بعد مناقشتها في البرلمان.. نقابة البيطريين: 50% من الأدوية مغشوشة ونستورد 95% من اللقاحات

سلط أعضاء لجنة الزراعة بمجلس النواب الضوء على ظاهرة انتشار الأدوية البيطرية المغشوشة، فمؤخرًا تقدمت النائبة شرين فراج بطلب إحاطة إلى ثلاث وزراء هم الزراعة والصحة والتموين والتجارة الداخلية، بشأن تغير مكونات عبوات الأدوية وتزويدها بمواد تقلل من المادة الفعالة بها، إضافة إلى تأثير هذه المواد سلبًا على صحة الإنسان.

النائب صبري يوسف طالب وزير الزراعة بتشديد الرقابة على الوحدات البيطرية، وأعلن النائب  البدري أحمد ضيف تقدمه بطلب إحاطة ينتظر مناقشته خلال الشهر القادم بشأن التلاعب في تاريخ صلاحية الأدوية البيطرية.

إحصائيات  نقابة الأطباء البيطريين تشير إلى أن حجم الاستثمار في قطاع الأدوية البيطرية يقدر بنحو 40 مليار جنيهًا قابلة لزيادة، وهناك 10 آلاف مركز بيع وتداول للأدوية البيطرية، كما يتم استيراد 80% من الحاجة المحلية من الأمصال و اللقاحات، و50% من الإضافات، و40% من المضادات الحيوية كمنتج نهائي.

نقيب البيطريين :« المزارعين يقومون بالتطبيب بالفهلوة»
 

بدوره قال الدكتور خالد العامري نقيب الأطباء البيطريين، إن  الجهات التنفيذية أهملت ملف الدواء البيطري وسمحت بتداول أدوية فاسدة وغير مصرح لها قانونيًا بالتداول في الأسواق،  مشيرًا إلى أن 50% من الدواء البيطري في مصر مغشوش، فضلًا عن استيراد 95% من اللقحات، الأمر الذي يجعلنا نواجه تحديات خطيرة  على مستوى نقص اللقحات البيطرية .

وأشار عميد كلية الطب البيطري جامعة القاهرة في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة» إلى غياب البيطريين عن المزارع يجعل المزارعين يقومون بالتطبيب بـ«الفهلوة»، موضحا: لدينا  70 ألف طبيب بيطري وما يقارب 10 آلاف طبيب ليسوا على قيد الحياة، ويتبقى 60 آلف منهم في السوق، و21 ألف طبيب آخرون يعملون في مجال الدواء البيطري أو البشري أو مندوبين دعاية.

وأكد العامري على أن هناك 4 مضادات حيوية يتم تداولها في الأسواق بطرق غير قانونية في مجال الطب البيطري، أهمها السيفوتاكس خاصة في مزارع الدواجن، ويعتبر من المضادات الحيوية الأكثر مبايعا، ومزارع الدواجن في مصر تستخدمه رغم أنه مضاد حيوي بشري، لذلك حقق أعلى مبيعات لمصانع الدواء البشري، بسبب إقبال المزارعين عليه، الأمر الذي يخالف القانون.

وكيل زراعة النواب: «المزارعون يرتكبون جرائما في الثروة الحيوانية»

وأكد النائب رائف تمراز  لـ«صوت الأمة» على ضرورة وجود إشراف ورقابة من الطب البيطري على الأدوية البيطرية، ومتابعة صرف  كافة الأدوية  بروشتة طبية وفواتير، حتى يتمكن الفلاح من الإبلاغ عن أي شركة أنتجت دواء فاسد ومغشوش، لافتًا إلى ضرورة تأكد وزارة الزراعة من إصدار تراخيص لكافة الأدوية المتداولة في السوق لكي نتمكن من المحافظة على الثروة الحيوانية والسمكية في مصر.

وأشار تمراز إلى أن أحد أبرز الجرائم التي يرتكبها المزارعين في حق الثروة الحيوانية هو تطعيم الحيوانات بأدوية بشرية محرمة قانونيًا ودوليًا، إضافة إلى تطعيمهم بنفس السرنجة الأمر الذي يؤدي لنقل الأمراض بين  الماشية وارتفاع نسب النفوق، ومن ثم إصابة الثروة الحيوانية بالركود والخمول.

10 ملايين شخص  في العالم يموتون بسبب الأدوية البيطرية 

وتابع تمراز إن  الأدوية المغشوشة يتم نقلها إلى الإنسان خلال طريقتين إحدهما عن طريق التلوث والتعامل مع الحيوانات النافقة سواء لنقلها أو دفنها، أوفي مرحلة حقن الطير أو الماشية يمكن أن ينتقل المرض مباشرة إلى الإنسان، والطريق الثانية عن طريق تناول لحوم الحيوانات، فقد تترسب هذه الأدوية في أجسامهم ومن ثم تنتقل إلى الإنسان .

يذكر أنه حسب دراسة أجرتها صحيفة "الغارديان" البريطانية  فى  مايو 2016 ثبت أن 10 ملايين شخص حول العالم قد يموتون بحلول 2050، وسيفارق الحياة شخصًا واحدًا كل 3 ثوان بسبب الطيور التي يجرى إطعامها مضادات حيوية لتسمن بسرعة، ولاسيما أن عدم التصدي للمخاطر القائمة في أقرب وقت سيكيد العالم فاتورة صحية قدرها 100 مليار دولار بانتصاف القرن الحالي.