«قلب ولدي علي حجر».. حكايات من دفاتر قتل الأمهات بـ«أوامر الجن»

السبت، 08 ديسمبر 2018 11:00 ص
«قلب ولدي علي حجر».. حكايات من دفاتر قتل الأمهات بـ«أوامر الجن»
إبراهيم الديب

حملت وتألمت وسهرت لتربي إنسانا صالحا لنفسه ومجتمعه، سهرت الليالي وأفنت العمر في خدمة أولادها، أحلام اليقظة تراودها في كل لحظة، ترسم لها مستقبل هؤلاء الصبية الذين يكبرون أمام عينيها، تتمنى بأن يصبحون أفضل من على وجه الأرض، ماتركت منهم أحدا يواجه مصاعب الحياة وحده.. لكن لم يشفع لها شيئ.
 
 
لم تتخيل الأم أبدا أن تكون نهايتها على يد من كانت سببا في بدايته ووجوده، فحكايات الاعتداء على الأمهات وصلت إلى حد القتل، فبعدما فاضت بحنانها عليهم، أنهوا هم أرواحههن غدرا، بعدما تلبثوا في شكل شياطين الجن، وشهدت الفترة القليلة الماضية، مقتل عددا من الأمهات على يد أولادهن لأسباب كثيرة، منها لإرضاء الزوجة، وأخرى بسبب خلافات عائلية، إلا أن الأكثر غرابة ووحشية تلك التي لقت مصرعها على يد ابنها بأوامر من الجن.
 
 
في محافظة الجيزة كانت تفاصيل الواقعة، لـ«فوزية» تلك العجوز التي تعيش بقرية «أبو غالب» بمركز ومدينة منشأة القناطر، عاشت حياة بسيطة نجحت خلالها في تربية أبنائهم حتى كبروا، وفي لحظة شيطانية هشم نجلها «م. ف. ا. ع»، 35 سنة، رأسها بفأس، معترفا في بداية التحقيقات أنه قتلها تنفيذا لأوامر الجن، وأن هناك نفر منه طلب قتل والداته، وبعد فترة دلت تحريات رجال المباحث أن المتهم يعاني من مرض نفسي واعتقد أن والداته سوف تستحوذ علي الميراث فقام بأنهاء حياتها.
 
 
ومن الجيزة إلى السنبلاوين بالدقهلية، تسللت سموم الزوجة إلى أذني إبراهيم، بائع الخضار، وصاحب الـ30 عاما، توسوس له بأن والدته أضاعت حقه في الميراث، بعدما سجلت شقتها بإسم شقيقته الصغرى، ونتيجة لأحاديث الزوجة، ثار الشاب ولم يشعر بنفسه إلا وهو مقيد والدته بحبل غسيل، تلفظ أنفاسها الأخيرة بعد أن خنقها بمساعدة زوجته، وكشفت تحريات المباحث أن السيدة كانت تعاني عقوق ابنها، وسبق أن طردها منذ أكثر من سنتين، وكانت تعيش على الرصيف أمام مسجد «سوق السمك»، وعندما حاولت ضمان مستقبل ابنتها الصغرى وكتابة الشقة باسمها غضب ابنها وانتزعت الرحمة من قلبه وقام بقتلها.
 
 
كما شهدت قرية «جديدة الهالة» في المنصورة، ضياع حياة الأم والجدة على يد الحفيد بعد نشوب مشادات كلاميه بينهما على إثر خلافات عائلية، فأقدم الشاب على قتلهما معا، والجلوس بجانب جثامينهم حتى تم القبض عليه وضبط السلاح المستخدم في الحادثة وهو عبارة عن «سكين وساطور»، عليهما أثار دماء «أعز الناس»، محاولا إيهام رجال المباحث بأنه يعاني خللا نفسيا، وتم حبسه على ذمة التحقيقات، والتصريح بدفن الجثامين.
 
 
وبمنطقة القلج بمركز القليوبية، استيقظ سكان شارع المدرسة القديمة، على جريمة قتل راحت ضحيتها سيدة في العقد السادس من عمرها على يد نجلها، بعد مشادة كلامية بينهما على إثر خلافاته مع طليقته، فأسرع نحو المطبخ وأمسك بـ«يد الهون»، وهشم رأسها، وبعد ارتكاب الجريمة قرر الانتحار، وقام بإلقاء نفسه من داخل المنور حتى يلحق بها، وتم اكتشاف الجريمة عندما لاحظ أحد قاطني المنطقة المتهم يحاول الهرب، حيث كانت ملابسه ملطخة بالدماء، فهرول مسرعًا نحوه.
 
وبعد تجمع الأهالي وسؤال مالك العقار الذى يقطن بداخله الجاني أخبرهم أنه سقط من المنور، فقاموا بمساعدته للوصول لمسكنه الذى يقيم فيه برفقه والداته، وعند طرق الباب، لم تفتح والدته أو ترد عليهم ما أثار القلق بداخلهم، فبادر أحد شباب المنطقة بالاتصال بالنقطة القريبة من البلدة وأخبرها بالواقعة وفور وصول رجال الشرطة عثروا على جثة والدته على الأرض ورأسها مهشمة تمامًا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق