من هنا ينطلق الإرهاب: مدن وضواحي أوروبية «مفارخ» للدواعش

الخميس، 22 نوفمبر 2018 09:00 ص
من هنا ينطلق الإرهاب: مدن وضواحي أوروبية «مفارخ» للدواعش
عناصر إرهابية - أرشيفية

بين حين وآخر تتابع الهجمات الإرهابية والقبض على خلايا عنقودية في أحياء أوربية بعينها يتركز فيها الإرهاب، الأمر الذي يوحي بوجود مفارخ للوحي بوجود مفارخ للإرهاب في تلك المناطق. جميعهم يجتمع هناك حتى لو لم تكن هناك علاقة مع العمليات بعضها البعض.

بالتتبع، لوحظ وجود مدن وأحياء بعينها، في بلجيكا وبريطانيا وضواحي باريس.

بلجيكا

في حى مولنبيك فى العاصمة البلجيكية بروكسل، ظهرت خلية داعش التى نفذت هجمات باريس 2015، وجزء آخر منها نفذ هجمات بروكسل 2016، درجة أن الحى اشتهر باسم «قندهار بلجيكا»، بحسب صحيفة «الإندبندنت» البريطانية.

ففي 2017 صدر كتاب بعنوان «مولنبيك – الرقة» للصحفى المغربى نور الدين الفريضى، الذى يروى فيه كيف تحول حى بلجيكى، كلاسيكى الطراز، لمنبع الإرهاب وتصدير المقاتلين لداعش فى سوريا.

مولنبيك

يقول إن البداية كانت مع تسلل مشايخ ورجال دين ينتمون لجماعة الإخوان لحى مولنبيك للسكن، ثم إقامة مراكز إسلامية تروج للفكر المتطرف، وكما هى العادة يظهر الإخوان ويتبعهم الإرهاب، فمنذ تسعينات القرن الماضى، وحتى ظهور داعش تفرعت الجماعات المتطرفة لمدارس مختلفة ولم يعد الإخوان فقط هم الجماعة الوحيدة، حيث انطلق منها عناصر لينضموا للقاعدة ومن القاعدة لداعش، والبعض فضل العمل على طريقة «الذئاب المنفردة».

حصان طروادة يظهر في برمنجهام البريطانية

 حتى 2014 لم يضرب الإرهاب بريطانيا سوى مرة واحدة، خلال هجمات لندن 2005، لكن بعد ذلك التاريخ ازداد الأمر سوءا، فظهرت في برمنجهام خلايا داعشية، حاولت السيطرة على المدارس عبر مجموعة من المسلمين المتطرفين، بلغت 6 مدارس متورطة.

صحيفتا التليجراف والإندبندنت، قالتا إن ذلك بحسب خطة تتلخص في انضمام عدد من الشخصيات الإسلامية المتشددة لمجالس إدارة المدارس، وبعد أخذ الأغلبية فيها يتم إزاحة المدرسين الذين لا يلتزمون بالشريعة الإسلامية، والمقصود كان طرد المدرسين غير المسلمين وحتى المسلمين الذين يعيشون على الأسلوب البريطانى.

طاهر علام

بعدها تبدأ مرحلة فصل الأولاد عن البنات فى الفصول ثم فرض الحجاب داخل المدارس، وتدريس المناهج التى تريدها المجموعة المتطرفة، مضيفة أن مدبر الخطة طارق علام مدير مدرسة برمنجهام بارك فيو، وتسببت هذه القضية في أزمة سياسية داخل الحكومة البريطانية حيث تبادل وزير التعليم، مايكل جوف، الاتهامات مع تيريزا ماى التى كانت تشغل وقتها منصب وزيرة الداخلية، وكانت الاتهامات حول من يتحمل مسئولية هذا الخرق الأمنى فى المؤسسات التعليمية.

صحيفة برمنجهام ميل البريطانية، تحدثت عن تفاصيل أخرى، قالت إن خطة «حصان طروادة» كانت لها مرحلة أخرى قادمة وهى التوسع فى مدارس برادفورد أيضا، وتفترض تلك الخطة وجود عدد كبير من المتورطين فيها لتنفيذها، وليكون أى شخص عضوا فى إدارة مدرسة يعنى أن يكون من نفس المنطقة السكنية التى بها المدرسة، وهذا يعنى أن أصحاب الخطة كانوا كلهم من برمنجهام، وتم طرد 12 معلما على الأقل من المتورطين.

