تراجع أسعار الجنيه لأقل من 1.26 دولار.. زيارة ماي لبروكسل تفشل في إنقاذ الإسترليني

السبت، 15 ديسمبر 2018 12:00 ص
تراجع أسعار الجنيه لأقل من 1.26 دولار.. زيارة ماي لبروكسل تفشل في إنقاذ الإسترليني
رئيسة الوزراء البريطانية - تيريزا ماى

 
هبط الجنيه الاسترليني بأكثر من 0.5% إلى أقل من 1.26 دولار اليوم الجمعة بعد أن عادت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي من زيارة إلى بروكسل حاولت خلالها الحصول على تطمينات من الاتحاد الأوروبي بشأن اتفاقها الخاص بانسحاب بريطانيا.
 
ولم تحقق الزيارة، التي وصفها معارضون بأنها فاشلة، أثرا إيجابيا في سوق العملات، حيث هبط الجنيه الاسترليني إلى أدنى مستوى خلال اليوم عند 1.2591 دولار خلال التعاملات الأوروبية المبكرة.
 
كانت الشرار اشتعلت صيف العام الماضي، حين أعلنت حكومة تيريزا ماي، نجاح استفتاء الخروج من الاتحاد الأوروبي- لمن لا يعلم خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي ليس حربا بين رئيسة الوزراء ومواطنيها بل كان استفتاء- إلا أن ملف «بريكست»، يبدو وأنه كان وما زال مفخخا.
 
عام ونصف.. شهدت خلالها بريطانيا الكثير من الأحداث المتسارعة، فكانت الأيام تمضي بوتير سريعة، دون وجهة، فعلى الرغم من تشبث «ماي»، بدفة القبطان إلا أنها لم تكن تتحكم بها بشكل كامل. لا أحد يعلم هل الأزمة في تعنت الأوروبي ورفضه خروج بريطانيا، ولكن ما كان يظهر جليا في الأفق، هو أن الكثيرين داخل بريطانيا يُحمّلون المسؤولية لرئيسة الحكومة تيريزا ماي.
 
هل أصبحت رئيسة وزراء بريطانيا ضحية؟.. هل هي الجاني على المملكة المتحدة في الخروج من الأوروبي؟.. هل بريطانيا لم تستعد جيدا لملف «بريكست»؟، تساؤلات عديدة أصبحت مطروحة على الساحة، ولكن الأسباب الحقيقية لا تزال مبهمة وغير معلنا بشكل واضح ولكن يبدو أن «ماي»، سوف تحاسب على فاتورة الخروج من الأوروبي، وتتحمل المسؤولية وحدها.
 
يبدو أن «فوضى» جديدة تهيمن على المشهد السياسى فى المملكة المتحدة مع الإعلان عن إجراء نواب حزب المحافظين تصويتا على سحب الثقة من رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماى مساء (الأربعاء)، لرفضهم إدارتها لملف الخروج معتبرين أن ما يحدث «إهانة» لبلادهم. 
 
وقال جراهام برادى، رئيس ما يعرف باسم لجنة (1922) فى الحزب تجاوز الحد اللازم لإجراء الاقتراع. وأضاف أن اقتراعا سيجرى بين الساعة 6 و8 مساء الأربعاء فى مجلس العموم وستعلن النتائج فى أقرب وقت ممكن.
 
ولكن من يخلف ماى، حال انتهى الوضع بسحب الثقة من تيريزا ماى، رئيسة حزب المحافظين، ورئيسة الوزراء. ووضعت صحيفة "الجارديان" البريطانية قائمة بمرشحين محتملين يمكن أن يستأنفوا مسيرة الخروج من الاتحاد الأوروبي أبرزهم: 
 
دومينيك راب
 
قالت الصحيفة، إن وزير بريكست السابق تجاوز كثيرا من منافسيه ليصبح الخيار الأول للعديد من المتشككين فى فكرة الاتحاد الأوروبى، معتبرة أن مصداقيته ربما تكون أعلى من سلفه ديفيد ديفيس حيث أن الأخير كانت لديه علاقة أكثر نشاطا مع بروكسل، فضلا عن أنه قاتل حتى النهاية دفاعا عن وجهة نظره واستقال عندما اعتقد أن صوته ليس مسموعا، وبالفعل كانت لاستقالته أبلغ الأثر على تراجع موقف تيريزا ماى بين الكثير من مؤيدى الخروج. 
 
وأضافت الصحيفة، أنه لم يؤيد أى تحدى لقيادة ماى. وربما أكثر ما يميزه أمام الراغبين فى الخروج هو أنه «مؤمن حقيقى» بفكرة الخروج، وينظر إليه أيضا على أنه من الجيل الجديد من أعضاء حزب المحافظين الذين لديهم سجل أخف من سجلات قدامى الأعضاء فى مجلس الوزراء.
 
بوريس جونسون
 
وأضافت «الجارديان»، أن اسم جونسون تردد كثيرا منذ فترة، كأحد أبرز المرشحين لخلافة ماى. ولكن بصرف النظر عن إدانته الفورية لصفقتها المتعلقة بالخروج يوم الإعلان عنها، إلا أنه أبقى نفسه بعيدا عن الزخم الخاص بالتآمر ضدها. 
 
ورغم أن بوريس لديه حلفاء داخل الحزب ممن يعتقدون أن سياسة الحزب هى التى يجب أن تتغير وليس فقط رئيسه أو رئيس الوزراء، إلا أنه إذا نجح، فسيؤدى ذلك إلى انقسام حاد فى صفوف الحزب المنقسم بالأساس، حتى أن عدد من النواب المؤيدين لأوروبا أكدوا أنهم سيجدون ذلك مقيتا لدرجة أنهم سيتركون الحزب إذا فاز.
 
مايكل جوف
 
وأوضحت الصحيفة أن جوف لديه قاعدة من المتابعين المخلصين بين أعضاء البرلمان، ولكن قرار بقاءه فى حكومة ماى أثر على سمعته لأن البعض نظر إليه باعتباره خيانة لجونسون للوصول إلى القيادة.
 
وقيل إن العديد من الحلفاء والمساعدين نصحه بالاستقالة من الحكومة، لكنه قرر البقاء داخل الخيمة والضغط من أجل التغيير من الداخل. وتتوقف حظوظه إلى حد كبير على ما إذا كان يعاقب على بقاءه مخلصا أو مكافأته من قبل حزب المحافظين الوسطى الذين يدركون أنه حاول تنفيذ الصفقة.

أمبر رود
 
وأضافت «الجارديان» أن أمبر رود احتلت القائمة كذلك، حيث أنها مرشحة مفضلة لمعسكر البقاء داخل الاتحاد الأوروبى وأعضاء حزب المحافظين المعتدلين فى جناح يمين الوسط. 
 
وهي على الأرجح ستكون مرشح «وقف بوريس»، وهذا من شأنه أن يصب فى مصلحتها. ولكن لديها العديد من الأشياء التي تتعارض معها، حيث ربما تكون هدفا سهلا لهجمات حزب العمال بسبب أدائها في وزارة الداخلية.
 
جريمي هانت
 
من الواضح أن هانت يطمح إلى المنصب، ويمكن أن ينتهى به الأمر ليكون اختيارا آمنا لنواب حزب المحافظين كوزير لديه خبرة. ورغم أنه دعم حملة البقاء، إلا أنه أصبح مناديا صريحا وقويا بالخروج وقام بتدخلات قوية متعددة فى الحكومة.
 
وأضافت الصحيفة أن هانت يتمتع بقدرة رائعة على النجاة من الفضائح المدمرة، بما فى ذلك خلال فترة عمله كوزير للصحة حيث صمد أمام العديد من الأزمات الشتوية فى خدمة الصحة الوطنية وإضرابات الأطباء المبتدئين. قد يكون قادرا على السير على حبل البهلوان بين المتسابقين والباقين للفوز فى المسابقة، لكنه من غير المرجح أن يطلق النار على العديد من الأتباع، بحسب الصحيفة. 
 
ومن ناحية أخرى، وصفت صحيفة «الجارديان» البريطانية، الوضع السياسى فى المملكة المتحدة بعد الإعلان عن إجراء نواب حزب المحافظين تصويتا على سحب الثقة من رئيسة وزراء بريطانيا، تيريزا ماى مساء الأربعاء، بالفوضى، وقالت إن عملية خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبى تغرق فى حالة من الفوضى والبلبلة، معتبرة أن القرار يعكس عدم ثقة أعضاء الحزب فى رئيسة الوزراء ولا يريدونها أن تستأنف التفاوض على «البريكست». 
 
فى بيان صحفى، قال: «تم تجاوز عتبة الـ 15% اللازمة لإجراء التصويت على سحب الثقة من زعيم حزب المحافظين. وستحتاج رئيسة الوزراء الآن إلى دعم ما لا يقل عن 158 نائبا من أعضاء البرلمان ليتمكنوا من مواجهة تحدى المنادين بالخروج، ومن ثم سيكون موقفها آمنا لمدة 12 شهرا. ومع ذلك، يمكن لرئيسة الوزراء أن تقرر الاستقالة إذا كانت الأصوات ضدها أقل من الحد الأدنى للإطاحة بها، ولكنها مهمة بدرجة كافية. 

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة