صلاح فضل: تجديد الخطاب الديني ليس سهلا.. ومشايخ الأزهر لن يقوموا به (حوار)

السبت، 15 ديسمبر 2018 04:00 م
صلاح فضل: تجديد الخطاب الديني ليس سهلا.. ومشايخ الأزهر لن يقوموا به (حوار)
الدكتور صلاح فضل
رباب الحكيم

 
- تجديد الخطاب ليس سهلا ومشايخ الأزهر لن يقوموا به.. يجب معاقبة المحرض على القتل بنفس عقاب القاتل

- بعد قطع التمويل عن السلفيين لم يعد أحد يسمع لهم صوتا.. والمجتمع المصرى لم يبرأ بعد من الأفكار الإخوانية

- من الضرورى أن يتم فورا حل الأحزاب الدينية.. والإرهاب المعاصر صناعة المخابرات العالمية
 
انتشر فى الأونة الآخيرة الحديث عن قضية تجديد الخطاب الدينى فى محاولة من المتخصصين لمواجهة الأفكار المتشددة المنحرفة وحماية الشباب وضمان عدم انزلاقهم نحو الجماعات المتطرفة والتنظيمات المسلحة التى استفحل أمرها. وكان الناقد الكبير الدكتور صلاح فضل قد أسهم فى تلك المعركة بكتابه المهم «وثائق الأزهر ما ظهر منها وما بطن» فقد قدم من خلال كتابه قراءته لمجمل معركة تجديد الخطاب الدينى.. وفى حوارنا معه كشف الدكتور فضل عن العديد من الأسباب التى تقف خلف التطرف والإرهاب.
 
هل نجحت هيئة كبار العلماء فى تفكيك الأفكار المتطرفة والمتشددة؟
 
- غلب على هيئة كبار العلماء طابع التقليد والتيار المحافظ والسلفية، وهذا يرجع لتشكيلتهم الفكرية التقليدية، فأنا عاشرتهم وناقشتهم فى كثير من المسائل الفقهية. 

هل بالفعل يوجد فى عصرنا الراهن مجدد أم أن التقليد هو السائد؟
 
- الناس لا تجد فى أنفسها الكفاءة للتجديد والاجتهاد الحسن، فالتقليد هو السائد، لذا يسهل على الجماعات المتطرفة أن تختطف العقل الدينى، وتزعم الاجتهاد، ولكن للأسف هو اجتهاد من منطلق مغلوط سيئ فيتسبب تأويلهم للنصوص المقدسة فى إضاعة مقاصد الدين، ليخدم الهوى السياسى، كما ينفذ خطط شبكة القوى الداخلية والخارجية الذين على صلة بهم، لتعزيز منافعهم، لذا تسببوا بضرر للدين بتشويه صورته السليمة. 

هل خطة تجديد الخطاب الدينى مفعلة بشكل جيد أم تحتاج لإعادة تخطيط مرة ثانية؟
 
- خطة تجديد الخطاب الدينى تحتاج لبرنامج منظم، فهذا البرنامج دعوت إليه كثيرا، المتمثل فى ثلاثة أمور، أولها ثورة تشريعية تلغى فيها قانون ازدرياء الأديان، وتشريع قانون لمعاقبة من يشيع الأخبار الكاذبة، كذلك تشريع قانون لمعاقبة الذين يطلقون أحكاما تكفيرية على الخلق. 
 
ثانيا.. إدخال مكتبات فكرية راقية وتنويرية داخل المساجد الكبرى وتعيين الأئمة أمناء لها، مع مراعاة اختيار نوعية الكتب بطريقة تضمن تغيير تفكير أئمة المساجد. 
 
ثالثا.. توحيد التعليم الأساسى وصبغه بالصبغة الدينية وتخصيص شعبة للدراسات الدينية بجانب الشعبتين العلمية والأدبية، بحيث من يدخل الشعبة الدينية يلتحق بالكليات الدينية. 

 هل أقطار الأزهر يقومون بواجبهم تجاه الأزهر والإسلام وأهله ويتحركون على أرضية ثابتة فى مسائل الأمة؟ 
 
- انا لا أتحدث عن أفراد، إلا أننى ألتمس لهم العذر باعتبارهم على رأس مؤسسات تفرض نظامها وطابعها عليهم، فليس من السهل تغييرها، لذا لا أتوقع منهم شيئا جوهريا. 

 يختلط معنى الخطاب والفكر الدينى عند الكثيرين، فما توضيحك للمعنى؟ 
 
- الفكر كلمة أعم وأشمل من الخطاب، حيث تنطبق على كل ما يتعلق ويرتبط بالدين، كما تضمن كل ما يفكر فيه أو يكتبه المشتغلون بالشأن الدينى المتمثلة فى اجتهادات الفقهاء بتفسيرهم وتأويلهم لنصوص القرآن والسنة النبوية بأوقات مختلفة والمتضمنة بكتب الأصول الفقه. 
 
أما مصطلح الخطاب فأكثر تحديدا فى زمان محدد ومكان معين عن الأمر الدينى.

 هل بالعصر الحالى هناك محاولات لتجديد الخطاب أم هى محاولات محمودة من الاجتهادات؟ 
 
- تجديد الخطاب ليس أمرا سهلا، بل إنه فى غاية الصعوبة يحتاج لعدة شروط ليس بوسع المشتغلين بأمور الدين أن يكونوا مجددين، حيث انهم لا يملكون أى قدرات تؤهلهم وتصنيفهم من المجددين، فالشائع عندهم التقليد الأعمى الخالى من أى تصرف عقلانى، لذا يندر أن ينبت من بينهم مجددون دائما يأتى الاجتهاد من ظاهرة أخرى بعيدة عن الحقل الدينى. 
 

 هل يوجد على الساحة العربية من لديه سمات المجدد؟
- أكثر الناس كفاءة لتجديد الخطاب الدينى المشتغلين بالفلسفة والأدب والقانون لطبيعة عملهم ودراستهم، الا أنهم قلة ممن يعتبر من المجددين، لذا لا أتوقع أن يتكون بهم تيار للتجديد، فلا يلبثون بالتجديد طويلا، كما أنهم ينصرفون عنه لوعورته، وعدم يقينهم فى صوابهم بهذا الاتجاه، كما يطغى عليهم الخوف من الاقتراب والتعمق فى مقدسات الفكر الدينى وتأويلها بعمق. 

 القانون المصرى لماذا لا يفعل؟
 
- هذا ما أنادى به أن يكون عقاب المحرض على القتل هو نفس عقاب القاتل.

 هل يتحقق المطلوب من دعاوى تجديد الخطاب الدينى، فى حالة قيادة الثقافة لعلماء الدين؟ 
 
- الثقافة أشمل وأعم فى حياة الإنسان ولا تتعارض مع الدين، بل بالعكس على المشتغل بالعلوم الدين أن يتحصن بقدر من المعرفة بجميع الفروع العلمية، لأنه كثير الاحتجاج بها، ودائما ينطق برأى الدين بتلك المجالات، لذا لا أقر أن هناك رجل دين، بل هناك عالم بالدين أو جاهل به. 
ولسوء الحظ أن الأغلبية من المشتغلين بالدين ليس علماء ولا يفقهون شيئا بالدين ولا الدنيا، فليس كل من ارتدى العمامة أصبح عالما بالدين، حيث إن معظمهم جهلاء بالدين. 

 لماذا لا تفعل وثيقة تجديد الخطاب الدينى الخاصة بالمساواة وحقوق المرأة فى مصر، كما اتخذت تونس مبادرة فى مساواة الرجل والمرأة بجميع الحقوق؟
 
- للأسف المشتغلون بالفكر الدينى سلفيون وتقليديون ولا يريدون إعمال عقولهم وخبراتهم على حسب طبيعة المجتمعات المعاصرة، فإن كانت تونس قد سبقت مصر، انطلاقا من الأحكام الشخصية المتمثلة فى تحريم الزواج من اثنتين إلا عند الضرورة القصوى، وتحريم الطلاق الشفوى، فمصر بحاجة لتطبيق تلك القوانين، أما بالنسبة لقانون الميراث فيحتاج لتفكير عميق واجتهاد فى بنية المجتمع المصرى من حيث حالته الاقتصادية والاجتماعية، فالأولى من تطبيق شريعة الميراث بالصعيد والحرص أن تأخذ المرأة الصعيدية حقها المنزوع منها بدلا من المطالبة بالمساواة فى الميراث. 

ما رأيك فى مسألة الحجاب والنقاب خاصة بعد ظهور دعوات بحظر النقاب؟
 
- كل ما يتعلق بالزى مرتبط بالأعراف والتقاليد وطبيعة المجتمعات الجغرافية، ففى مجتمع شبه الجزيرة العربية الذى شهد مولد الاسلام بطبيعتها الحارة والرياح الرملية، اتصفت ملابس الرجال والنساء بستر الجسم والرأس حتى الوجه، لحماية أنفسهم من وعورة المناخ. 
 
ويسرد عن الخليفة عمر بن الخطاب انه قابل جارية أبى بكر بشوارع المدينة تغطى شعرها، فضربها وقال لها أتتشبهين بالحرائر، فالإسلام فرض على الجوارى كشف شعرهن، لأنه يدخل فى ثمنها، ومنذ حركة هدى شعراوى فى بداية القرن العشرين، اتفق الناس بما فيهم علماء الأزهر على وضع الملائم للمرأة المتمثل بكشف شعرها ووجهها، الا أن جاءت حركات الإسلام السياسى الإخوان والحركة الوهابية لفرض سيطرتها على المسلمين فى شكل لباسهن لم يكن من أجل حبهم للدين، بل لرفع شعارات الوهابية، لذا بدأت خططهم فى اعطاء الفنانات أموالا وحثهن على ارتداء الحجاب. 
 
ويعد الحجاب ظاهرة سياسية شكلية لا تتعلق بالدين، لأن المرأة الكاشفة شعرها لا تخرج من الإسلام، فالأهم من الحديث عن لباس المرأة الاهتمام بعقلها، لإخراج المجتمعات الاسلامية نساء علامات فقهاء. 

 هل تصبح المرأة المصرية حتى وإن كان مسيحية رئيسة للجمهورية؟ 
 
- ولمَ لا، حيث إن المرأة المصرية بأى معتنق دينى تعتنقه تملك القدرة والكفاءة على تولى المهام الصعبة، فلعل امرأة رئيسة تكون حنونة على الناس وأقل نزوعا لديكتاتورية من النوع الذكورى، فنحن بحاجة للأيدى الناعمة. 

 هل فصل الدين عن الحكم «العلمانية» هو الحل للتخلص من جماعات الإسلام السياسى؟
 
- لا أحب استخدام مصطلح العلمانية، لأنه للأسف فهم خطأ، حيث أصبح مصطلحا مشوها، فغاب المعنى الحقيقى له الذى يعنى فصل الدين عن الحكم، فليس بإمكان أحد أن يحكم باسم الله فالإنسان يخطئ ويصيب فى الحكم، فالدين خارج اللعبة السياسية.
 
عندما ربطت الجماعات المتشددة السلطة بالدين، أحلوا تكفير وقتل كل من يخالف رأيهم، لذا لا بد من التخلص منهم، لأنها إفساد للدين وللدولة. 
 
تحقق فصل الدين عن الحكم بشكل نسبى على المستوى السياسى، لكن فى المستوى الشعبى لم يحقق، فخضع الشعب المصرى لمقولات التيارات الإسلامية المتشددة وتركها تستفحل، لكن دائما الإنسان المصرى معتدل بطبيعته، فمصر تفسر الأديان على هواها وبمزاجها. 
 
ويتمثل الإنسان المصرى بشارع الهرم المحتوى على مسجد بجانب كباريه، فتنطبق عليه «دع مال لله لله ومال قيصر لقيصر»، كذلك مقولة «ساعة لقلبك وساعة لربك» فالتقوى المفروضة تؤدى لتطرف، كذلك الجنون الهائل يصل لتطرف أيضا، فالجمع بينهما بلحظة واحدة هى لعبة المصريين.

 هل الإرهاب صناعة سياسية أم دينية؟
 
- أصبحت الحقائق تكتشف يوما بعد يوما، فالإرهاب بذرته الأولى الجهل، وضيق الأفق والضعف الدينى، وهشاشة الشخصية المفتقرة لتربية الدينية الحقة، لذا يسهل التلاعب بها. 
 
وأما الإرهاب المعاصر فهو صناعة المخابرات العالمية للدول الكبرى منذ التسعينات القرن الماضى وحتى الآن فتلك الدول تقوم بمساعدة الجماعات الإسلام السياسى، لذا تسلحهم وتدربهم، فالإنسان الجاهل وفاقد الوعى الدينى ينخرط فى تياراتهم ومشروعاتهم. 

هل تعافت مصر بشكل كلى من فكر الاخوان؟ 
 
- الإخوان افاعى تصمت وتختبئ للقفز على السلطة، فمصر لم تتعاف بشكل كلى منهم، ولا يتحقق ذلك الا من خلال إصلاح التعليم، كذلك أن يحدث تقارب بين الطبقات الاجتماعية والعمل على اختفاء الغنى الفاحش والفقر، وتحقيق العدل الاجتماعى وإتاحة الحريات والديمقراطية والوصول لدرجة نضج للاقتصاد المصرى، فكلما حدث هذا على أرض الواقع كلما قل خطر التطرف والتشدد بمصر.

 كيف ترى مشروع حسن البنا؟ 
 
- عندما تكون الدعاوى تتعلق بشأن الدعوة فقط، باعتبارها وسيلة لنشر التسامح الأخلاقى والاهتمام بجانب الروحى فى الدين فهذا محبب، أما عندما ترتبط بالسلطة والتحكم فى حياة الناس، فتصبح حركة سياسية فاشية وعنيفة، لذا خرجت جميع التنظيمات الإرهابية من رحم جماعة الإخوان المسلمين، ومن يقول غير ذلك لا يعرف تاريخ الإخوان.

 كيف ترى فكر ابن تيمية وابن حنبل ومحمد بن عبدالوهاب من الإسلام؟ 
 
- كل هؤلاء دعاة ينتمون لعصورهم وزمانهم، كذلك كل ما افتوا به خاضع لظروف زمانهم، فلا تعتبر آراؤهم نموذجا يحتذى بتطبيقه فى حياتنا اليوم.

 لماذا لا يكفر الأزهر الدواعش، حتى الآن؟ 
 
- الأزهر مازال يتمسك بعدم تكفير أحد من الدين الإسلامى، فالدواعش جاهلة مستغلون من الدول الأجنبية لتحقيق أهدافهم، لذا نفخوا اللون الإسلامى بصناعتهم الجاهلة بالشرائع الإسلامية الصحيحة وفهمهم المنحرف. 

 هل يظهر السلفيون على الساحة السياسية والشعبية بلون مختلف عما سبق؟
 
- السلفيون جبناء يختبئون بجحورهم، ولا يمارسون العنف إلا إذا دفعوا إليه، فقد أدركت دول الخليج والسعودية خطرهم على أنفسهم وغيرهم، لذا منعوا تمويلهم ودعمهم، فنادرا ما تجد صوتا سلفيا يرتفع بالساحة الآن. 

 كيف نتخلص من الجماعات المتشددة والمتطرفة؟ 
 
- بإصدار قرار جمهورى فورا بحل أى حزب دينى، وتفعيل القوانين على كل من يستخدم خطاب الكراهية والتحريض على القتل، ومعاداة الأقباط، والتحريض على اضطهادهم.
 
وبجانب المعالجة الأمنية لا بد من الأخذ بالمعالجة الفكرية والثقافية، لتحقيق النهضة العلمية والتعليمة والعمل على دمج التعليم الدينى فى المدنى، والعناية القصوى بالتربية الدينية الأخلاقية والتشكيل الثقافى للشباب.

 هل الفتاوى الخارجة عن اطار العقل كإرضاع الكبير ونكاح الميتة.. تعد سببا من ضمن الأسباب فى ظهور التطرف والتشدد الفكري؟
 
- الغباء والجهل والتخلف وتوقف أعمال العقل تقف وراء تلك الفتاوى البعيدة عن صحيح الإسلام، كما تعد نقاطا سوداء فى تعطيل خطط تجديد الخطاب الدينى، فيما يثير سخرية الجاهلين عن الإسلام ويسيء للإسلام.
 
  ما أسباب مخاوف الغرب من المسلمين؟ 
 
- مخاوف أوروبا أو ما يعرف باسم الإسلامو فوبيا له ما يبرره من أحداث، أما بالنسبة لطرد الأئمة من إسبانيا يرجع لعقليتهم المتأخرة، فهم سلفيون فى تفكيرهم، فأنا أعلم جيدا الحالة الإسبانية عندما كنت مستشارا ثقافيا لمصر ومديرا لمعهد الدراسات الإسلامية - الذى يعد أكبر مركز إسلامى بمدريد أنشئ عندما كنت هناك منذ أربعين عاما- وكان الدعاة من الوهابيين، فبعض المغاربة اعتنقوا المذهب الوهابى، لذا لا بد أن يتغير كل ذلك الفترة القادمة. 

 فى رأيك أى الدول العربية المتبعة لأسباب التعافى من التطرف الفكري؟
 
- مفترض أن تكون مصر السابقة للتنوير وفى مجال الحرية الفكرية، والتخلص من التطرف الفكرى باعتبارها الرائدة، الا أنها متراجعة، فنجد تونس سابقة إلى حد كبير الدول العربية فى مجال التنوير والحراك الثقافى وقانون الأحوال الشخصية الميراث، تليها المغرب برغم من أنها ما زالت مقيدة بالفكر التقليدى المالكى. 

 أعدت المغرب حملة تحت مسمى «مجالس الأحاديث»، لتنقية الأحاديث، فهل تعد خطوة هامة لتجديد الخطاب الديني؟ 
 
- نعم تنقية الأحاديث ضرورة، لكن ليس من شأن العوام بل من مهام المختصين، المشكلة ليست بالأحاديث بل فى الوعاظ الجهلاء وتأويلهم للنصوص المقدسة المختلفة مع تغيير الزمان والمكان. 

 لماذا لا تفعل وثيقة حرية الإبداع والفن وما زال هناك تصدر لفتاوى تحرم الرسم والإبداع؟
 
- كل من يصدر فتاوى تحرم الفن باعتباره يتعارض مع الدين يعبر عن جهله بالفهم الصحيح للدين، فالقرآن تتمثل معجزته فى بلاغته وقوته الفنية، أما بالنسبة لتحريم فن النحت خاصة فى العهود المتتالية لنزول الإسلام بمثابة أحكام وقائية من عبادة الأصنام المتغلبة على أهل الجزيرة العربية وخوفا من عودة الناس اليها. 
 
أما فن النحت بالوضع الراهن لا يحرم لأنه يقوم بأهداف تذكيرية، أما بالنسبة للفتوى التى تحرم الرسم باعتباره منافسة للخالق، فمن يفكر من هذا المنطلق المظلم ويتخلف عن جوهر الإسلام، لأن رسم لوحة جميلة بمثابة تسبيح باسم خالق الجمال باعتبار قدرة وإبداع الله تتجلى فى بيان عظمة إبداع الله لعبقرية الإنسان، حيث إن الفنان يتعبد بالفن، وأيضا الرسام والنحات والشاعر والقصاص يتعبد ويشكر خالقه بممارسة موهبته فى تصور الجمال والإبداع تعبيرا عن عظمة الله. 

 هل يعد تمثيل الأنبياء من المحرمات؟
 
- يرجع الحكم للغرض التمثيلى المتمثل فى التمجيد أم السخرية، لذا فإن ما ينبغى تحريمه هو السخرية أو أى انتقاص من قيمة الأنبياء والرموز الدينية.

هل الصوفية الاتجاه الأوحد لمواجهة فكر التيارات المتشددة؟ 
 
- إطلاقا.. هو أحد المسارات الدينية التى اتخذتها موجات التدين الشعبى وموجات التدين الفنى، لأن الصوفية تياران، تيار يتكون من الشعراء والمفكرين، والآخر شعبى يتخذ من التجمع والرقص عبادة وذكر، كما تعتبر الصوفية ظاهرة «فلكلورية»، فلا بئس بها ولكنها ليست الطريقة المثلى لمواجهة التيار الإسلام السياسى.
 
فمواجهة تلك التيارات المتشددة يكون بحرمانهم من النشاط السياسى كما نص القانون المصرى على منع أى حزب برفع شعارات دينية والتحريض على الكراهية.

 هناك من يدعو للفكر المعتزلى على اعتقاد أنه الحل للأزمة الفكرية والعمل على مواجهة الفكر المتشدد؟
 
- المعتزلة جزء من التاريخ الفكرى، ومحاولة بعثه الآن لا جدوى منه ولا خير فيه، لأن الواقع الراهن لا يشغله ما شغل به المعتزلة، فلا حاجة إلينا للتفكير بقضايا خلق القرآن والصفات الإلهية والجبر والاختيار هذه قضايا انتهت الآن. 
 
ويتمثل الحل لمواجهة الفكر المتشدد فى الفكر العقلانى الرشيد المعاصر، فلم يصح التعلق بمسميات ليس لها فاعليتها الا فى عصوره.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة