«السترات الصفراء» ترعب أوروبا.. بلجيكا تخفض أسعار البنزين لامتصاص غضب المحتجين

 

في محاولة لتجنب تفاقم أحدث الشغب بالبلاد، استجابت الحكومة البلجيكية للنداءات والاحتجاجات المتكررة ضد رفع سعر الوقود، بعد أيام من المسيرات والتظاهرات في مختلف أرجاء بلجيكا، التي شهدت أعمال شغب وعنف من قبل المحتجين من المواطنين وحركة «السترات الصفراء».

 

وخفضت مديرية الطاقة البلجيكية، سعر البنزين فى محطات الوقود البلجيكية بدءا من يوم الجمعة الماضي، حيث من المقرر أن ينخفض سعر البنزين 95 فى المضخة بـ 3.7 سنت ليبلغ 1.3950 يورو للتر، ومن جهة أخرى يصبح سعر بنزين 98 هو 1.4780 يورو للتر الواحد أي بانخفاض (0.041 يورو).

 

وعانت أكثر من ثلث محطات الوقود في إقليم والونيا البلجيكيي من نقص في الوقود بسبب احتجاجات «السترات الصفراء» في البلاد أيضا، على غرار الجارة الفرنسية، على ارتفاع أسعار الوقود، بحسب ما ذكرته وسائل الإعلام البلجيكية.

 

وشارك المئات من مواطني بلجيكا في أعمال الشغب التي وقعت قرب مدينة نيفيل جنوبي العاصمة بروكسل، احتجاجا على رفع أسعار المحروقات وخاصة البنزين.

 

ووقعت الاشتباكات بين 400 من المشاركين في الاحتجاجات من جهة وقوات الأمن من جهة أخرى بالقرب من المدينة التي يوجد بها أكبر محطة تكرير، وقام المتظاهرون برمي عناصر الشرطة بالزجاجات الحارقة، وحطموا نوافذ السيارات بالقضبان الحديدية.

 

 

ولوحظ أن المشاركين في أعمال الشغب كانوا منظمين، إذ استخدموا مصابيح الليزر وأجبروا مروحية تابعة للأجهزة الأمنية على الابتعاد، وقطعوا الطريق إلى العاصمة بروكسل، وعطلوا سير أكثر من 400 شاحنة.

 

وذكرت القنوات المحلية، أن ما يقرب من 120 من رجال الشرطة وصلوا إلى مكان الاحتجاج، واستخدموا خراطيم المياه لتفريق المتظاهرين، فيما أعلنت السلطات إلقاء القبض على 30 شخصا ممن شاركوا في الشغب.

 

ويؤكد البعض أن الحركة الاحتجاجية انتقلت إلى بلجيكا من فرنسا، فيما يشدد الفرنسيون على أن حركة احتجاجهم على ارتفاع أسعار الوقود فى بلادهم، لا تمت بصلة لما يحدث فى بلجيكا.

 

ونقلت وسائل إعلام، عن أوليفييه نيرينك، المدير الفني للاتحاد البلجيكي للتجارة في الوقود (برافكو)، قوله، إن 400 محطة وقود عانت من نقص في المواد البترولية، ومع ذلك فإن الوضع يمكن أن يتغير من ساعة إلى ساعة، ويعتمد ذلك على التجديد والإفراج عن البنية التحتية.

 

وتابع: «يستمر الاحتجاج في الوقت الراهن، ونحاول التركيز على الحوار لزيادة وعي المحتجين ببعض الحقائق، بما في ذلك الحاجة إلى الوقود لخدمات الطوارئ».. ومع ذلك، لدى برافكو بدائل في حالة النقص الحاد، مثل القدرة على مرافقة الشاحنات لتجديد أو تحرير المخزونات الاستراتيجية. ولكن هذا هو حل آخر نلجأ اليه إذا بقى الحال على ماهو عليه».

 

 

كانت فضائية فرانس 24، قد عرضت  تقريرا عن حركة «السترات الصفراء» التي تهدد بشل الحركة المرورية في  فرنسا، ومطالبها. ويقول التقرير، إن الحركة ولدت في نهاية شهر أكتوبر، على خلفية ارتفاع الرسوم على المحروقات، وانطلقت بعريضة تم إطلاقها في شهر مايو لهذا العام، ثم انتشرت على شبكة الإنترنت من خلال إنشاء عدة صفحات على فيسبوك وموقع إلكتروني خاص بالتظاهر الاحتجاجي.

 

وعبر بعض المتظاهرين عن غضبهم عبر مقاطع فيديو، وفى البداية اكتفت الحكومة بالصمت، قبل أن تطلق حملة لإقناع الناس بأن الرسوم على الوقود سترفع للضرورة البيئية.