"نحمدو سائقة الميكروباص".. لها من اسمها نصيب

السبت، 15 ديسمبر 2018 11:00 ص
"نحمدو سائقة الميكروباص".. لها من اسمها نصيب
كتب| أحمد قنديل

"ارتدي ملابسي، ثم أؤدي الفجر بحمد لله، ثم اتجه لسيارة نقل الركاب التي أعمل عليها في السادسة صباحًا وأذهب بها إلى العاصمة الإدارية، وحسب رزق الله أقرر واجهة عملي، وظروف إصابتي بالبرد   لم تكن جيدة ونحمد الله على هذا، لذا قررت أن أعمل يومًا طويلًا لمدة 12 ساعة بمشيئة الله لأعوض خسارتي، حتى قابلت السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي".. بهذه العبارات حكت السيدة "نحمدو" يومها خلال حديثها مع إحدى الفضائيات أثناء استضافتها للحديث عن تكريم الرئيس لها بعدما شاهدها وهي تمارس عملها في قيادة (الميكروباص) خلال جولته لتفقد المشروعات القومية بالعاصمة الإدارية.

لا شك أن السيدة "نحمدو" قدمت نموذجًا ملهمًا لدى الجميع، لما تضمنته قصتها من نموذج للكفاح، فهذه المصرية الأصيلة رفضت الاستسلام للظروف، وقررت الخروج للبحث عن لقمة عيش لها ولأبنائها متحدية الظروف الصعبة، ولأن هدفها كان واضحاً أمامها، هو لقمة العيش الحلال، رفضت الخضوع لمآسي الحياة لترسخ أسمى القيم الإنسانية، فصبرت كثيرًا على معاناتها وحفزت نفسها بالعزيمة والإصرار.

ورغم أن هناك الكثير من المبادئ الطيبة التي توحي بها حكاية السيدة، إلا أن هناك أمر بارز يلفت انتباه أي شخص، فخلال لقاء السيدة "نحمدو"، بإحدى الفضائيات، يستطيع أي شخص يسمع بحديثها أن يعلم جيدًا، أنها تتحلى بأطيب الصفات، ألا وهي "الرضا"، فلا يوجد جملة تنطق بها "نحمدو" إلا وتتعمد ختامها بالحمد والشكر لله، حتى وأن كانت سياق العبارات يعبر عن مأساة، فـ"نحمدو".. ليس فقط اسمها وإنما هو أيضًا صفتها، فطالما شكرت الله على نعمته واختباراته لها.

أمر أخر في حكاية السيدة "نحمدو" يدل كثيرًا عن رضاها بما يقسمه الله لها، فأكدت خلال تصريحات تليفزيونية أنها عندما سئلت عن ما ترغبه في حياتها لم تطلب شيئًا سوى أن يتم التسهيل لها في إجراءات شراء سيارة بدون مقدم حتى تستطيع العمل عليها، فعلى على رغم معرفتها أنها تخاطب رئيس الجمهورية مباشرة، إلا أنها لم تطلب سوى هذا، ما يؤكد نيتها في السير في سبيل كفاحها.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق