعادي ويملكها الآن ابنه الدكتور منير بعد وفاة والدته السيدة هداية التي كانت تزورها باستمرار الفنانة مديحة يسري الزوجة السابقة لمحمد فوزي.

 كما كان يسكن العمارة الملحن كمال الطويل مع صديقه عبد الحليم شبانة مدرس الموسيقى قبل أن يشتهر ويصبح عبد الحليم حافظ وينتقل للزمالك وفي العمارة أيضاً شركة أفلام الفنانة ماجدة الصباحي الشقة التي تم فيها التعارف ثم الحب، الذي كلل بالزواج بين ماجدة والفنان إيهاب نافع.

عاش بها نجيب الريحانى لأكثر من 10 سنوات
عاش بها نجيب الريحانى لأكثر من 10 سنوات

 كما كانت تقيم الفنانة ماجدة الخطيب في العمارة حتى فترة قريبة قبل وفاتها وفي الطابق الرابع كان يقيم الفنان محمود المليجي مع زوجته الفنانة علوية جميل وممن سكنوا العمارة أيضاً الفنان والمخرج محمود ذو الفقار والمخرج الكبير هنري بركات والمخرج كمال الشيخ والفنانة أسمهان والفنان أحمد سالم والمنتجة آسيا داغر حيث كانت شركة إنتاجها.

وعلى رغم من أن العمارة لا تزال تحافظ على جمالها وثباتها إلا أنها أصبحت شبيهة بمباني المصالح الحكومية لازدحامها بمكاتب وشركات كثيرة وقد ظلت العمارة مملوكة لعبود باشا حتى عام 1961، حين أمم الزعيم جمال عبد الناصر أملاكه ومن بينها عمارة إيموبيليا فأصيب بذبحة صدرية وأوصى طبيبه بسفره للخارج فغادر مصر ومعه 5 ملايين جنيه وكمية من المجوهرات التي لم يصل لها التأميم وبقى في الخارج حتى موته.

آلت ملكية العمارة لشركة الشمس للإسكان والتعمير وما زالت مملوكة لها حتى الآن وكان من الطريف أن أبطال فيلم غزل البنات جيران فجميعهم يسكنون عمارة واحدة نجيب الريحاني وليلى مراد وملحن الأغاني محمد عبد الوهاب والمنتج أنور وجدي الفيلم الذي كان من بطولة الريحاني ولم يشاهده حيث توفي قبل عرضه بأيام.

وفي إحدى الأيام كان المخرج صلاح أبو سيف في زيارة أحد الفنانين في العمارة فتعطل الأسانسير وبقي فيه لساعات حتى تم إصلاحه فجائته فكرة فيلم بين السما والأرض.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق