حكايات الفنانين مع عزرائيل.. كيف مات النقشبندي والمليجي والمعلم رضا وروز اليوسف؟ "صور"

السبت، 03 نوفمبر 2018 10:00 ص
حكايات الفنانين مع عزرائيل.. كيف مات النقشبندي والمليجي والمعلم رضا وروز اليوسف؟ "صور"
حكايات الفنانين مع عزرائيل

عندما تستمع إلى الشيخ سيد النقشبندى تشعر إنك انتقلت إلى عالم آخر، وتشعر أنك تسمع كروان من الجنة، فيهتز قلبك حين تستمع إلى رائعته «مولاى إنى ببابك» وتشعر بأنك تلمس قطعة من السماء حين تسمع أنشودته «الله يالله».
 
الشيخ سيد النقشبندى
الشيخ سيد النقشبندى
 
«جدى توفى بشكل مفاجئ فى «14 فبراير 1976»، وكان عمره «55 عاما»، ولم يكن مريضا، وقبلها بيوم واحد فى «13 فبراير» كان يقرأ القرآن فى مسجد التليفزيون وأذن لصلاة الجمعة على الهواء، ثم ذهب مسرعا إلى منزل شقيقه من والدته سعد المواردى فى العباسية».. هكذا يتحدث حفيده سيد شحاتة عن وفاة جده " النقشبندى".
 
 
وتابع حفيد «النقشبندى» فى حواره معنا: «طلب جدى من شقيقه أن يحضر له ورقة وقلم بسرعة، وكتب فيها سطورا قليلة، ثم أعطاه الورقة، وقال له لا تقرأها إلا ساعة اللزوم ثم عاد إلى بيته فى طنطا».
 
وقال الحفيد: تانى يوم شعر جدى ببعض التعب، فذهب للدكتور محمود جامع فى مستشفى المبرة بطنطا»، مشيرا إلى أن جده دخل عليه على قدمه وقال له: «أشعر بألم فى صدرى، وفاضت روحه فى غرفة الكشف خلال دقائق».
 
وأشار حفيد قيثارة السماء إلى أن شقيق الشيخ النقشبندى فتح الورقة التى كتبها بعد وفاته، فوجدها وصية كتبها الشيخ سيد يوصى فيها بأن يدفن مع والدته فى مقابر الطريقة الخلوتية بالبساتين، وعدم إقامة مأتم له والاكتفاء بالعزاء والنعى بالجرائد، وأوصى برعاية زوجته وأطفاله.
 
وأضاف سيد شحاتة النقشبندى أنه تصادف أثناء عودة جده من القاهرة فى المرة الأخيرة أنه شهد سرادقا كبيرا لعزاء أحد كبار تجار الفراشة بطنطا، فقال لبطانته: «إيه السرادق العظمة ده؟» وبعد وفاته كان هذا السرادق مازال مقاما، وبعد أن صلى الآلاف على النقشبندى بمسجد السيد البدوى وتم دفنه بالقاهرة، أمر المحافظ بأن يبقى السرادق مقاما لعزاء الشيخ سيد.
 
 
يحكى حفيد النقشبندى، أن جده كان متزوجا من ابنة عمته وأنجب منها 5 أبناء: «ليلى ومحمد وأحمد وسعاد وفاطمة»، وتوفت زوجته بعد رحلة مرض بالسكر، وكان الشيخ يحبها حبا كبيرا وتأثر بوفاتها، وعرض عليه أبناؤه الزواج بعد وفاة والدتهم، وبالفعل زوجوه من سيدة من المنصورة، وأنجب منها ثلاثة أبناء: «إبراهيم ورابعة والسيد»، وتوفى قبل ميلاد ابنه الأصغر السيد وترك والدته حاملا فيه، بينما كان عمر إبراهيم لا يتجاوز «3 سنوات» ورابعة «عام ونصف».
 
وأضاف حفيد النقشبندى، أن جده عندما مات لم يكن فى جيبه سوى «3 جنيهات»، ولم يترك أرضا أو بيتا أو أموالا، حيث كان ينفق كل ما يأتيه على الفقراء، وكان يقول دائما: «الله أكرمنا كى نكرم خلقه»، مؤكدا أن الإذاعة لم تصرف بعد وفاته أى معاش لأبنائه وعاشوا ظروفا صعبة من بعده.
 
 
وتعد روزاليوسف أشهر اسم فى تاريخ الصحافة، ورائدة من رواد صاحبة الجلالة، صاحبة قصة كفاح فريدة من نوعها، حيث جاءت إلى مصر طفلة وحيدة يتيمة بلا أهل أو مال واستطاعت أن تصنع أمجادا فى تاريخ الصحافة والفن وأن تكتب اسمها بحروف من ذهب على مر التاريخ.
روزاليوسف
روزاليوسف
 
وهى لبنانية من أصل تركى، اسمها الحقيقى فاطمة اليوسف، وولدت فى بيروت يتيمة الأم من أسرة مسلمة، وكان أبوها تاجرًا اضطر للسفر من بيروت وترك ابنته عقب ولادتها فى رعاية أسرة مسيحية كانت تدللها باسم روز، وعندما انقطعت أخبار الأب تبنت العائلة الطفلة التى لم تعرف حقيقة قصتها إلا فى سن العاشرة، وفى طريق هجرة الأسرة من لبنان إلى أمريكا رست السفينة التى تستقلها بالإسكندرية، لتقود الصدفة الطفلة اليتيمة إلى أول طريق المجد، وتتعرف على المخرج المسرحى إسكندر فرح، الذى علمها التمثيل وضمها إلى أسرته وبعدها تعرفت على الفنان عزيز عيد، وبدأت طريقها فى دنيا الفن ككومبارس، ثم أدت أدوارا كبيرة على المسرح وعملت مع جورج أبيض وتألقت، ثم عملت مع يوسف وهبى وأصبحت بطلة فرقة رمسيس.
 
فاطمة اليوسف (2)
فاطمة اليوسف
 
بدأ مشوار «روزاليوسف» الصحفى عندما تركت فرقة رمسيس بعد خلاف مع يوسف وهبى فاعتزلت التمثيل واتجهت للصحافة، وأصدرت فى أكتوبر 1925م مجلة «روز اليوسف» التى انتشرت ونجحت واستمرت حتى الآن.
 
ساهمت «روز اليوسف» فى حركة الأدب والثقافة، كما أصدرت مجلة صباح الخير التى كانت رمزا «للقلوب الشابة والعقول المتحررة»، كما كان يقول شعارها، وانطلق منها أكبر نجوم الصحافة.
 
وتزوجت روزا اليوسف من ثلاثة رجال هم: «محمد عبدالقدوس»، الذى كان يعمل ممثلا مع نجيب الريحانى وأنجبت منه الأديب الكبير«إحسان عبدالقدوس»، ثم تزوجت من عملاق المسرح زكى طليمات، ثم من المحامى قاسم أمين حفيد قاسم أمين صاحب كتاب تحرير المرأة. 
 
وكانت روزاليوسف تتمتع بشخصية قوية صارمة وكانت تقول دائما كلنا سنموت، ولكن هناك فرق بين شخص يموت وينتهى وشخص مثلى يموت ولكن يظل حيا بسيرته وتاريخه.
 
ولوفاة روزاليوسف قصة غريبة، حيث كانت تشاهد فيلما فى سينما ريفولى، وأثناء ذلك أصيبت بأزمة قلبية ولكنها تماسكت، وطلبت من صديقتها التى كانت معها أن ينصرفا، وأخذت تاكسى وعادت إلى منزلها وارتدت ملابس النوم ودخلت سريرها وماتت عليه، خلال نصف ساعة.
 
وحينها كتب الأديب يوسف إدريس عن وفاة روزاليوسف، قائلا: إن روزاليوسف استأذنت من عزرائيل لمدة نصف ساعة، وكتب أحمد بهاء الدين أن موت روز اليوسف يعبر عن إرادتها وقوتها لأنها قاومت الموت حتى تعود إلى منزلها.
 
أما الفنان الكوميدى الراحل محمد رضا الشهير بالمعلم رضا، أشهر من أدى دور المعلم ابن البلد فى السينما المصرية، إيفيهاته وعباراته لا زالت محفورة فى الأذهان ترددها كل الأجيال، فها هى مصطلحات المعلم «جنجل أبو شفطورة» فى فيلم 30 يوم فى السجن، وطريقته «وهو يقص الكلام»، يتحدث بها ويستخدمها الكثيرون شباب وكبار ويضحكون ويترحمون على هذا العبقرى الطيب، الذى ظل يبدع ويرسم الابتسامة على وجوهنا حتى فى أصعب المواقف التى مر بها ومنها وفاة ابنته، التى صعد المسرح وأدى دوره فى إضحاكنا بعد دفنها رغم حزنه الشديد، كما أنه ظل يعمل حتى آخر أيام حياته.
 
الفنان الكوميدى الراحل محمد رضا
الفنان الكوميدى الراحل محمد رضا
 
وعن قصة وفاته الغريبة تحدث ابنه أحمد محمد رضا فى حوار معنا، قائلا: «كان والدى بكامل صحته ولم يكن يعانى سوى من بعض الأمراض المزمنة التى تعايش معها، ويوم وفاته ذهب لأداء دوره فى مسلسل ساكن قصادى، وكان صائما، حيث كان التصوير فى نهار رمضان».
 
وتابع ابن المعلم رضا: «بعدما انتهى والدى من التصوير عاد إلى المنزل وكان أخى حسين يزوره، وكنا جميعا تزوجنا وأنجبنا، حيث كنا أربعة أبناء، «أميمة، أحمد، مجدى، حسين»، وأكبرنا شقيقتى الراحلة أميمة التى توفت فى حياة أبى، وأراد أخى أن يمشى قبل الإفطار، ولكن أبى طلب منه أن يبقى ليفطر معه هو وأمى وعبير ابنة شقيقتى الراحلة».
 
32174-محمد-رضا
محمد رضا
 
وأضاف: «بعد الإفطار اتصل بوالدى صحفى من إذاعة القناة لإجراء حوار، وأثناء الحديث لفظ أبى أنفاسه وسقطت سماعة التليفون من يده، وجاءت عبير لتناديه فلم يرد، ونادت على أخى حسين الذى فوجئ بوفاة أبى ورد على السماعة ليخبر الصحفى أن والدى توفى، فأصيب الصحفى بحالة ذهول، وكان هذا فى 21 رمضان الموافق 21 فبراير 1995».
 
يواصل الابن الحديث عن ذكرى هذا اليوم قائلا: «جئت من السفر لحضور جنازة والدى، ووقتها تذكرت نظرته لى وأنا مسافر قبل رمضان بشهرين حين أخبرته أننى لن أعود إلا بعد 4 أشهر فابتسم قائلا «هتيجى يا أحمد على العيد الصغير»، وعندما أكدت له أنه من الصعب عودتى بعد شهرين قال «اسمع منى هتيجى»، وكأنه يشعر أننى سأعود لأحضر جنازته، وكانت صدمة كبيرة لنا ولوالدتى التى توفت أيضا فى 27 رمضان عام 2008.
 
 
كان ولا يزال اسمه عنوانا للبهجة والإبداع وخفة الظل والفن المتجدد، سبق عصره وعصورا بعده، وتميز عن كل عمالقة جيله فأبدع فيما غنى ولحن سواء لنفسه أو لزملائه، هكذا كان عبقرى النغم محمد فوزى، الذى غنى للوطن وللأطفال والكبار وللحب ولكل المناسبات الجميلة، كل ذلك فى سنوات قليلة من عمره الذى لم يتجاوز 48 عاما، وبعد حياة حافلة بالفن والإبداع والنشاط الفنى كانت النهاية الحزينة للعبقرى حبيب الكبار والصغار، بعد إصابته بمرض سرطان العظام الذى لم يكن معروفا وقتها وتدهورت صحته حتى نقص وزنه من 90 إلى 37 كيلو جراما.
 
محمد فوزى
محمد فوزى
 
وقبل وفاته بساعات كتب فوزى رسالة غريبة يودع فيها أهله وجمهوره ويتحدث عن آلامه، بل وحدد فيها موعد وفاته وطلب دفنه فى يوم الجمعة.
 
وقال فوزى فى رسالته الأخيرة: «منذ أكثر من سنة تقريبًا وأنا أشكو من ألم حاد فى جسمى لا أعرف سببه، بعض الأطباء يقولون إنه روماتيزم والبعض الآخر يقول إنه نتيجة عملية الحالب التى أجريت لى، كل هذا يحدث والألم يزداد شيئًا فشيئًا، وبدأ النوم يطير من عينى واحتار الأطباء فى تشخيص هذا المرض، وأنا أحاول إخفاء آلامى عن الأصدقاء إلى أن استبد بى المرض ولم أستطع القيام من الفراش، وبدأ وزنى ينقص، وفقدت نحو 12 كيلوجرامًا، وانسدت نفسى عن الأكل، حتى الحقن المسكنة التى كنت أُحْقَن بها لتخفيف الألم بدأ جسمى يأخذ عليها وأصبحت لا تؤثر فى، وبدأ الأهل والأصدقاء يشعرون بآلامى وضعفى، وأنا حاسس أنى أذوب كالشمعة».
 
الراحل محمد فوزى
الراحل محمد فوزى
وتابع العبقرى الجميل مستقبلا الموت بقوله: «إن الموت علينا حق، إذا لم نمت اليوم سنموت غدًا، وأحمد الله أننى مؤمن بربى، فلا أخاف الموت الذى قد يريحنى من هذه الآلام التى أعانيها، فقد أديت واجبى نحو بلدى وكنت أتمنى أن أؤدى الكثير، ولكن إرادة الله فوق كل إرادة والأعمار بيد الله، لن يطيبها الطب، ولكننى لجأت إلى العلاج حتى لا أكون مقصرًا فى حق نفسى وفى حق مستقبل أولادى الذين لا يزالون يطلبون العلم فى القاهرة».
وودع فوزى جمهوره وأسرته قائلا: «تحياتى إلى كل إنسان أحبنى ورفع يده إلى السماء من أجلى، تحياتى لكل طفل أسعدته ألحانى، تحياتى لبلدى، أخيرًا تحياتى لأولادى وأسرتى».
 
وقال فى وصيته: «لا أريد أن أُدفن اليوم، أريد أن تكون جنازتى غدًا، فأنا أريد أن أُدفن يوم الجمعة»، وبالفعل توفى فوزى يوم الخميس، ودفن يوم الجمعة الموافق 20 أكتوبر 1966.
 
 
 
 
كان المطرب عبدالغنى السيد من أشهر وأنجح مطربى عصره، وحقق نجاحات كبيرة ونافس عمالقة الغناء والطرب حتى أنه حصل على المركز الأول فى استفتاء أجرته مجلة الاثنين أوائل الثلاثينات عن أحب مطرب لقلوب المستمعين، بينما حصل موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب على المركز الثانى والمطرب صالح عبدالحى على المركز الثالث.
 
المطرب عبدالغنى السيد
المطرب عبدالغنى السيد
 
وقبل هذا الاستفتاء قام عبدالغنى السيد بالدور الذى كان يمثله عبدالوهاب فى مسرحية كليوباترا أمام سلطانة الطرب منيرة المهدية، بعدما سافر عبدالوهاب إلى لبنان وترك العرض، فحقق عبدالغنى السيد نجاحا كبيرا واستمر فى تقديم الدور، حتى أن عبدالوهاب عاد من سفره ليرى هذا المطرب الجديد الذى حقق كل هذا النجاح، وأعجب به ونشأت بينهما صداقة كبيرة، وقال عبدالوهاب إن عبدالغنى السيد هو الوحيد الذى هزمه مرتين. 
 
وكانت من أشهر أغانى عبدالغنى السيد الذى أطلق عليه لقب «البلبل الباكى» أغنية «ياولا ياولا»  و«عالحلوة والمرة»، التى غناها عدد من المطربين بعده ومنهم قيثارة الغناء العربى نجاة، ولحن له السنباطى ومحمد عبدالوهاب والقصبجى، كما كان من أوائل الأصوات التى افتتحت الإذاعة المصرية وتجاوز رصيده بها أكثر من 800 أغنية، فى حين كان رصيده فى السينما 16 فيلما تنوعت أدواره فيها بين التمثيل والغناء.
 
وتوفى عبدالغنى السيد وعمره 54 عاما وكانت واقعة وفاته غريبة، حيث أصيب بجلطة فى القلب أثناء محاولته التدخل للإصلاح بين الفنانة تحية كاريوكا وزوجها فايز حلاوة. 
 
الراحل عبد الغنى
الراحل عبد الغنى
 
وعن هذه الواقعة تحدث ابنه محمد عبدالغنى السيد فى حوار أجريناه معه، قائلا: «كان أبى محبوبا بين زملائه فى الوسط الفنى وكانوا يلجأون له فى أزماتهم».
وتابع ابن البلبل الباكى: «لجأت الفنانة صباح لأبى حين أرادت الطلاق من أنور منسى وبالفعل تدخل وأقنع منسى، وساعدها فى ضم ابنتها هويدا».
وعن يوم وأسباب وفاته قال ابن عبدالغنى السيد: «فى يوم وفاة والدى اتصلت به تحية كاريوكا وهى تصرخ وكان أبى نائما، ووقتها كانت متزوجة من فايز حلاوة وبينهما مشاكل، وقالت له «تعالى طلقنى منه»، فأسرع أبى ليحاول تهدئة الأمر بينهما».
 
وأضاف ابن البلبل الباكى: «أثناء محاولة أبى تهدئة الخلاف بين الزوجين احتدت عليه كاريوكا قائلة: «أنا جايباك علشان تطلقنى مش تصالحنى» وشتمته، فانفعل والدى وسقط وأصيب بجلطة وأزمة قلبية حادة، ونقلوه إلى مستشفى العجوزة».
 
وتابع: «كان الملحن على إسماعيل من أقرب أصدقائه، وكان وقتها مسافرا مع فرقة رضا إلى ألمانيا، وكان والدى يسأل عنه وهو يحتضر، كما كان معتادا أن يلعب طاولة معه هو وبليغ حمدى وعبدالوهاب محمد، وقبل وفاته قال لوالدتى هاتى الطاولة بكرة علشان ألعب مع على وبليغ».
 
وعن آخر كلمات عبدالغنى السيد قبل وفاته قال ابنه: «تحدث مع والدتى وقال لها الست عاملة حفلة وطالبة مطرب كبير وماحدش هيغنى فى الحفلة دى غيرى أنا أحسن مطرب هيغنيلها»، فسألته والدتى الست أم كلثوم ؟، فرد: «لا ستنا عائشة الصغيرة مش الكبيرة»، وبالفعل توفى فى 9 ديسمبر 1962 ولم يتجاوز عمره 54 عاما، ودفن فى السيدة عائشة وتركنا وكان عمرى وقتها لا يتجاوز 7 سنوات وأختى إيمان 9 سنوات وليلى 14 عاما».
 
 
أسرار الساعات الأخيرة فى حياة فهمى عبدالحميد مخرج الفوازير
كشفت الإعلامية لمياء فهمى عبدالحميد أسرار الساعات الأخيرة فى حياة والدها مخرج الفوازير، الذى توفى فجأة أثناء إعداد فوازير ألف ليلة وليلة.
 
حياة فهمى عبدالحميد مخرج الفوازير
فهمى عبدالحميد مخرج الفوازير
 
وقالت ابنة فهمى عبدالحميد فى حوار معنا: «لم يكن أبى مريضا، ولكن كان دائما فى حالة ضغط وقلق، بسبب حرصه على كل تفاصيل العمل الذى سيظهر للناس خلال شهر رمضان وينتظره ملايين المشاهدين، فكان يقيم فى الاستوديو ولا ينام إلا ساعات قليلة».
 
وتابعت: «قبل وفاته كان يقول بعض الكلمات التى لم نفهمها إلا بعد موته، وكأنه يشعر بدنو أجله، فمثلا قبل وفاته بثلاثة أيام قال لى: هانحتفل بعيد ميلادك اليوم، لأن ده آخر أسبوع هقعد معاكم فيه».
 
واستكملت ابنة مخرج الفوازير حديثها قائلة: «قبل وفاته بكام يوم قال: أنا سايب لكم ياولاد ثروة مش هتعرفوا قيمتها غير بعد موتى، وبعد 50 سنة هيقولوا كان فى واحد اسمه فهمى عبدالحميد».
 
تحكى لمياء فهمى عبدالحميد، أصعب المواقف التى أثرت على والدها، قائلة: «قبل وفاته بشهر، أذيعت سهرة تليفزيونية خُصصت للهجوم عليه، ورددت المذيعة وضيوفها عبارات من عينة: «هوه احنا ماعندناش غير فهمى عبدالحميد، اللى خلقه ماخلقش غيره؟ نريد دم جديد»، وهو ما أحزنه بشكل كبير». 
 
وأضافت: «من المواقف المحفورة داخلى ما حدث فى آخر سنة قدم فيها والدى فوازير فنون، بطولة مدحت صالح وشيرين رضا، حيث كان من المعتاد كل عام أن يبكى الجميع آخر أيام التصوير، لأنهم سيفترقون بعد أن كانوا يقيمون معا داخل البلاتوه لمدة تزيد على 4 أشهر وكأنهم عائلة واحدة، وفى العادة يكون أبى متأثرا ولكنه لا يبكى، لكن هذا العام وفى آخر أيام التصوير، أخذ أبى كرسيا وجلس بعيدا يبكى بشدة وكان عمرى وقتها 12 سنة، وعندما سألته قال لى: «خلاص بقى مش هما بيقولوا كفاية فهمى عبدالحميد، أهه كفاية فهمى عبدالحميد، ودى آخر سنة هعمل فيها الفوازير، وبالفعل كانت آخر سنة، والعام التالى توفى أثناء التحضير للفوازير».
 
تبكى وهى تتذكر يوم وفاته: «كنت معه فى اليوم الذى توفى فيه وأكلنا معا، وشعر ببعض التعب أثناء تصوير ألف ليلة وليلة، وأخدناه إلى مستشفى الهرم، وكنت أحتضنه وأبكى وهو يتألم، وكان يحاول تهدئتى قائلا: ما تعيطيش، أنا كويس بس الأكل واقف على صدرى، وخرج الطبيب وبقيت معه وشاهدته وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة».
 
يذكر أن المخرج فهمى عبدالحميد قدم فوازير رمضان منذ عام 1974 وبدأها مع نيللى ثم قدمها لسنوات طويلة وتوالى على بطولتها سمير غانم الذى قدم فوازير فطوطة، وشريهان التى قدمت الفوازير، بالإضافة إلى حلقات ألف ليلة وليلة، كما استعان بصابرين ويحيى الفخرانى وهالة فؤاد وليلى علوى ومدحت صالح وشيرين رضا.
 
وأخرج عبدالحميد العديد من أغنيات الأطفال التى حققت نجاحا وانتشارا وكان يخرج الرسوم المتحركة بأعماله التى حصلت على جوائز من مهرجانات دولية، ومنها «إبريق الشاى» السيد الملاح وكذلك المطربات عفاف راضى وليلى نظمى ولبلبة وإيمان الطوخى، وقدم أغنيات وطنية مثل على «ضفافك يانيل» غناء وردة و«يوم الهنا» غناء نجاة الصغيرة، وتوفى المخرج فهمى عبدالحميد فى 17 يناير 1990.
 
 
الفنان محمود المليجى، أشهر من قام بأدوار الشر فى السينما المصرية، تميز بقدرته الفائقة على التعبير واستغلال ملامح وجهه ونظرات عينيه حتى أن المخرج العالمى يوسف شاهين قال عنه: يمثل أدواره بتلقائية كبيرة حتى إننى أخاف من نظراته أمام الكاميرا، وبقدر إبداع المليجى فى أدوار الشر، أبدع أيضًا فى دور الفلاح الطيب صاحب المبادئ المتمسك بأرضه فى رائعة عبدالرحمن الشرقاوى «الأرض»، إمكانيات فنية هائلة وفيض متدفق من الإبداع استمر لما يقرب من 56 عاما هى عمر مشواره الفنى الذى استطاع خلاله أن يشق طريقه بين عمالقة جيله.
 
الفنان محمود المليجى
الفنان محمود المليجى
 
وولد المليجى عام 1910، وتوفى فى 6 يونيو 1983، عن عمر يناهز 72 عامًا.
 
وقصة وفاة المليجى من أغرب القصص، حيث توفى أثناء تصوير فيلم «أيوب»، وهو يمثل مشهد الموت.
 
وكشف المخرج هانى لاشين، فى تصريحات له كواليس وفاة المليجى، قائلا: «قعدنا على ترابيزة بنستعد بالمكياج وطلب قهوة، ليبدأ الفصل الأخير فى حياة محمود المليجى فى هذه اللحظة، حيث كان يوجه حديثه لعمر الشريف خلال سيناريو الفيلم قائلا: الحياة دى غريبة جدًا، الواحد ينام ويصحى وينام ويصحى وينام ويشخر، وقام بخفض رأسه كأنه نائم على الكرسى، وأصدر صوت شخير كأنه مستغرق فى النوم».
 
 
محمود المليجى
محمود المليجى
 
نظر الجميع إلى الفنان الكبير بدهشة وإعجاب من روعة تمثيله، وقال له عمر الشريف، «إيه يا محمود خلاص بقى اصحى»، وكانت المفاجأة أن المليجى لفظ بالفعل أنفاسه الأخيرة، فمات وهو يؤدى مشهد الموت.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة