أسماء و«الاستروكس».. قصة فتاة تعيش حياة الذكور على برش السجن (فيديو وصور)

الأربعاء، 21 نوفمبر 2018 08:00 ص
أسماء و«الاستروكس».. قصة فتاة تعيش حياة الذكور على برش السجن (فيديو وصور)
اسماء بنت علي ورق

اضطراب الهوية الجنسية يعرفه أطباء وعلماء النفس باللا ارتياح أو القلق حول نوع الجنس الذي ولد به الشخص وأسابه بيولوجية كالتركيبة الجينية أو البنية الدماغية المتعلقة بالتأثيرات الهرمونية على الدماغ في فترة التكوين الجنيني فى مرحلة ما قبل الولادة.

ويكون عقل المصاب باضطراب الهوية الجنسية مشحوناً بالرغبة فى تغيير الجسد أو تصحيح الجنس ليتناسب مع الهوية الجنسية. أعيش كولد ومن داخلى فتاة وأهلى يعاملوننى كالأولاد ولم أشعر يوما بأننى أنثى.. منسق حملة "اشفى مدمن": تحتاج لعلاج نفسى وتقويم سلوك.. صور وفيديو

واضطراب الهوية الجنسية وأصدقاء السوء دفع "أسماء" لإدمان "الاستروكس" يعرفها الناس بأنها فتاة، ومن يعرفها بأنها ذكر قصة شعرها وطريقة لبسها وتفاصيل حياتها تؤكد أنها "ولد"، لكن أهلها والمقربين يعلمون أنها فتاة.

أسماء، عمرها 17 عاما، رجل فى الحارة بين أبناء جيلها من النوعين، تعيش حياة مرتبكة بين شخصيتها الذكورية التى غلبت عليها ، وبين تكوينها الأنثوى الذى خلقت عليه، والذى طمست معالمه وسط الصراع النفسى الذى تعيشه.

قالت أسماء: فى شهادة الميلاد أحمل اسم انثى وفى الحياة ولد،  ده واقع وأنا مش ههرب منه ولا هعرف أغير فيه ربنا خلقنى حاجة وأنا عايشة حاجة تانية، تعاملى راجل وحياتى كلها عايشاها كراجل، حتى لو قاعدة مع بنات زى ببقى قاعدة معاهم كراجل، لكن أنا من جويا فتاة، لو قابلت حد أحبه ساعتها بس هرجع تانى أنثى وارتبط بيه، نفسى ربنا يسترها عليا"، بهذه الكلمات بدأت "أسماء. س" 17 سنة والتى تعمل حداد مسلح.

أسماء أوضحت أنها منذ جاءت الدنيا، وأهلها يعاملونها كـ"ولد"، لافتة إلى أن والدتها كانت تتمنى أن تنجب ولدا، لكن أنجبتها، موضحة أن والدتها رفضت الواقع بأنها فتاة وظلت تعاملها كولد، ولهذا ملابسها لا تعبر عن هويتها مثل باقى الفتيات ممن هن فى عمرها، مشيرة إلى أن أهلها ظلوا يعاملوها بهذه الطريقة حتى بلغت 11 سنة، موضحة أن طريقة التعامل هذه رسخت داخلها فكرة أنها ولد وليس فتاة.

أسماء تشير لخشونة يدها بسبب عملها حداد مسلح

وأشارت أسماء، إلى أنها كانت تتمنى أن تعيش سنها كباقى بنات جيلها، لكن الظروف كونها نشأت فى منطقة شعبية يغلب على أهلها العصبية والتشاجر وفرض السيطرة، وجميع هذه العوامل أدت إلى تشكيل شخصيتها المختلفة عن طبيعتها التى ولدت عليها، لافتة إلى أنها أحبت شخصيتها بهذه الطريقة وسريعا ما تأقلمت معها، وأصبحت لا تستطيع أن تظهر الأنثى ، مضيفة أن حياتها تحولت إلى الولد، وهو ما يبدو واضحا عندما تجلس مع فتيات ولا تستطيع أن تسايرهن ، بل تشعر أنها ولد يجلس مع فتيات وليس العكس.

قالت "أسماء" إن أغلب أصدقائها من الشباب، ولذا انجرفت إلى تعاطى المخدرات، وأصبحت مدمنة "أستروكس"، وتدخن فى اليوم ما بين 4 أو 5 سجاير أستروكس.

"أسماء" ذهبت إلى طبيبة أكدت لها أن نسبة هرمونات الذكورة لديها مرتفعة، لكن ذلك لم يؤثر على أعضائها الأنثوية، معبرة عن أمنيتها فى أن تعيش حياة طبيعة وتتعافى من الإدمان، لتبنى حياة جديدة مع من تحبه وتتزوجه وتنجب الأطفال.

شعور بالإحباط ينتاب أسماء

وقال متولى السيد المنسق العام لحملة "اشفى مدمن"، إن حالة أسماء استوقفته خلال حملته التى أطلقها منذ سنة لاستقطاب المدمنين من شتى أنحاء الجمهورية لعلاجهم من المخدرات، لافتا إلى أن أسماء حالة إنسانية من الدرجة الأولى، وتحتاج مد يد العون لإنقاذها وإعادتها إلى المجمتع مرة أخرى بطبيعتها الأنثوية التى خلقت بها.

وأشار منسق "إشفى مدمن" إلى أنه ليس فى مقدرة الحملة تحمل تكلفة علاج أسماء وحاول عرضها على عدد من الأطباء كانوا يطالبون بتكاليف عالية، حيث أنها تحتاج علاج نفسى وتقويم سلوكى، وأخصائى فى أمراض اضطراب الهوية الجنسية.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة