«مرور القاهرة» خارج الخدمة... سيارات «الصف الثاني» تؤرق شوارع وسط البلد (صور)

أولت أجهزة محافظة القاهرة خلال الآونة الأخيرة اهتماما بالغا بالمرور، حيث شهدت السنوات الخمس الأخيرة تسليط الضوء على أهم المحاور المرورية في مصر، وبالتحديد بمنطقة وسط القاهرة، والتي تعتبر مفترق طرق لكافة المناطق والأحياء بالعاصمة، وتم التنسيق مع الإدارة العامة للمرور للوصول إلى أفضل النتائج فيها يتعلق بهذا الأمر، وبالفعل تحقق جزء كبير مما تم تخطيطه حتى انتهت تلك الأيام منذ عام ونصف تقريبا.

 

ولكن يبدو أنها لم تنتهي إلى ما كان يطمح إليه محافظ القاهرة الأسبق، الدكتور جلال السعيد، فقد رصدت «صوت الأمة» وقوف السيارات بشكل مخالف بعدد من شوارع وسط البلد وبالتحديد بمنطقة باب اللوق وشارعي شامبليون ومحمد فريد، مما تسبب في زحام شديد بالقرب من المخارج المؤدية إلى ميدان التحرير، حيث اصطف عدد من البلطجية الذين يدعى كل منهم أنه «سايس تبع الحي»، وسط غياب كامل للجهات المسئولة عن تنظيم المرور بهذه الأماكن الحيوية.

 

وهو ما يؤكد أن المشروع لم يكتمل على النحو الذي كان يسعى إليه «السعيد»، الذي كان قد بدأ الأمر عقب توليه حقيبة محافظ القاهرة مباشرة، فقد وضع أزمة المرور بالعاصمة نصب أعينه، وعقد سلسلة من الاجتماعات مع الجهات المختصة بذلك، وتمكن من الوصول إلى عدة نتائج وأسباب للزحام الشديد الذي تشهده الشوارع، حيث تيقن أن وسط القاهرة هي المتسبب الأول للزحام بكافة الأحياء باعتبارها المؤدى الأول إلي كل حي منهم.

 

وعلى الفور شكل عدة لجان من شأنها تحديد أسباب زحام وسط البلد، حيث أعدت تلك اللجان تقريرا توضح فيه أسباب الزحام، وتمثلت في تواجد أعداد كبيرة بالشوارع الحيوية بوسط البلد، بالإضافة إلى زيادة أعداد الكافيهات والمقاهي المخالفة بمحيط المنطقة، أما السبب الأكبر في الزحام هو سيارات «الصف الثاني» والثالث، والتي استباحت الشوارع وتسببت فى الأزمة، وسط غياب كامل للرقابة بهذه المناطق الهامة والحيوية.

 

نسق المحافظ الأسبق مع كافة الجهات المعنية للتخلص من الزحام، حيث اتفق مع الإدارة العامة للمرور على منع ركنات الصف الثانى والثالث نهائياً، وتخصيص سيارة «ونش» فى كل شارع من شوارع وسط البلد لمنع أى سيارة من الوقوف بشكل مخالف «صف ثانى»، وتُدفع غرامة فورية لكل من يخالف هذه التعليمات، ولتدعيم خطته افتتح جراج التحرير لإجبار السيارت على وضع سياراتهم مؤقتاً لها، وتخصيص أتوبيس مجانى لنقلهم من مقر عملهم إلى السيارات، وبالفعل نجحت هذه الخطة وأتت بثمارها.

 

وبعد رحيل الدكتور جلال السعيد عن منصبه، وبالتحديد منذ عام ونصف تقريباً، بدأت أزمة المرور بوسط القاهرة تعود من جديد رويداً رويداً، حتى وصلت إلى ذروتها، فقد عمدت أصحاب السيارات على وضع سياراتهم صف ثانى وثالث بشوارع هامة بوسط القاهرة، مما تسبب فى زحام وهمى بالقرب من شارع شامبليون والشوارع المؤدية إليه، وذلك برعاية مجموعة من البلطجية تقف بشوارع وسط البلد، وتجبر أصحاب السيارات على الوقف بشكل مخالف مقابل دفع مبلغ مالى، ويتم استئجار المكان المخالف بالـ «ساعة».