نادية صابر.. قصة سيدة مسحت دموعها الصحف على مدار 20 عاما (صور)

الخميس، 20 ديسمبر 2018 11:00 ص
نادية صابر.. قصة سيدة مسحت دموعها الصحف على مدار 20 عاما (صور)
قصة كفاح سيدة من صعيد مصر

 
لم تلق بال لما يقال من حولها، فأطفالها- أو بمعنى أدق بناتها- كانوا هم شغلها الشاغل، فكيف ترعى بناتها وهي ذات العشرين ربيع. «الكفاح ثم الكفاح ثم الكفاح».. هي رحلة نادية صابر سيدة العقد الخامس التي تحملت الكثير من الأعباء في صغرها.
 
IMG-20181217-WA0001
 
ففي محافظة أسيوط، وبإحدى الشوارع الرئيسية- شارع الهلالي- تقف السيدة نادية صابر محمد علام، 51 عاما، تبيع الصحف وبعض المناديل والمنتجات الغذائية البسيطة منذ  أكثر من 20 عاما، هي سنوات قضتها على الرصيف من أجل (5 بنات) بعد أن مات ابنها الأكبر، وهو فى ريعان شبابه، ولحق به زوجها حزنا عليه وترك معاشا بسيطا لا يكفى قوت يومهم.
 
الحاجة «نادية» أفنت زهرة شبابها لتربيت بناتها، حتى استقر بها الحال على الرصيف في كشك لبيع الصحف، والكتب الثقافية وسرعان ما فقدت أيضا إحدى بناتها الكبرى التي كانت ذراعها الأيمن في العمل، وكان عمرها وقت وفاتها 25 عاما.
 
IMG-20181217-WA0005
 
التقت «صوت الأمة» بالحاجة «نادية»، وقالت إن قصة حياتها من أصعب القصص التى تتناولها الصحف التى تبيعها، حيث كانت تعيش وزوجها فى منزل بسيط ومن الله عليها بـ6 من الأبناء، 5 بنات وولد وحيد، وكان زوجها يعمل سائقا ولديه كشك يبيع من خلاله الصحف ولكن سرعان ما تبدلت حياتهم ودخلها الحزن، حيث مات ابنها وكان عمره 17 عامًا بعد أن صدمه قطار، وهو الأمر الذى أدخل الحزن على أسرتهم جميعاً، ودخل الأب فى حالة من الحزن، والاكتئاب حتى فارق الحياة حيث لم يتحمل فراق ابنه.
 
IMG-20181217-WA0009
 
وأضافت نادية: «وجدت نفسى ومعى 5 من البنات بلا مصدر دخل، فقررت استكمال ما بدأه والدهم، وكنت فى ريعان شبابى، وقررت أن أكافح من أجلهن وشربت كل أنواع المرارة على الرصيف، وانتظار الصحف فجرًا وفرشها على الرصيف، وساعدنى كثيرون من ابناء الحلال ومحبى الخير حتى كبرت بناتى، وكدت أن أنسى الحزن وهن يكبرن أمامى».
 
IMG-20181217-WA0012
 
وأوضحت: «كانت إحدى بناتى تقف معى تبيع وتشترى وكانت محبوبة جدا بين الأهل والجيران، وكانت ذراعى الأيمن وبدأت فى الاعتماد عليها فى الكشك وبدأنا نفكر أنا وهى فى جلب بعض الشيبسى، والكولا، والمناديل، والعيش حتى نجد أى ربح آخر بجانب ربح الصحف البسيط، وفى يوم من الأيام منذ عام تقريبًا، وكان عمرها حينها قارب الـ26 عاما طلبت منى أن تعود للمنزل لتجهز الأكل، وتغسل الغسيل فغادرت المكان، وودعتنى وبعدها بأقل من نصف ساعة وجدت اتصال من أخواتها يبلغانى بأنها سقطت فى المطبخ».
 
وبالكشف عليها تبين أنها فارقت الحياة، فكان حزنها القديم فى كفة، وحزنى عليها فى كفة أخرى، وبعدها شعرت أن الحياة بلا طعم وأن الحزن عاد ليسكن قلبها مرة أخرى، مضيفة: «من حينها لم تفارق الدموع عينى كلما تذكرتها، وتذكرت مواقفها وحنيتها على فى هذا المكان وسؤال الناس عليها المستمر وصدمة من يعلم بخبر وفاتها».
 
وتابعت، أن كل أمانيها حاليا أن تقوم بتجهيز بناتها الثلاثة الباقين، حيث تمكنت بتوفيق الله ومساعدة أهل الخير فى تجهيز إحداهن وتبقى معها 3 لا تعلم كيف ستجهزهن، مطالبة بالوقوف بجوارها ومساعدتها فى تجهيز بناتها الـ3 وسط غلاء الأسعار وارتفاع الأجهزة الكبير التى لا تتحمله كما إن إحداهن مريضة بالقلب وتحتاج لعلاج مستمر.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق