حتى يكتمل العرس الأفريقي

السبت، 15 ديسمبر 2018 03:33 م
حتى يكتمل العرس الأفريقي
عادل السنهورى يكتب:

 
أحاديث كثيرة دارت خلال الشهر الجارى حول إمكانية استضافة مصر لبطولة كأس الأمم الأفريقية 2019 فى النسخة الثانية والثلاثين من البطولة الأولى لكرة القدم فى أفريقيا بعد أن قرر الاتحاد الأفريقى لكرة القدم - الكاف - فى نهاية نوفمبر الماضى سحب الاستضافة من الكاميرون التى فازت بشرف تنظيم الدورة فى 2014 بالقاهرة لعدم جاهزية ملاعبها، وحتى الآن لم يتم تحديد الدولة التى ستستضيف البطولة بدلا منها، وإن كانت هناك ترشيحات بتنظيم البطولة فى المغرب الشقيق فى الفترة ما بين 15 يونيو و13 يوليو المقبل.
 
آراء كثيرة رشحت مصر واقترحت على المسئولين استضافة هذه الدورة التى يشارك فيها لأول مرة 24 منتخبا وفقا لقرار الاتحاد الأفريقى فى 20 يوليو 2017 فى الرباط.. فهل تستضيف مصر البطولة؟
 
الاقتراح له وجاهته وأسبابه أيضا وأتفق معه تماما.. فمصر خلال السنوات الأخيرة وتحديدا منذ عام 2014 عادت من جديد وبقوة إلى أحضان قارتها السمراء واستعادت دورها القيادى والريادى وتعددت الزيارات الرئاسية لدول القارة ونشطت الدبلوماسية المصرية بصورة كبيرة واستضافت القاهرة أكثر من فعالية أفريقية، وكان أهمها مؤتمر التجمعات الأفريقية الاقتصادية الثلاثة وزار مصر العديد من رؤساء الدول الأفريقية، وبدأت الاستثمارات المصرية فى التدفق لدول القارة السمراء حتى بلغت نحو 10 مليارات دولار.. وشهدت العلاقات المصرية الأفريقية توهجا وزخما كبيرا أعاد للذاكرة الجمعية المصرية وهجها فى الخمسينيات والستينيات.
 
الرئيس السيسى تعددت زياراته إلى دول أفريقيا حتى تجاوزت زيارات أى رئيس مصرى سابق.. والحضور المصرى فى كل الفعاليات السياسية والاقتصادية والثقافية كان - وما زال - لافتا ومميزا وبمستوى تمثيلى رفيع المستوى بعد أن كان فى السابق مثار غضب وحسرة من الأشقاء الأفارقة الذين تساءلوا دائما عن سر غياب مصر ومحاولات أطراف أخرى مثل إسرائيل وتركيا وحتى قطر ملء الفراغ السياسى الذى تركته القاهرة منذ التسعينيات وربما قبلها.
 
ما يعزز اقتراح ومطالبة الجهات المسئولة باستضافة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم هذه الأيام هو استمرار العرس الأفريقى.. عرس حضور الوجوه السمراء للأرض المصرية، فخلال الأسبوع الماضى انعقد منتدى «أفريقيا 2018» بحضور عدد من رؤساء ورؤساء وزراء الدول الأفريقية والاتحاد الأفريقى ورواد الأعمال من شباب القارة السمراء.. ويوم الثلاثاء الماضى افتتح الدكتور مصطفى مدبولى رئيس الوزراء، المعرض الأفريقى الأول للتجارة البينية والذى يستمر أسبوعا كاملا.
 
إذن هى أيام وليالى أفريقيا فى مصر.. وهى من أحب الأيام للأشقاء الأفارقة الذين يقدرون لمصر دورها فى تحرر دولهم ودعمها منذ أيام الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، وما زالت هناك شوارع وميادين تحمل اسمه فى غالبية دول القارة.
 
بالتالى فاستضافة مصر للبطولة هو استكمال واستمرار للعرس الأفريقى فى مصر، ويتواكب أيضا مع تولى مصر والرئيس عبدالفتاح السيسى لرئاسة الاتحاد الأفريقى فى يناير المقبل.
 
قد يرى البعض أن المغرب الشقيق أكثر جاهزية لاستضافة البطولة.. لكن هذا لا يمنع من التقدم بطلب الاستضافة من القاهرة حتى لو كان بالمشاركة مع المغرب وتقاسم مجموعات البطولة معه، خاصة أن هناك 24 فريقا سوف تشارك فى الدورة الحالية لأول مرة.. فهل يلقى الطلب والاقتراح صدى إيجابيا لدى وزارة الشباب والرياضة والجهات المعنية فى مصر.. نتمنى ذلك. 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق