بلغت تكلفته 30 مليون جنيه.. من وراء عدم استكمال متحف كفر الشيخ منذ 16 عاما؟

الإثنين، 05 نوفمبر 2018 04:36 م
بلغت تكلفته 30 مليون جنيه.. من وراء عدم استكمال متحف كفر الشيخ منذ 16 عاما؟
وزير الآثار خالد العناني
وجدي الكومي

يبدو غريبا أن يظل مشروع متحف محافظة كفر الشيخ معطلا، على الرغم أن من حجم الإنفاق الذي تم إنفاقه على أعمال الإنشاءات في مباني المتحف، حيث بلغت 30 مليون جنيه، وبدأ التفكير في إنشائه منذ 16 عاما، ولم ينته حتى الآن.

متحف كفر الشيخ المهمل
متحف كفر الشيخ المهمل

 

وكأن هذه الأرض تبتلع في سهولة هذا المال العام المهدر، دون محاسبة المسؤولين عن إهداره، أو فتح تحقيق في أسباب هذا الإهدار، فإذا كانت محافظة كفر الشيخ، والمسؤولين عن إنشاء المتحف عاجزون من البداية عن استكماله، فلماذا أهدروه هذه الملايين في إنشاء متحف لن يستكملوه؟.

المتحف يقع على مساحة 2000 متر على جزء من أرض حديقة صنعاء، ويصل ثمن الأرض المقام عليها نحو 25 مليون جنيه، وتكلف المتحف حتى الآن أكثر من 30 مليون جنيه، وبدأ العمل في إنشائه منذ أكثر من 16 عاما، ولا ينقصه سوى التشطيب النهائي، ومبلغ 18 مليون جنيه لافتتاحه.

وعلى الرغم من أن وزير الآثار خالد العناني زار المتحف في مايو 2016، أي منذ عامين، فلماذا اكتفى الوزير بالزيارة، ولم يحاول المضي قدما في استكمال أعمال المتحف، أو دفع الجهات المعنية، لتخصيص ميزانية لإنهاء أعمال تشطيب المتحف، وافتتاحه؟.

بدأ التفكير في إنشاء المتحف عام 1992، للحفاظ على الآثار المكتشفة من نتاج الحفائر العلمية في المواقع الأثرية، وعرضها على النطاق الجغرافي للمحافظة، وكان التفكير في المتحف ضمن خطة لإنشاء مجموعة من المتاحف النوعية في مختلف محافظات مصر، وبالفعل تم تخصيص أرض متحف كفر الشيخ، وفي العام 1994 تم إسناد المشروع للمكتب الهندسي للمقاولات، ووضع سيناريو العرض المتحفي، وفي العام 2000 تم إنفاق الملايين على إنشاء المتحف على مدى 11 عاما، حتى 2011، فهل كان المتحف بالوعة لإهدار المال العام، ونهبه، دون إنشاء متحف في الحقيقة على أرض الواقع؟.

أين الأجهزة الرقابية من الأموال التي تم إنفاقها طيلة هذه الأعوام، التي بلغت ثلاثة عقود الآن، منذ عام 1992، حتى 2018، أليس في الإمكان أن تجلب الأجهزة الرقابية الدفاتر، والسجلات، وتتبع كل مليم دسه أحدهم في جيبه، ولم يتم إنفاقه في المتحف؟

اللافت أن إهمال المتحف، دفع أحد محافظي كفر الشيخ إلى استخدام جزء منه كقاعة أفراح، دون علم المجلس الآعلى للآثار، وبعد زيارة لوزير الآثار الأسبق ممدوح الدماطي، الذي وعد بدراسة المشاكل التي تعيق استكمال المتحف، لم يحدث شيء على أرض الواقع.

المثير للحزن في قصة المتحف، أنه في الوقت الذي تتعطل فيه مشروعات حضارية كبيرة ومهمة، تباع آثار مصرية غالية في مزادات عالمية، حيث بيعت في صالة كريستي الشهر الماضي، قطع من الأواني الكانوبية التي استخدمها المصريون القدماء في التحنيط، لتخزين أحشاء الموتى، ومن هذه القطع، بيعت جرة بمبلغ 25 ألف دولار، كما بيع تمثال رئيس الجنود الفرعوني، الذي يعود تاريخه إلى القرنين 18 و19 قبل الميلاد، وبيع بمبلغ 118 ألف دولار.

بالطبع هذه المبالغ الزهيدة تكشف عن أن القطع المباعة هي قطع صغيرة، وليست غالية الثمن، كالقطع الكبيرة التي ربما لا يتداولها نهابو الآثار في صالات المزادات، إذ يشي هذا بحجم المنهوب من آثارنا المصرية، فالقطع الصغيرة سهلة التهريب، وبالطبع إغلاق المتاحف أو تعطيل إنشائها، يغري بعض المتصلين ببعثات الحفائر على سرقة القطع الصغيرة المعثور عليها، وعليه فإن الإسراع بتجديد وترميم متحف كفر الشيخ، يساهم في حفظ وحماية الآثار، ومنع تهريب الصغير منها، وبيعه في صالات مزادات أوروبا وأمريكا.

 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق