حفاظاً على إكسير الحياة.. ننشر خطة الحكومة لترشيد استهلاك المياه

الأحد، 16 ديسمبر 2018 11:00 ص
حفاظاً على إكسير الحياة.. ننشر خطة الحكومة لترشيد استهلاك المياه
الدكتور محمد عبد العاطي وزير الموارد المائية والري
كتب ــ محمد أبو النور

 

الإسراف والتبذير في استخدام واستهلاك المياه، هو صورة مذمومة من صور الإسراف عموماً، التي حذّر منها القرآن الكريم والسُنّة النبوية المطهرتين، كما شرّعت لها الأمم والدول والحكومات، القوانين التي تحد من جنوح الأفراد خلال استخدام قطرة الماء، ولنا أن نتخيل السياج الرباني، الذي أحاط بالماء تقديراً وتعظيماً، ووصفه المولى تبارك وتعالى(وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ)،ولأننا أصبحنا نعانى حالياً نقصاً شديداً فى إكسير الحياة، نتيجة دخول مصر مرحلة الفقر المائي، فقد أصبح من الواجب علينا جميعاً أن نعتدل ونُرشّد فى استخدام واستهلاك المياه.

مغسلة سيارات ودراجات
مغسلة سيارات ودراجات
 
الدكتور عزالدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى
الدكتور عزالدين أبوستيت وزير الزراعة واستصلاح الأراضى


ترشيد استخدام المياه

 قطعت الحكومة والمجتمع المدني ومجلس النواب أشواطاً كبيرة، في مجال ترشيد المياه والحفاظ عليها، من خلال التوعية وتشديد العقوبات على من يتجاوز في استهلاك المياه، والضرب بيدٍ من حديد على من يستخدمها في غير الأغراض المخصصة لها،كما يسير بالتوازى مع ذلك تحلية مياه البحار، وتنقية مياه الصرف الزراعي والصحي، والاستفادة القصوى من كل قطرة ماء بدلاً من إهدارها، فحسب التقارير التى ترصد الاستفادة من المياه،سواء من إحصائيات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء،أو تقارير وزارة الموارد المائية والرى،فإنّ نصيب الفرد من المياه فى مصر قد انخفض إلى ما يقرب من 1500 مترا مكعبا خلال الـ 60 عاما الأخيرة بسبب الزيادة السكانية، فقد كان عدد سكان مصر فى عام 1959 حوالى 20 مليون نسمة،فى حين أن الحصة المائية كانت ولا تزال 55.5 مليار مترا مكعبا أى أن نصيب الفرد تجاوز وقتها الـ 2000 مترا مكعبا، بينما يبلغ نصيب الفرد من المياه حالياً أقل من 600 مترا مكعبا سنوياً،وتقدر تقارير الأمم المتحدة خط الفقر المائى بـ 1000 متر مكعب من المياه سنوياً للفرد،كما يقدر حد الندرة المائية بـ 500 متر مكعب للفرد سنوياً، وتعاني مصر من عجز مائى يصل لحوالى 20 مليار متر مكعب سنوياً، ويبلغ إجمالي ما تستخدمه مصر من الموارد المائية حوالى 76 مليار مترا مكعبا من المياه،وتبلغ حصة مصر السنوية من نهر النيل فقط 55.5 مليار مترا مكعبا، ويتم الاعتماد على 6 مليارات مترا مكعبا من الأمطار والمياه الجوفية،لسد نسبة العجز المائى،كما يتم إعادة استخدام حوالى 12 مليار مترا مكعبا من المياه مرة أخرى.

 

الإسراف فى استخدام المياه
الإسراف فى استخدام المياه


مطلب وطنى وواجب دينى

والتزاماً بهذا النهج فى ترشيد استخدام المياه، كان الحاج حسين عبد الرحمن أبوصدام نقيب عام الفلاحين، أكد في المؤتمر الوطني للفلاحين بمركز دار السلام محافظة سوهاج، أن ترشيد المياه مطلب وطني تتبعه السياسية العامه للدولة وواجب ديني، حثت عليه كل الأديان السماويه، ومن واجبنا كفلاحين الحفاظ علي كل نقطة مياه وتعظيم الاستفادة منها،فمصر الآن تحت خط الفقر المائي ونصيب الفرد المصري600 مترا مكعبا وحصة مصر من نهر النيل 55,5 مليار متر مكعب،و5 مليار متر مكعب مياة جوفيه،وعدد السكان اكثر من 100 مليون نسمه،وخط الفقر المائي المعروف هو ألف متر مكعب ماء، ولذلك وجب علينا الاستفادة القصوي من كل نقطة مياة،وأضاف أبوصدام أنه بالإضافه إلي ترشيد استهلاك المياه داخل المنازل، وعدم المساعدة والمشاركه في تلوث المياه، علينا تغيير طرق الزراعة من زراعة مكشوفة إلي  الزراعة داخل صوب، ومن زراعة الأحواض إلي الزراعة علي مصاطب ومن الزراعة الفردية إلي الزراعة المزدوجة، كما يجب تغيير التركيبة المحصولية بزراعة الأصناف الأقل استهلاكا للمياة، وتعطي نفس الهدف كالتوسع في زراعة البنجر علي حساب القصب وزراعة الصحراء بأشجار الزيتون وزراعة أصناف من كل الخضروات والمحاصيل البستانية ذات إنتاحية أعلي ومبكرة النضح وأقل استهلاك للمياه،ولفت نقيب الزراعيين إلى أنه من الضروري تغيير نظم الري من ري بالغمر إلي الري المحوري والتنقيط والرش وتوسيع فكرة الري الحقلي  ،بالإضافه إلي تطهير الترع والقنوات الصغيرة وتبطين وتحجير ما يمكن تبطينه وتحجيره.

 

رش المياه بالشوارع
رش المياه بالشوارع


محطات تنقية المياه

إلى جانب عمليات ترشيد استخدام المياه، اتجهت الحكومة إلى تنقية والاستفادة من مياه الصرف الزراعي والصحي بالمعالجات الثنائية والثلاثية، حتى تستطيع مواجهة العجز والنقص في حصتنا من مياه النيل، و في المقابل يوجد لدينا أكثر من 3.8 مليار متر مكعب سنويا، من مياه الصرف المعالجة، وهناك جزء كبير منها يتم صرفه على الترع والمصاف، وجزء آخر على الغابات الشجرية،وجزء قليل منه يتم الاستفادة منه في ري بعض الزراعات.

محطة معالجة المياه
محطة معالجة المياه للاستفادة منها لأكثر من مرة

 

وحدد الكود المصرى الجديد استخدام مياه الصرف الصحى المعالجة ثنائى وثلاثى فى مختلف الزراعات، وحدد الكود أنواع الزراعات التي تناسب كل مرحلة سواء كانت معالجة ابتدائى أو ثنائى أو ثلاثى، فطبقا لنوع المعالجة يتم تحديد نوع الزراعات،وجاء إصدار الكود الجديد كما قال الدكتور مصطفى مدبولى، رئيس الوزراء في تصريحاته، لعدة اسباب في مقدمتها تمثل مياه الصرف الصحى المعالجة مورداً هاماً يتحتم علينا تعظيم العائد منه فى كل التطبيقات الممكنة ويمثل الرى الزراعى أهمها، وتعتبر وزارة الموارد المائية والرى أن مياه الصرف الصحى المعالجة أحد الموارد المائية بمصر ضمن حسابات الميزان المائى على المستوى القومي، مع الأخذ في الاعتبار حماية البيئة من التلوث وحماية الصحة العامة، وبموجب هذا الكود الجديد يحظر استخدام مياه الصرف الصحي الخام التي لا تجري عليها عمليات المعالجة في أي تطبيق زراعي، كما ينص الكود على أن يطبق على الأراضي الجديدة فقط ولا يطبق في أراضي الوادي والدلتا "الأراضي القديمة".

محطة معالجة المياه للاستفادة منها لأكثر من مرة
محطة معالجة المياه للاستفادة منها لأكثر من مرة

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة