في «مدينة السلام» اجتمع شعوب الأرض.. شرم الشيخ قبلة الحالمين

في مدينة السلام اجتمع ممثلو شعوب الأرض، لحضور النسخة الثانية منتدى شباب العالم، بمدينة شرم الشيخ، تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسى، لإجراء حوار مع شباب من مختلف دول العالم، ليعبروا عن آرائهم وعن رؤيتهم لمستقبل أوطانهم وللعالم أجمع.

 

 

السادسة مساء السبت، تشهد مدينة شرم الشيخ بدء فعاليات منتدى شباب العالم، كأحد أبرز المدن العالمية للملتقيات والفعاليات الدولية، وتنعد ضمن ال 5 مدن الأولى عالميا من حيث السلام، وفق تصنيف منظمة اليونسكو. 

 

وتشهد المدينة حضور نحو 5000 مشارك يمثلون 145 دولة، تتراوح أعمارهم من 18 إلى 40 سنة، في النسخة الثانية من المنتدى الشبابى العالمى، الذى انطلق العام الماضى بمبادرة من الرئيس عبد الفتاح السيسى.

 

 

وتقع المدينة جغرافيا، في محافظة جنوب سيناء، عند ملتقى خليجى السويس والعقبة، بمساحة 480 كم، ويصل عدد سكانها لنحو 35 ألف نسمة، يعود تاريخها

إلى آلاف السنين، حيث كان يسكنها البدو، اختلف المأرخون في أصل تسميتها «شرم الشيخ» فلا يوجد مرجع مؤكد لصحة الاسم، إلا أن عددا من التقارير ذكرت بأن اسم «شرم» من أصل عبرى، بمعنى الشق فى الجبل، وكما يظهر فى المعجم العربى «شقَّ من جانب»، وأن لفظ الشيخ عبارة عن كناية لقبيلة بدوية كانت تقيم في المنطقة.

 

 

وورد اسم «شرم الشيخ» للمرة الأولى، في المراجع التاريخية في منتصف القرن التاسع عشر، بعدما جاء عدد من الرحالة البريطانيين لاستكشاف مناطق بسيناء، والقيام برحلات غوص، من أجل مشاهدة الشعب المرجانية والأسماك المتنوعة التى تشتهر بها المدينة وسواحل البحر الأحمر.

 

 

لكن تأسيسها جاء بشكل رسمى عام 1968، وأطلق عليها الاحتلال الإسرائيلى حينها اسم «عوفيرا» لتكون مركزا لقاعدته الجوية، وهو لفظ لبلد ذكر اسمها فى الكتاب المقدس، يعتقد اليهود بأنها مليئة بالذهب والموارد الطبيعية، والخيرات من التي تركها النبى سليمان، وورد اسم «أوفيرا» في التوراة.

 

 

احتلت المدينة كباقى مدن سيناء، خلال نكسة عام 1967، وبدأ الاحتلال فى تخطيط المدينة، حيث أعدت فى بداية الأمر لتكون مستوطنة إسرائيلية، وتم بناء بناء منازل تسع تسكين حوالى 500 أسرة، أطلق عليها «مساكن اليهود»، بالإضافة إلى إقامة قاعدة جوية وعسكرية هناك، وجاء ذلك ليكون خليج العقبة تحت السيادة الإسرائيلية، في أى اتفاق مستقبلى، قد يوقع بين الجانبين المصرى والإسرائيلى.

 

 

وعقب حرب أكتوبر وتوقيع اتفاقية السلام عام 1979، دارت المفاوضات حول عودة المدينة للسيادة المصرية، حيث رفض فى البداية السكان اليهود مغادرتها، وأيدتهم الحكومة الإسرائيلية، قبل أن تخلى نهائيا من الوجود الصهيونى فى إبريل عام 1982.

 

ومع بداية تسعينات القرن الماضي، اهتمت الحكومة المصرية بالمدينة، اهتماما بالغا، حتى أصبحت أهم منتجع سياحى مصرى، وتم تزويد المدينة وخدمتها الفندقية بالنظم المعمارية والترفيهية الحديثة، تضم نحو 500 فندق، وهو ما أهلها للفوز بجائزة منظمة اليونسكو لاختيارها ضمن أفضل خمس مدن سلام على مستوى العالم من بين 400 مدينة عالمية.

 

 

وتضم المدينة الآن عددا من المحميات والمناطق السياحية الخلابة، منها: «رأس محمد، خليج نعمة، خليج القرش، محمية نبق»، وتضم عدة مساجد إسلامية مبنية على طرز معمارية مميزة أشهرها مسجد السلام الذي افتتح في 12 ديسمبر 2001، ومسجد المصطفى الذي افتتح في 26 أكتوبر 2007، مسجد الصحابة الذي افتتح فى 2017، وتضم المدينة أيضاً كنيسة السمائيين التى تعد أكبر كنائس سيناء، ويقع مقرها في منطقة حى النور بمدينة شرم الشيخ، وضع أساس الكنيسة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية في 22 مارس 2002.

 

 

وتعمل وزارة الآثار المصرية الآن على تشييد متحف شرم الشيخ الدولي، على مساحة 52 فدان تمثل نسبة البناء فيه 14%، والباقي مساحات خضراء، وأماكن لانتظار السيارات، وساحات عرض مفتوحة، يلقى المتحف الضوء على المدينة السيناوية، ويبرز دورها من الناحية الأثرية والتاريخية ويعرض 7000 قطعة أثرية تبدأ من العصر الفرعوني وحتى العصر الحديث.

 

 

تضم المدينة مطار شرم الشيخ الدولى الذى أسس عام 1982، والذى تغير اسمه عام 1993 إلى ميناء شرم الشيخ الجوى، بعدما كان مطار رأس نصرانى، وزادت طاقته الاستيعابية إلى 5164 حركة إقلاع وهبوط، وفى عام 2006 ارتفعت إلى 40 ألف حركة، وبها ميناء شرم الشيخ هو أحد الموانئ المصرية التابعة للهيئة العامة لموانئ البحر الأحمر.

 

 

 

استضافت المدينة على مدار تاريخها عددا من المناسبات والأحداث الهامة، لعل أهمها: قمة مجموعة الخمسة عشر، والتي عقدت لأول مرة في مصر عام 1998، منتدي دافوس الاقتصادي في مايو 2006، المنتدى الاقتصادي العالمي مايو 2008، قمة حركة عدم الانحياز بشرم الشيخ عام 2012، المؤتمر الوطني للشباب في 25 أكتوبر 2016.