لماذا يميل الجنس الناعم للعنصرية في الغرب؟.. «دويتش فيله» تجيب

الجمعة، 16 نوفمبر 2018 11:00 م
لماذا يميل الجنس الناعم للعنصرية في الغرب؟.. «دويتش فيله» تجيب

يتهم اليمين المتطرف فى الدول الغربية،بمعاداة المرأة والتقليل من شأنها،حيث تعد هذا الاتهامات هى الأبرز الموجهة إلى هذا التيار إلا إنه على أرض الواقع هناك تصاعد فى أعداد النساء المؤيدات لليمين المتطرف، وبمختلف الدرجات بين التأييد الخفيف إلى الناشطات المتحمسات.. فلماذا إذا هذا التناقض.

نشرت قناة "دويتش فيله" الألمانية إحصائية فى أغسطس 2018، تقول إن النساء أكثر ميلا من الرجال للتطرف، وركزت الدراسة على الانتخابات الألمانية 2017 والتى زادت فيها نسبة أصوات النساء لصالح التيار اليمينى المتطرف 80% وتحديدا حزب البديل من أجل ألمانيا.

يرجع السبب فى ذلك بحسب القناة هو الوعود التى تقدمها الأحزاب اليمينية للنساء، مثل زيادة أموال المساعدات الاجتماعية ورعاية الأطفال، والرعاية الصحية، الأمر الذى يجعل المرأة فى الدول الغربية قادرة على الإنجاب والانفاق على أطفالها حتى لو لم تجد عملا.

مظاهرات معادية لجرائم التحرش التى ارتكبها لاجئين
مظاهرات معادية لجرائم التحرش التى ارتكبها لاجئون

وتزايدت هذه الوعود مع الدعاية المعادية للهجرة، حيث تطالب أحزاب اليمين المتطرف بزيادة الانفاق على النساء والأطفال من أهل الدولة الأصليين بدلا من توفير المساعدات الاجتماعية للمهاجرين الأجانب الذين لا يندمجون فى المجتمع وثقافته أساسا.

ناهيك بالطبع عن تزايد حالات التحرش الجنسى والتى يتم اتهام رجال مهاجرين بالقيام به، وأشهرها حادثة التحرش فى ليلة رأس السنة فى كولونيا 2016، وهذه الدعاية جلبت الكثير من النساء لصف اليمين المتطرف.

 

الفيمنست ضد السعادة

النساء فى أماكن العمل
النساء فى أماكن العمل

 

ليست هذه حالة عامة، جوردان بيترسون أستاذ علم النفس فى جامعة "تورونتو" يقول أن هناك انخفاض عام فى حالة الرضا أو السعادة لدى النساء كلما اندمجن فى بيئات تضمن المساواة على الطريقة التى ينادى بها النشطاء الفيمنست حاليا، وجاءت دراسة نشرها موقع npr تقول إن النساء أقل سعادة إذا تولوا مراكز قيادية فى العمل بالمساواة مع الرجال، لأن هذه الترقيات تحمل أعباء أكبر فى العمل لكن لا تخفف شيئا من أعباء المنزل والعائلة.

أى أن مطالب الفيمنست والتيار اليسارى بمزيد من الحقوق للمرأة زاد عليها الواجبات، ولذا تأتى دعوة التيار اليمينى المتطرف بالهجوم على اليساريين وأنصار حقوق المرأة والمساواة كنوع من إيجاد حل جاهز للمرأة المرهقة فى العمل والمنزل، خاصة وأن التيار اليمينى عادة ما يلمح وأحيانا يصرح بأن مكان المرأة هو المنزل فى الأساس وأن الوظائف التى تتولاها لا يجب أن تكون بنفس مشقة وظائف الرجال.

 

داعش بالعكس

ربما تلاحظ هنا المفارقة وهى أن تنظيمات متطرفة مثل داعش اعتمدت على النساء كشرطة فى المناطق تحت سيطرة التنظيم، والآن نرى نفس الشىء مع التيار اليمينى المتطرف فى الغرب، فبحسب صحيفة الجارديان، لا يجب استغراب انضمام نساء من بريطانيا لداعش لأن حتى التنظيم المعادى للمرأة والذى يطالب ببقاءها فى المنزل، هو فى نفس الوقت يمنحها حرية حمل السلاح ومعاقبة نساء أخريات، أى أنه يمنح مجموعة معينة من النساء سلطات وصلاحيات مميزة.

نساء داعش
نساء داعش

ونفس الشىء يحدث مع التيار اليمينى الذى لا يمكن أن يفوز بقاعدة شعبية تضمن لأحزابه الفوز فى الانتخابات إلا بالاعتماد على قيادات نسائية، فإذا كان لديك لواء الخنساء فى داعش، فإن فراوكة بيترى قيادية حزب اليمين من أجل ألمانيا، بينما فى فرنسا مارين لوبان تقود الجبهة الوطنية وكانت مرشحة للرئاسة.

لذا لا يمكن لليمين أن يعادى المرأة صراحة أبدا، فحتى النازيين كانوا يعتمدون على النساء فى الوظائف الإدارية والعمل فى المصانع بعدما ذهب أغلب رجال ألمانيا للقتال فى الحرب العالمية الثانية، والأن النازيين الجدد، يعتمدون على النساء فى ترتيب مسيرات الذكرى الأولى من مظاهرات شارلوتسفيل بحسب صحيفة "يو أس آيه توداى" حتى ولو كان أحد أنصار النازيين الجدد مثل ريتشارد سبنسر يقول "لست واثقا من أنه يجب منح النساء الحق فى التصويت" فإن كلامه لا يعدو كونه مجرد ترديد للدعاية النازية القديمة بأن النساء مكانها فى المنزل لكنها فى الواقع كانت تقوم بمختلف الأعمال على أرض الواقع.

النساء يعمل فى صناعة القذائف فى الحرب العالمية الثانية
النساء تعمل فى صناعة القذائف فى الحرب العالمية الثانية

لذا يمكن القول أن المصلحة المتبادلة هى السبب الرئيسى فى ميل النساء للتطرف، سواء بمنح المرأة امتيازات معينة رغم الخطاب العنصرى ضدها أو لحاجة هذه الأحزاب لأصوات النساء مما يجعلها تخفف من نغمة التقليل من شأن المرأة.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق