لتبنيه القضية الكردية.. قصة مقتل طاهر إلتشي برصاص السفاح أردوغان (صور)

الجمعة، 23 نوفمبر 2018 04:00 م
لتبنيه القضية الكردية.. قصة مقتل طاهر إلتشي برصاص السفاح أردوغان (صور)
السياسي التركي طاهر إلتشي

 
قبل أن تدوي طلقات الرصاص من حوله فجأة، وتصيبه إحداها فى رأسه فترديه قتيلا، مع سبق الإصرار والترصد، وفى ظهيرة 28 نوفمبر 2015، وقف السياسي التركي طاهر إلتشي يتحدث لمراسل تلفزيوني على أنقاض شوارع سور التاريخية.
 
تحولت شوارع وسط المدينة التى شهدت لحظاته الأخيرة إلى مخيم مغلق على الدم والجثث وجنود إردوغان وحشود المتظاهرين الذين تفجرت بهم الشوارع غضبا.

التصريح السام

وفق موقع عثمانلى وقبل اغتياله بـ 8 أيام، اعتقل إلتشي، الذي عُرف بتبنيه للقضية الكردية بوصفه أحد أبنائها منذ عمل بالمحاماة اعتبارا من عام 1992، بعد أن وجهت إليه تهم تتعلق بالإرهاب؛ بسبب تعليقات أدلى بها في البرنامج التلفزيوني "منطقة حيادية"، الذي يعده ويقدمه الصحفي التركي أحمد هاكان علي قناة "سي إن إن ترك" يوم 14 أكتوبر 2015،  قال خلالها "حتى إذا اعتقد البعض أن حزب العمال الكردستاني إرهابيا، فإن الحزب حركة سياسية مسلحة لها مطالب سياسية".

 بناء على طلب المدعي العام،أحيل للمحاكمة على الفور إلا أن المحكمة الجنائية الثانية  أطلقت سراحه بشرط وضعه تحت المراقبة، مع إعداد مذكرة اتهام تطالب بسجنه سبع سنوات ونصف بتهمة "الترويج لمنظمة إرهابية".

 السلطات منعته من السفر على إثرها، فيما فرضت على "سي إن إن  ترك" غرامة مالية قدرها 700 ألف ليرة.         




اغتيال أمام الكاميرات

أثناء إدلائه بتصريح صحفي يتهم الشرطة بتخريب المنارة بالرصاص العشوائى خلال مواجهة مع المتظاهرين، قتل فيها شرطيان وأصيب آخر،اصيب برصاصة غادرة فى لحظة لحظة نطقه بالحقيقة أمام كاميرات التليفزيون، هكذا كان مشهد النهاية لحياة طاهر إلتشي، الذي اغتيل أمام منارة دورت أياكلي،  في بلدة سور التابعة لمدينة ديار بكر، 

 

شهدت عدة محافظات تركية مظاهرات حاشدة تحتج على عنف النظام، حيث امتلأت شوارع إسطنبول بعد اغتيال إلتشي بساعات بمئات المتظاهرين الذين احتجوا على قتله،  كن قوات الشرطة كانت فى انتظار الغاضبين لمقتل المناضل الكردى بمدافع المياه والغاز المسيل للدموع لتنجح فى تفريقهم بالقوة.


راح إردوغان يعلق على المشهد الدموى بقلب الحقيقة "أعرب عن تعازيي لمقتل السيد إلتشي، والشرطيين الذين سقطا شهيدين، إن هذا الحادث يظهر أن تركيا كانت محقة في معركتها ضد الإرهاب، التى ستستمر حتى النهاية".    


تحول مشهد جنازة طاهر إلى ثورة صامتة ضد الرئيس السفاح الكاذب، وفى حضور 50 ألفا سارت توركان زوجة قتيل الغدر ممسكة بولديها أرين ونازانين، وهى تشعل زفرات المعزين ببكائها الحار، بينما تدثر الجثمان بالعلم التركى وشعار نقابة المحامين.

 

 المشيعون حملوا لافتات كتبوا عليها "لن ننساك" باللغتين التركية والكردية، وعلقوا صورة إلتشي على عربة الجنازة التي انطلقت من مبنى بلدية ديار بكر، بعد نقل الجثمان من مشرحة مستشفى صلاح الدين الأيوبي الحكومى، فى صباح اليوم التالى للجريمة، وقد كتبوا عليها "سفير السلام"، ثم توجهوا به إلى مثواه الأخير في مقابر يني كوي بالمدنية، ليزرعوا على قبره زهور إدانة للقهر والظلم التركى لا تقطف أبدا.



 


 



 



يذكر أن طاهر إلتشي هو رجل قانون من أصل كردي، وناشط سياسي، ولد عام 1966 في بلدة جزرة التابعة لمحافظة شرناق في منطقة جنوب شرق الأناضول، وأنهى فيها دراسته الابتدائية والمتوسطة، ثم تخرج من كلية الحقوق بجامعة دجلة عام 1991. 


عين مسؤولا في نقابة المحاميين بديار بكر في الفترة من 1998 - 2006،  وخلال هذه الفترة درس القانون الجنائي الدولي في الأكاديمية الأوروبية للقانون في ألمانيا، كما شارك في العديد من المؤتمرات المحلية والدولية. 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق