ألمانيا على طريق حظر الإخوان

الخميس، 13 ديسمبر 2018 01:54 م
ألمانيا على طريق حظر الإخوان
يوسف أيوب

 
إعلان بوركهارد فرايير، رئيس جهاز الاستخبارات في ولاية شمال الراين فيستفاليا بالمانيا أنه على المدى المتوسط سيكون خطر الإخوان المسلمين علىى الديمقراطية الألمانية أكبر مقارنة مع الوسط السلفي الراديكالي الذي يدعم أتباعه تنظيمات إرهابية مثل القاعدة أو "داعش"، لم يكن مفاجئاً لى ولا للمتابعين لنشاط الجماعة الإرهابية فى أوربا وتحديداً ألمانيا التى وفرت للعديد من قياداتها ملاذاً أمنا، لكن الغريب أن يصدر هذا التصريح الأن، وما هى دلالات ذلك، وهل يعنى أن المانيا بدأت عملية تضييق الخناق على الجماعة الإرهابية بعدما تيقنت الخطر الذى يمثله الإخوان على تجربتهم الديمقراطية.
 
بداية أشير إلى الخبر الذى أوردته إذاعة "دويتش فيله" الإلمانية صباح اليوم، والذى يقول أن سلطات الأمن الألمانية تعتبر حركة الإخوان المسلمين على المدى المتوسط أخطر من تنظيم "داعش" الإرهابي والقاعدة على الحياة الديمقراطية في ألمانيا، ونقلت عن تقرير لموقع "فوكوس اونلاين" استنادا إلى مصادر من أجهزة استخبارات ألمانية، قولهم أن الإقبال على منظمات أو مساجد مقربة من الإخوان المسلمين  أصبح ملوسا، خاصة في ولاية شمال الراين فيستفاليا، وأن القلق ينتاب السلطات الأمنية من حصول تأثير كبير من قبل الإخوان المسلمين على المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا، والممثل الرئيسى لشبكة الإخوان المسلمين في ألمانيا هي "الجمعية الإسلامية" في ألمانيا، وهي "جمعية مسجلة" ومقرها كولونيا.
 
ونشر التقرير تقييم الجهاز الأمني للجمعية الإسلامية في ألمانيا بالقول أنهم : " بجهود إقامة نظام اجتماعي وسياسي على أساس الشريعة فهي تخرق النظام الديمقراطي الحر"، وقال بوركهارد فرايير، رئيس جهاز الاستخبارات في ولاية شمال الراين فيستفاليا، أن "الجمعية الإسلامية في ألمانيا وشبكة المنظمات الناشطة تنشد، رغم الادعاءات الرافضة هدف إقامة دولة إسلامية حتى في ألمانيا"، محذراً من أنه على المدى المتوسط  قد يصدر من تأثير الإخوان المسلمين خطر أكبر على الديمقراطية الألمانية مقارنة مع الوسط السلفي الراديكالي الذي يدعم أتباعه تنظيمات إرهابية مثل القاعدة أو "داعش"، كما يفيد جهاز الاستخبارات الألماني أن فروع الإخوان المسلمين تتوفر على "برنامج مدرسي وتكوين شامل للأشخاص المسلمين والمهتمين بالدين من جميع الفئات العمرية"، ويشمل ذلك مؤسسات الجمعية الإسلامية في ألمانيا أو مساجد متعاونة بعديد من المدارس القرآنية.
 
ووفقا للموقع الإلمانى فإنه "من خلال خطب وندوات وعروض مدرسية يتواصل النشطاء من الجمعية الإسلامية في ألمانيا وشركاؤهم مع عشرات آلاف المسلمين لنشر فهمهم المحافظ للقرآن"، كما تقدر السلطات على مستوى ألمانيا دائرة أنصار الإخوان في ألمانيا، حسب "فوكوس" بـ 1000 شخص، مع إمكانية أن يكون العدد أكبر من ذلك، كما يؤكد رئيس جهاز الاستخبارات في الولاية أن "الجمعيات المقربة من الإخوان المسلمين تستقطب بشكل متزايد لاجئين من بلدان عربية لتجنيدهم من أجل أهدافها".
 
إلى هنا أنتهى التقرير الألمانى، الذى لم يأتى لنا بجديد، لكن الجديد فيه أنه يحوى أول أعتراف ألمانى رسمى بخطورة جماعة الإخوان الإرهابية، التى بدأت خلال السنوات الماضية فى التوسع داخل ألمانيا، فإلى جانب ولاية شمال الراين فيستفاليا وولاية بافاريا المذكورة فى التقرير الأمنى، تتوسع الشبكة في شرق ألمانيا، فمنذ منتصف 2016 افتتحت جمعية النفع العام في ولايتي ساكسونيا وبراندنبورغ ثمانية مساجد، كما شيدت مبانى كبيرة يؤكد الأمن الألمانى أن هدفها أستقبال اللاجئين وتعليمهم إيديولوجية وأفكار الإخوان المسلمين.
 
التواجد الإخوانى فى المانيا ليس وليد اليوم، لكنه بدأ منذ فترة، وأخذ عدة أشكال للتحرك، منها مؤسسات رسمية مثل الجمعية الإسلامية، وأخرى غير رسمية من خلال تحركات فردية لأشخاص ينتمون للإخوان، وساعدهم فى ذلك تواجد الجالية التركية الكبير فى ألمانيا، ومهمتهم محاولة جذب منتمين لجاليات عربية وإسلامية لفكر الإخوان، وخلق مراكز قوى داخل المجتمع الإلمانى لتوفير الحماية لهم، وذلك عبر التواصل مع مؤسسات بحثية وإعلامية، والعمل على أن يكون للجماعة تواجد فى هذه المؤسسات، وهو ما يمكن رصده من خلال التواجد والتأثير الإخوانى القوى على الإذاعة الألمانية "دويتش فيله"، التى أتخذت موقفاً منحازاً للإخوان عقب ثورة 230 يونيو فى مصر، وناصرت الدولة المصرية العداء.
 
ورغم التواجد الإخوانى فى ألمانيا وتهديده للتجربة الألمانية منذ سنوات، والتحذيرات التى تلقتها السلطات الألمانية من الخطر الإخوانى، لكن كان لبرلين رأى أخر، وقررت أن تبقى الإخوان على أراضيها، بل تسمح لهم بحرية الحركة ليس فقط على أراضيها وإنما فى كامل أوربا بأعتبار أن عدد كبير منهم يحملون للجنسية الألمانية، إلى أن جاء هذا التحذير الإمنى الذى يبدو أنه سيكون له مردود قوى فى الداخل الألمانى، خاصة فى ظل الجدل المثار حول قضية استقبال اللاجئين، وما يمكن أن يسببه ذلك من مخاطر أمنية.
 
السؤال الآن، هل تلحق ألمانيا بمصر وتقرر حظر جماعة الإخوان وتعتبرها إرهابية، أم تماطل كما ماطلت من قبل؟.. الواقع يؤكد أن أوربا وخاصة ألمانيا تعيش فى الوقت الراهن تغيرات سياسية كبيرة، وربما يكون الوقت مناسب لتضيق الخناق على جماعة الإخوان الإرهابية فى القارة الأوربية، فى ظل إستمرار التهديدات الإرهابية التى تواجهها أوربا، وأتجاه عدد من الأجهزة الأمنية فى أوربا لربط الفكر المتطرف والإرهابى الذى بدأ يسود فى أوربا بجماعة الإخوان، وربما نسمع قريباً عن دول أوربية تأخذ المنحى المصرى تجاه حظر الجماعة الإرهابية.
 
 
  
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق