هل التكنولوجيا مع أم ضد الفقراء؟

الأربعاء، 07 نوفمبر 2018 08:00 م
هل التكنولوجيا مع أم ضد الفقراء؟
هل التكنولوجيا مع أم ضد الفقراء؟
كتب – معتمد عبد الغني

مع تسارع وتيرة التطور وتأثيره الواضح على الأفراد والمجتمعات، ظهر فريقين أحدهما يرى التكنولوجيا مصدر شقاء للبشر، يضعهم على الرف بأبسط البدائل، وتذهب الفائدة إلى نسبة قليلة في العالم، أما الجانب الأخر يتحدث عن التكنولوجيا بإيجابية شديدة، ويراها خادمًا مخلصًا لرغبات البشر.
في بعض الأعمال السينمائية كانت التكنولوجيا سببًا في نهاية العالم وفناء البشر، آخرها فيلم  Upgrade، الذي صدر العام الجاري 2018، والذي شهد تحكم الحاسوب في الإنسان لدرجة خرجت عن السيطرة، وغيره الكثير من الأفلام التي رصدت الصراع بين العقل البشر، والآلة التي صنعها الإنسان، وحولته من سيد إلى عبد بالتدريج، مثل أفلامOblivion ، The Matrix، The Terminator، Blade Runner.

الإنسان يصنع آلي ثم يخاف منه
الإنسان يصنع آلي ثم يخاف منه

على أرض الواقع، كانت التكنولوجيا سببًا في البطالة، مثلما حدث في الثمانينات عندما أحدث علم البيانات طفرة في قطاع المحاسبة، وكان سببًا في فقد 400 ألف محاسب أمريكي لوظيفته، تلك هي النظرة التشاؤمية التي يرددها البعض، لكن من يتابع المشهد بعد فترة، يجد أن النظام المحاسبي الجديد، صنع 600 ألف فرصة عمل جديدة في خدمة العملاء، من هذا المنطلق يطرح السؤال نفسه: هل التطور التكنولوجي مع أم ضد الفقراء؟

تقول مليندا جيتس، مديرة سابقة في مايكروسوفت، وزوجة رجل الإعمال والمبرمج الأمريكي بيل جيتس، إن "التكنولوجيا يمكن أن تساعد في انتشال الناس من الفقر"، مؤكدةً أن "التكنولوجيا ليست جيدة ولا سيئة"، إنما هي مجرد وسيط وأداة، تتوقف على كيفية استخدامنا لها، وتأثيرها على مستقبلنا يتوقف على قرار الشركات والحكومات".

ميلندا جيتس
ميلندا جيتس
على سبيل المثال، استخدام البشر للهواتف الذكية، يوفر لنا إمكانية الوصول الفوري تقريبا إلى المعرفة البشرية بأكملها، لكن هناك من يبددون وقتهم ويدمنون التفاعل عبر وسائط لا تضيف لهم أي جديد، على العكس تسلب طاقتهم وتفكيرهم في أشياء غير مجدية.

شاركت ميلندا جيتس في لجنة "مسارات الازدهار"، مع سري مولياني إندراواتي، وزيرة المالية الإندونيسية، وستيفت ماسييوا، مؤسس شركة إيكونت وايرلس؛ لمساعدة رجال الأعمال والقادة الحكوميين في البلدان منخفضة الدخل على استخدام التكنولوجيا الجديدة بشكل يخدم الشعوب وفق إطار ومسار واضح.
خلص تقرير "مسارات الازدهار" إلى أن التقدم التكنولوجي يخلق فرصًا ليس على مستوى الفقراء فقط، بل يدعم اقتصاد الدول النامية الفقيرة أيضًا بطرق مبتكرة، الشرط الوحيد لتحقيق ذلك هو مقدار درجة الوعي والمتابعة عند رجال الأعمال وصناع القرار، في تلك البلدان، لفهم الفرص التي يقدمها العالم لهم.
يعتمد اقتصاد بعض الحكومات الفقيرة على الطرق التقليدية، المتمثلة في قطاع الصناعة، واستغلال الموارد الطبيعية، لكن "لجنة الازدهار" أوصت بمسارات جديدة ومختلفة عما سبق، مثل استخدام التكنولوجيا الرقمية في مجال الزراعة والتجارة، ما يؤدي إلى ربط الأفراد بالاقتصاد الرسمي للدولة.
 
كيف نستفيد من التكنولوجيا
كيف نستفيد من التكنولوجيا

بشكل عملي، الملايين في كينيا الذين لم تكن لديهم حسابات مصرفية من قبل، أصبحوا بعد التطور التكنولوجي يستخدمون الهواتف المحمولة في سداد المدفوعات والحصول على القروض، في المقابل نجد أن الصيادين في ولاية كيرلا الهندية، زادت أرباحهم بنسبة 8%، بعد أن ساعدتهم الهواتف المحمولة في التواصل مع العملاء بشكل أفضل.
 
إذا أردت أن تساعد التكنولوجيا الرقمية في محاربة الفقر، يجب أن لا تكون باهظة الثمن، والتأكد من أن جميع الناس لديهم إمكانية الوصول إليها، ووفقًا للإحصائيات ثلاثة أرباع سكان العالم يمتلكون الهواتف المحمولة، لكن ما يدفعونه للحصول على التقنية يختلف من دولة لآخرى، في تنزانيا مثلًا، المواطن الذي يعيش تحت خط الفقر في تنزانيا، عليه أن يوفر راتب شهرين لشراء هاتف محمول، بينما في غينيا يدفع الفرد 81 دولار أمريكي (يعادل  1453.64 جنيه مصري) مقابل الحصول 500 ميجابايت.
 
الخلاصة: لن تساعد التقنية الرقمية في محاربة الفقر إذا كان مجرد الحصول عليها يدفع الناس إلى الفقر.
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة