لنذاكر الرسالة ونتذكر الرسول

السبت، 17 نوفمبر 2018 08:08 م
لنذاكر الرسالة ونتذكر الرسول
ممدوح طه يكتب:

 
كل عام وكل المصريين الطيبين.. وكل العرب الطيبين من الخليج إلى المحيط .. وكل المسلمين الطيبين من المحيط إلى المحيط، على اختلاف قومياتهم ولغاتهم ومذاهبهم  بكل الخيروالحق والعدل والسلام، في يوم كله خير باعث على الحق والعدالة والسلام.
 
فاليوم  يوم للوحدة جدير بالاستدعاء والاحتفال به، حتى يتوحد المسلمون الحقيقيون بمشاعرهم  في يوم الميلاد النبوي لرسول الإسلام العظيم، الذي ما أرسله الله للبشرية برسالة السماء الى الأرض إلا رحمة ونورا وعدالة وسلاما للعالمين، ذلك النبي العربي الذي حمل رسالة التوحيد لله في العالمين، ودعوة التوحيد بين المسلمين.
 
وعندما يتوحد جميع المسلمين الطيبين في أنحاء الدنيا في يوم واحد بعقولهم وبقلوبهم في العقيدة الواحدة، توحدهم كلمة التوحيد "لا إله إلا الله "، ويجمع قلوبهم حب رسول الله وآل البيت الكريم وصحابته أجمعين ، يوحدهم الايمان والمحبة على اختلاف مذاهبهم واجتهاداتهم وثقافاتهم  يتخذ الاحتفال معناه الحقيقي.
 
ولكن أن تتخذ بعض الجماعات غير السوية  بعض الاجتهادات أو بعض المذاهب بفهم  مريض أو بغرض شريرغطاء لضرب الوحدة الإسلامية، بتقسيم مصطنع وبتفكير ضيق بين اسلاميين ومسلمين، وسلفيين وصوفيين، ومسلحين ومسلمين، فبهذا  تظلم العقول وتزيغ القلوب فيتكرس الانقسام بما يفتح أبواب الشجار في غيبة منابر الاعلام المضيئة لتأكيد قواعد الحوا ر احترام الاختلاف ورفض الخلاف وتحقيق الائتلاف.
 
وبغياب الحوار الموضوعي في منتديات الحوارالعلمية والثقافية، القائم على قاعدة " لا ائتلاف بغير اختلاف " ،  تنشأ الفتنة بين المسلمين لتتحول بدفع أعداء الدين الى صنع ميليشيات ارهابية تحت رايات وشعارات طائفية ومذهبية زائفة ، لاغراق الأمة الاسلامية  في صراع دامي مقرر بين شيعة وسنة ووهابي وأباضي ، وزيدي وشافعي بما لايخدم سوى أعداء الدين !
 
ولهذا عندما قام الشعب المصري الواعي بثورته الملايينية الكبرى في  يونيو ويوليو الخالد ضد حكم الاخوان الظلاميين ، فان ثورته المباركة لم تكن موجهة أبدا ضد المشروع الحضاري الانساني الاسلامي الذي يهدف تحقيق وحدة الأمة واستقلالها وحريتها وتقدمها وعدالتها ، بل ضد المشروع السياسي الظلامي الاخواني الذي تديره دوائر اقليمية تركية وقطرانية داعمة للارهاب ، وتضع أجندته  عواصم دولية أنجلو أمريكية معادية لوحدة الأمة سواء العربية أو الاسلامية .. وفارق كبير بين المشروعين !
 
من هنا نستدعي يوم ميلاد الرسول لنذاكر الرسالة ونتذكر الرسول في يوم مولد النور، عندما يكون مانعا لظلمات ظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وحينما يبدد ظلمة الجهل بالدين باسم العلم  ، والإظلام في العقول والقلوب  باسم التنوير، فالرسالات الدينية السماوية لا تقدم للانسانية  إلا الحق والعدل والمحبة والفضيلة ، بينما الدعاوي المغشوشة والملتبسة والمضللة القائمة على الادعاء الزائف والجهل بالحقائق أو التعصب المذهبي والجمود العقلي هو الذي يصنع العداء الإنساني لأن الناس أعداء ما جهلوا.
 
وما الحساسية المرضية من الإسلام أو حالة «الإسلامو فوبيا» التي نراها تجريحا وتطاولا بأقبح الصور في حفلات الهوس والجنون  من أرباع العلماء وأنصاف المثقفين باسم التنوير وحرية التفكير والتعبيرالذي يدفع الى  التفجير والتدمير في بعض المقالات الصفراء أو في بعض الرسوم في الصحافة السوداء أو على بعض الشاشات الزرقاء في مصر أو في العالم العربي أو الغربي، إلا نتيجة للجهل بحقائق هذا الدين العظيم وغياب الرؤى الصحيحة.
 
ولأن امتلاء ساحة المحكمة بشهود الزور لايعني الغاء القضاء وانما يتطلب استدعاء شهود الصدق، فان امتلاء الساحة الدينية ببعض المتطرفيت بالمنابر الاعلامية والثقافية من شهود الزورعلى الدين ومن بعض خصومه المدعيين وأعدائه الملحدين  المتخفين بلباس الواعظين المجددين ، لايجب أن يدفع الى الانزلاق الى التطرف اللاديني المضاد بمحاولة تهميش الدين اعلاميا أو ثقافيا ، وانما  يتطلب استدعاء الاعلام  المضىء والثقافة الواعية بخطاب ديني جديد يستدعي صحيح رسالة النور فيهرب الظلام والظلم ويكشف الظالمين والظلاميين .
 
وكما علمنا نبينا الكريم فإن " طائفتان من أمتي إذا صلحتا صلحت الأمة وإذا فسدتا فسدت  الأمة.. العلماء والأمراء " ، فان هذا اليوم الذي يوحد عقول وقلوب  المسلمين، هو مناسبة ثقافية للحوار بين علمائهم على اختلاف مذاهبهم للتوحد على قاعدة التعدد ، وبين  أمرائهم على اختلاف سياساتهم للتكامل والتكافل لحل مشاكل الأمة، ومناصرة قضاياها لتحقيق العدالة والاستقلال و السلام والحرية والحقوق الإنسانية.
 
تحقيقا للعدالة والسلام في فلسطين وسوريا وليبيا والعراق واليمن بالتوحد في محاربة الارهاب ، والحرية من الاحتلال الصهيوني في فلسطين والأميركي والتركي في العراق وسوريا ، وذلك بالحرية من العبودية لغير الله من البشر ومن التبعية لغير رسول الله عليه الصلاة والسلام من بعض المسلمين ، وتحقيق العدالة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية للمجتمعات الإسلامية بالتنمية المشتركة لتحقيق الكفاية والعدل، بهدف ألا يبقى فقير ولا مظلوم بين المسلمين طبقا للقول النبوي الشريف " أموال الأغنياء تسع الفقراء " .
 
وحينما نحيي هذا اليوم الكريم  باعلان مبادرة كريمة  رسمية أو أهلية  فردية أو جماعية لرفع المعاناة عن المحتاجين و نشر الفرحة بين الصابرين كأصحاب المعاشات والدخول المحدودة مثلا ، بهذا نحتفل في الواقع بمبادئ الإسلام العظيمة  التي تدعونا الى الانصاف والتعاون التكافل والكرامة الانسانية ، لإعمار الأرض لا تخريبها ولحماية الحياة لا قتلها بأيدي الارهابيين .
 
فذلك الدين القيم لا يتناقض مع أية دعوة للعدالة أو الحرية أو التقدم، بل هو الذي يقدم للعالم أبلغ دعوة للحرية والمسئولية والواجبات والحقوق الإنسانية، ولم ينتج التناقض المصطنع بين الإسلام والعلم أو بين الإسلام والتقدم أو بين الإسلام والحرية إلا بسوء فهم أو بسوء نية، سواء من بعض أبنائه أو من كل أعدائه !
إنها مناسبة لنعيد اكتشاف ذواتنا ومراجعة أنفسنا وواقعنا العربي والإسلامي لنستعيد ذواتنا ونسترجع المعنى الحقيقي لحياتنا التي أساسها التحرر من العبودية لغير الله والتخلص من التبعية لغير رسول الله في الأمة الواحدة من المحيط إلى المحيط التي تعلو رايتها بتوحيد الله في السماوات، ولا تبلغ غاياتها إلا بتوحيد المسلمين على الأرض
 
والواقع أنه بقدر وحدة علمائنا وإعلامنا ومثقفينا وسياسيينا حول رسالة ديننا واحترام نهج رسولنا، بقدر ما نحترم أنفسنا، وبقدر ما نحترم أنفسنا، بقدر ما نفرض على الآخرين احترام ديننا ورسولنا وحضارتنا وإرادتنا وشعوبنا وأوطاننا ..

 

تعليقات (1)
اللهم صل على سيدنا محمد
بواسطة: كاريمان
بتاريخ: الأربعاء، 21 نوفمبر 2018 04:41 م

كل عام والامة الاسلامية والعربية بخير ونتمنى ان نسير على نهج الرسول نبي الرحمة والخير والسلام

اضف تعليق