وانتشرت على وسائل الإعلام تقارير عن وجود دوريات أمنية فى شوارع برمنجهام تدعي «شرطة الشريعة»، وهو ما نفته الحكومة البريطانية، إلا أن أخبارا بنفس المحتوى تداولت بين حين وآخر.

شرطة الشريعة فى السويد

بحسب صحيفة «التليجراف» البريطانية، فإن مدينة مالمو السويدية، وتحديدا حى روزنجارد بدأ يتجمع فيه أعداد كبيرة من المهاجرين، وانتشرت تقارير مشابهة لقصص شرطة الشريعة فى مالمو، لكن الحكومة السويدية أنكرت الأمر، واعتبرت أن ذلك مجرد مؤامرة من التيار اليمينى المتطرف.

ونقلت التقارير البريطانية والأمريكية الصورة بتحوير الأسماء والمصطلحات، فصحيح أن الحكومة السويدية رفضت مصطلح «مناطق محظورة  no go zone» كنها أقرت بأن هناك أماكن تسميها بـ«مناطق بها مشكلات».

مظاهرة فى مالمو

 

ضواحى باريس 2005

اشتهرت ضواحي المدينة الجميلة بشغبها، مرتين، الأولى في أعمال الشغب في 2005 ضد ساركوزى، والثانية بعد صعود تنظيم داعش.

فى المرة الأولى قال محللون فرنسيون إنهم معتادون على فكرة الثورة من أجل العدالة الاجتماعية فى فرنسا، لكنهم لم يعتادوا أن يروا سكان الضواحى من المحتجين يحرقون سيارات الشرطة، وفى نفس الوقت يردد العرب منهم والأفارقة عبارات شتم ولعن فرنسا نفسها.

هجمات باريس

مركز بروكينجز الأمريكي، قال إن تتبع الهجمات الإرهابية ومنفذيها فى فرنسا سيكشف عن كون ضواحى باريس كانت مصنع التطرف، وأن الأمر منتشر لسنوات ولكن الحكومة الفرنسية لم تتعامل مع الموقف وتجاهلته.

هذا التقرير سبب أزمة بين فرنسا والولايات المتحدة عام 2016 عندما قالت الحكومة الفرنسية إن  التقرير لا يحمل أى معنى منهجى، وكان التركيز الفرنسى على وجود خلافات ثقافية بين فرنسا وبلجيكا متجاهلا حقيقة أن كثير من الإرهابيين فى صفوف داعش يأتون من الدولتين ومن نفس الأحياء والظروف المعيشية.

وإذا كان مولنبيك قدم جزء من منفذى هجمات بروكسل 2016 وباريس 2015 فإن النصف الثانى من المجموعة كانوا فرنسيين من سكان الضواحى وأعلن تنظيم داعش نفسه عن أسمائهم وصورهم وكان بينهم أبو ريان الفرنسى و أبو فؤاد الفرنسى وأبو قتال الفرنسى.

وطال الانتظار حتى جاء الاعتراف الفرنسى على لسان رئيس البلاد إيمانويل ماكرون الذى قال فى 14 نوفمبر 2017 إن الضواحى الفقيرة تم إهمالها من قبل الحكومة الفرنسية ولذا كانت منبع الإرهاب، ودعا لخطة حكومية لتطوير الأحياء الفقيرة وقتها.

ضواحى ملبورن

أحدث المنضمين لقائمة الأحياء الإرهابية كانت الضواحى الشمالية الغربية لمدينة ملبورن، فبحسب صحيفة «ذا أستراليان» نفذت السلطات الأسترالية عملية أمنية فى الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 20 نوفمبر، وأسفرت عن اعتقال 3 أشخاص من أصول تركية كانوا يخططون لعمليات إرهابية ويستهدفون أماكن ومناسبات يتجمع فيها أكبر عدد ممكن من الناس، مثل احتفالات الكريسماس ورأس السنة.

الأمر الأكثر إثارة أن الخلية التركية والمسلح الصومالى لا علاقة بينهم لكن كلهم كانوا يترددون على نفس المساجد ونفس المركز الإسلامى وهو مركز هيوم للشباب الإسلامى فى كولارو بملبورن، الذى تم ذكره فى أكثر من تقرير إعلامى أسترالى يتحدث عن ترويج المركز للفكر المتطرف.

 

المتهمين الأتراك

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة