كى لا أكون لأجئًا فى بلادى

الأربعاء، 19 ديسمبر 2018 01:21 م
كى لا أكون لأجئًا فى بلادى
ماريان جرجس تكتب:

أن اللجوء حالة من الغٌربة والانفصال عن الوطن ليس فقط بالمسافات ولكن أيضًا بانقطاع تلك الصلة الآمنة التى تربط المواطن بالوطن، ففى سوريا مثلا، تفتت الشعب بين لاجئ خارج البلاد على السواحل الغربية ومواطن سُلب منه الوطن وحل الدمار بكل ما حوله.

ومن هنا جاءت أهمية استيضاح أهم الطرق التى يتم بها اغتيال الأوطان أو "آليات تدمير الدول " كما قالها السيد الرئيس، فلا أحد يستطيع أن يدمر دولة دون استخدام العنصر البشري بها كأداة طيعة يستخدمها فى أغراض كثيرة ولاستخدام العنصر البشري عليه أولا أن يغتال صورة الوطن فى عين المواطن والتى قد تبدأ فى سن صغيرة، بتشويه كل أوجه الانتماء والتقزيم من كل قيمة وطنية ومظهر وطنى والتقليل منه فى نظر الطفل والتمييز بين الأطفال بالدين والعرق واللون، وبهذا تٌقدم أجيالا للمجتمع تعادى الوطن والبشرية بأكملها.

أما بين الشباب فحدث ولاحرج عن كيفية هدم المجتمعات ونخر الهياكل العظيمة للدول بشتى الحروب النفسية والمعنوية وخلق الفراغ الايدولوجى حتى تتسع تلك الفجوة لمناهج التخريب والتدمير.  فنشر الشائعات والتشكيك فى أداء الدولة والتشكيك فى نزاهة المؤسسات الأمنية للدولة تحديدًا أو صبغتها بصورة مزيفة من العنف والتعسف؛ لخلق داخل النفس فجوات تستطيع قطع كل احساس بالتواجد الأمنى للدولة فى حياة المواطن ومن هنا يستطيع الطرف المخرب اقناع الانسان التخلى عن فكرة الدولة والانصياع لفكر الغاب والتطرف السلوكى المبرر بقناعات وعقائد.

أما عن جودة الحياة للمواطن فهى مطمع المُخرب فى غايته لهدم الدولة، فياحبذا لو استطاع أن يفسد جودة حياة كل مواطن فى المجتمع من المناحى الصحية والحياتية والمادية وجعلها ملئية بالمعاناة وخالية من كل أوجه الجمال والفن بالتحريم والتحليل البشرى

تأتى التكنولوجيا - للأسف - فى خدمة هؤلاء المخربين والتيارات المعادية للوطن والانسانية، ومن خلالها يستطيعون التجيّش الجماعى باستثارة العنف ضد الدولة والباس الدولة ثوب الوحشية والادعاء كذبًا أنها تمارس كل أنواع العنف ضد الشعب، ومن خلال ذلك يستطيع المتآمر أن يستثير غل وكراهية المواطن ضد دولته محرضًا اياه على  كل ارتكاب كل أوجه التخريب والتدمير انتقامًا مثلما يحدث فى باريس فى الآونة الأخيرة وهنا تأتى المرحلة الأخطر والأخيرة والفارقة

فباستدراج المواطن لنقطة الصدام مع الدولة،  يندس الطرف المخرب فى تلك اللحظة ليصل بالطرفين لنقطة يتأجج الصراع بها، ولا يمكن أن تقف الدولة صامتة أمام أى مشهد غير سلمى، فتٌدمر منشأت الدولة ويسقط الضحايا ويفوز الطرف الآثم وصولا لمبتغاه دون خسائر فى صفوفه ومن هنا تبدأ مفاصل الدولة فى تتلخلخ وتهتز يدها ما بين الدفاع عن سيادتها والخسائر المترتبة على ذلك.

لقد تلقنت مصر ذلك الدرس جيدًا وأصبحت تعى تمامًا كل الحيل والطرق التى يتبعها هؤلاء الآثمون وعلينا جميعًا أن نتصدى لهم اليوم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق