الرسالة الخالدة.. هذا ردّ الكاتب الكويتي ناصر طلال على صفاء الهاشم

الثلاثاء، 13 نوفمبر 2018 01:00 م
الرسالة الخالدة.. هذا ردّ الكاتب الكويتي ناصر طلال على صفاء الهاشم
صفاء الهاشم

أسلوب وتصرفات معتادة من قبل أشخاص من ذوي توجهات معروفة، لطالما عملت على إثارة الجدل سواء في محيطها أو خارج حدود بلادها، أخرها تصرفات النائبة بمجلس الأمة الكويتي، صفاء الهاشم التي لا تُلاقي الترحيب من قطاع كبير حتى بداخل بلادها، التي تُعد واحدة من ضمن هؤلاء.
 
«الهاشم» كثيرًا ما تتطاول على مصر ورموزها، من خلال تصريحات تطلقها إما أثناء جلسات بمجلس الأمة بين النواب، أو من خلال وسائل الإعلام المحددة التوجهات، وكونها شهيرة في استحدام مواقع التواصل الإجتماعي والتعامل معها، ولاسيما موقع التدوينات القصيرة، تويتر؛ فهي أحد الناشطين البارزين في الترويج لما تقول ونشره واسعًا، حيث يتلقف ما تقوله «الذباب الإليكتروني» الذي يسعى جاهدًا إلى تعكير صفو العلاقات بين دول المنطقة، من خلال بث الفتن ومحاولات إثارة الوقيعة، التي حذر منها أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح في كلمة له في نهاية أكتوبر الماضي، موجهًا بوضع الإجراءات والتشريعات اللازمة لمحاسبة كل من يحاول المساس بسمعة أحد أو أمن واستقرار البلاد، واصفًا السوشيال ميديا بأنها أدوات للهدم.
 
ويتضح من قراءة المشهد أن أهل الكويت الكرام هم من يتصدون لتصريحات هذه النائبة ذات الأسلوب الغير لائق بما يتواكب مع كونها ذات منصب سياسي، ولعل رسالة الكاتب الكويتي، ناصر طلال ستظل خالدة وعالقة في ذهنها، فربما تذكرها من حين لآخر بمصر ومكانتها وما يربطها بالكويت من علاقات تاريخية وأخوية صلبة لا يمكن التأثير عليها بمثل تلك «المهاترات».
 
الرسالة التي نشرت في العام الماضي ، ووجها الكاتب الكويتي ناصر طلال لصفاء الهاشم، تكشف عن العلاقة الحقيقة بين مصر والكويت والتي لا يهزها أي شخص مهما كان حيث قال «يا صفاء، في دولِ مجلسِ التعاونِ الخليجيِّ، في زمانِ الفقر والعوزِ منذُ عشرينياتِ القرنِ الـماضي حتى نهايةِ ستينياتِـهِ، كانت سوريا العزيزة و العراق العظيم، ثم مصر الحبيبة في عهد جمال عبدالناصر، يرسلون إلينا طواقم الـمدرسين والأطباء و الـمهندسين على حساب حكوماتِهِم ، و تُدفَعُ رواتبُهُم من موازاناتها، ويفتحون معاهدهم وجامعاتهم لطلابنا وطالباتنا ويؤمنون لهم السكن ويصرفون لهم رواتب شهريةً».
 
وأضاف في رسالته: «يا صفاء، لو شَـرَّحنا عقولَنا لَـوجدنا في تلافيفها ما علمَنا إياه السوريون والـمصريون والفلسطينيون وسواهم من أشقائنا… هؤلاء هم أصحابُ الفضل علينا ما حيينا. ونحن، يا صغيرة، مهما فعلنا فإننا لن نستطيعَ رَدَّ واحدٍ من مليون من أفضالهم علينا. وإذا كنتِ تعتقدين أنَّهم مُرتَزِقةٍ فاذهبي للاغتسال في بحارِ الـمغفرة ما بقي لكِ من أيامٍ في الدنيا، فهم يؤدون أعمالاً و يتلقون أجراً عليها، وهم أسهموا ويُسهمون في بناء بلادنا، ولو كنا نتحدث بعدالةٍ لَـوَجَبَ علينا منحهم الجنسيةَ بعد قضائهم خمسة عشر عاماً، أوعلى الأقل أنْ نمنحهم الإقامة الدائمة غير الـمَشروطة» .
 
وتابع: عندما تتحدثين عن الوافدين، تذكري يا صغيرة، أنهم بشرٌ مثلنا و فيهم كثيرون أفضل منا… هذا الشقيق العربيُّ، والشقيقُ الـمسلمُ، والأخُ في الإنسانية، مهما اختلفت أعراقُهم وأديانُهم هم بشرٌ يعملون ويبنون ويسهمون في كلِّ النشاطاتِ بجدٍّ و اجتهادٍ وشرفٍ، وكما هم بحاجةٍ للعمل فإنَّ حاجتنا إليهم أعظمُ ، فلا تتعنطزي عليهم و كأنَّ البشرَ عبيدٌ عندكِ، فوالله إنَّ الـممرضة الفلبينية ماري ، والعامل النيبالي راما، و الطبيب الـمصري سيد، والـمهندس السوري حسان، والـمدرس الفلسطيني عاطف ، و الـمدرب الجزائري الأخضر، و و و ، هم في عيوننا، ونحترمهم، ونريد لهم حقوقاً أكثر.
 
واستطرد: أتعلمين، يا صغيرة، أنَّ القوانينَ في قطر والكويت بخاصة أقرت الالتزامَ بالقانونِ الدولي بشأن العَمالةِ الوافدةِ ؟… أتعلمين، يا شابةً في الستين، أنَّ دراسةً قُـدِّمَتْ إلى رئاسة مجلس التعاونِ بشأنِ التجنيس والإقامةِ الدائمةِ لحاملي الجنسياتِ العربية الذين ولدوا أو يقيمون في دول الخليجِ منذ خمسةٍ وعشرين عاماً؟ وأنَّ إحدى الدولِ قامت بإعدادِ كشوفٍ للعملِ بالدراسةِ سواء أُقِـرَّتْ أم أُجِّلَ النظرُ فيها؟.
 
وتوجه الكاتب بالتحية والاحترامِ والتقدير لأعضاء مجلس الأمة الكويتي، وإلى الشخصياتِ والقامات السياسية والفكرية والدينية الكويتية من الجنسين الذين أعلنوا رَفْضَهم للعنصرية، موجهًا حديثه إلى وجه الخير، الشاب الإنسان الـمتواضع البشوش الـمثقف، على توجيهاتِـهِ بتعديل بعض القوانين الجديدةِ للإقامة بما يتناسبُ مع الإنسانية والعدالة، وعلى توجيهاته باستثناء السوريين والفلسطينيين حملة الوثائق واليمنيين والعراقيين من كثير من القوانين الجديدة، متمنيًا أن يتم تضمين مناهج التعليم في كل الـمراحل الدراسية مادة جديدة مستقلةً هي حقوق الإنسان، لأنَّ العنصرية الخفيةَ تتآكلُ قلوبَ بعضنا دون أن يدركوا ذلك، بل لعلهم يدركونَ ويشعرون بزهو بسبب عَظَمَتِهُم الفارغة. 
 
واختتم الكاتب بحديثه :«يا صفاء، عندما هاجر أجدادك إلى الـمغرب في بدايات القرن الثامن عشر، وعادوا بعد عقود طوال واستقروا في الكويت، كانوا بشراً وعرباً ومسلمين هناك، وظلوا بشراً وعرباً ومسلمين هنا، فما رأيُكِ لو طبقنا عنصريتك بأثرٍ رجعيٍّ عليك وعلى كثيرين؟… اذهبي واغسلي وجهك من الـمساحيق ثم انظري في الـمرآةِ لتستعيذي بالله مما سترينه».

 

تعليقات (1)
شكرا للكويت بلدنا الثاني
بواسطة: ابو محمد
بتاريخ: الأربعاء، 14 نوفمبر 2018 10:43 ص

شكرا للكويت بلدنا الثاني التي احتضنتها وعشنا فيها زمنا يساوي عمرنا ببلدنا مصر. ربنا يبارك بيكم في بلدكم ويزيدكم علم وفضل وكرم. كلنا بشر وعرب ومسلمين . وكل واحد مقامه معروف ومحفوظ وكرامة الجميع محفوظه لا ينغصها تصرفات أفراد. شكرا

اضف تعليق