«بابا نويل أصلا حرام!!».. السلفيون في مهمة تعكير مزاج المصريين

السبت، 22 ديسمبر 2018 06:00 م
«بابا نويل أصلا حرام!!».. السلفيون في مهمة تعكير مزاج المصريين
الكريسماس

 
يخرج السلفيون مع كل عام ميلادي جديد، ليحرموا احتفال المصريين بالكريسماس، زاعمين أن تهنئة الأقباط بهذا العيد حرام، رغم أن دار الإفتاء المصرية أكدت في فتوى سابقة لها، أن احتفال المسلمين بهذا اليوم ليس به أي حرمانية، مؤكدة في الوقت نفسه أن تهنئة الأقباط بهذا العيد هو مجاملة لهم وهى واجبة، لتخالف ما يروج له السلفيين.
 
كانت دار الإفتاء قد نشرت في وقت سابق، فتوى بشأن الاحتفال بالكريسماس قالت فيها، إن «المسلمون يؤمنون بأنبياء الله تعالى ورسله كلهم، ولا يفرقون بين أحد منهم، ويفرحون بأيام ولادتهم، وهم حين يحتفلون بها يفعلون ذلك شكرا لله تعالى على نعمة إرسالهم هداية للبشرية ونورا ورحمة، فإنها من أكبر نعم الله تعالى على البشر، والأيام التي ولد فيها الأنبياء والرسل أيام سلام على العالمين».
 
وأضافت الإفتاء: «وقد أشار الله تعالى إلى ذلك؛ فقال عن سيدنا يحيى: ﴿وسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويوم يبعث حيا﴾، وقال عن سيدنا عيسى:﴿والسلام على يوم ولدت ويوم أموت ويوم أبعث حيا﴾، وقال تعالى: ﴿سلام على نوح فى العالمين﴾، وقال تعالى: ﴿سلام على إبراهيم﴾، ثم قال تعالى:﴿سلام على موسى وهارون﴾، إلى أن قال تعالى:﴿وسلام على المرسلين  والحمد لله رب العالمين﴾، فإذا كان الأمر كذلك، فإظهار الفرح بهم، وشكر الله تعالى على إرسالهم، والاحتفال والاحتفاء بهم؛ كل ذلك مشروع، بل هو من أنواع القرب التي يظهر فيها معنى الفرح والشكر لله على نعمه».
 
 
وتابعت: «لقد احتفل النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيوم نجاة سيدنا موسى من فرعون بالصيام؛ فروى البخارى عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما قدم المدينة وجد اليهود يصومون يوما - يعنى: عاشوراء، فقالوا: هذا يوم عظيم، وهو يوم نجى الله فيه موسى، وأغرق آل فرعون، فصام موسى شكرا لله، فقال: (أنا أولى بموسى منهم) فصامه وأمر بصيامه. فلم يعد هذا الاشتراك في الاحتفال بنجاة سيدنا موسى اشتراكا في عقائد اليهود المخالفة لعقيدة الإسلام، وبالتالي فاحتفال المسلمين بميلاد السيد المسيح من حيث هو: أمر مشروع لا حرمة فيه؛ لأنه تعبير عن الفرح به، كما أن فيه تأسيا بالنبي (ص) القائل في حقه: أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، ليس بيني وبينه نبي».
 
القصة بدأت عبر الداعية السلفي، حسين مطاوع، الذي كتب يقول عبر صفحته على «فيسبوك»: إذا كنا نقول بدعية الاحتفال بالمولد النبوي وننكر على من يحتفل به لمخالفة ذلك سنة النبي (ص) وفعل صحابته والتابعين من بعده فكيف بمن يشارك المسيحيين احتفالهم بميلاد المسيح، فالمسلم الذي يقر بهذا الاحتفال لا يخلو من حالتين أن يعلم أن هذا الاحتفال محرم وهذا لا عذر له فلا يجوز له أن يهنئهم ولو على سبيل المجاملة بل قد يخرجه ذلك من الملة إن اعتقد صحة هذه العقيدة».
 
ويضيف الداعية السلفي: «فإن أعيادنا حق جاء بها نبينا محمد (ص)، لكن عيدهم هذا باطل لأنهم يحتفلون فيه بميلاد المسيح أو أن يكون جاهلا بالحكم الشرعي، وعليه فالواجب عدم كتمان الحق عنه وتعليمه فإن أصر بعد البيان فإنه يلحق بصاحب الحالة الأولى».
 
 
وتابع، عبر صفحته على موقع فيسبوك: «ليس عدم مشاركة المسيحيين وعدم تهنئتهم بهذا العيد أن نخالف ما أمرنا الله به في التعامل معهم طالما أنهم معاهدون مستأمنون غير محاربين، فلهم البر والقسط كما أمر الله، فكن كما أمرك ربك مسلما صادقا محبا لدينه متبعا لنبيه فمن تتودد إليهم وتهنئهم على سبيل النفاق أو حتى الجهل يعلمون من دينك ما لم تعلمه أنت ويعلمون أنك لست صادقا في هذه التهنئة أو على الأقل جاهلا بدينك».
 
فتوى حسين مطاوع لم تكن الوحيدة، إذ أفتى الداعية السلفي سامح عبد الحميد، هو الآخر بحرمانية الاحتفال بأعياد رأس السنة، وقال في فتوى له: «نحن مسلمون؛ وعلينا أن نقتدي بالسلف الصالح، والسلف لم يحتفلوا بالكريسماس، وليس هناك آية أو حديث في الحث والحض على المشاركة في هذه المناسبة  بل هناك نصوص تنهي عن الاحتفال بهذه الأعياد التي تخص غير المسلمين، حيث  قال ابن القيم: وأما التهنئة بهذه الشعائر به فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم، ويجب علينا مقاطعة الكريسماس، وأنصح بعدم المشاركة فيه ؛ كونه عيدًا غير إسلامي، وعقيدة المسلمين الصحيحة ترفض الاحتفال بهذه المناسبات غير الإسلامية».
 
ويضيف الداعية السلفي في فتوته: «لا يجوز ارتداء ملابس بابا نويل أو شراء دُميته وألعابه في احتفالات الكريسماس، ويجوز تهنئة المسيحيين بمناسباتهم الدنيوية وليس الدينية، والكريسماس من جملة شعائرهم الدينية، والمشاركة فيه حرام ومنكر عظيم».
 
 
وتابع: «ويحرُم الاشتراك في الكريسماس بأي شكل؛ فلا يجوز تقديم الهدايا، وتبادل التهاني، أو شراء دُمية بابا نويل (سانت كلوز)، أو شجرة عيد الميلاد وإظهار الفرح والسرور من خلال الألعاب النارية أو الخروج للمنتزهات في ذلك اليوم، أو تزيين المنازل وإنارتها بالألوان، أو شراء الحلوى للأطفال، أو اصطحابهم لمحال الألعاب إلى غير ذلك من الصور».
 
يأتي هذا في الوقت الذي أكد فيه الدكتور محمد عبد العاطي، عميد كلية الدراسات الإسلامية السابق بجامعة الأزهر فرع القليوبية سابقا، أن تهنئة الأقباط بأعياد الكريسماس ليست حراما على المستوى الاجتماعي، إذ أننا لابد أن نفرق بين مستويين المستوى العقدي وهو أننا لا نلزم المسلمين أن يؤمنوا بأن سيدنا المسيح مات وقتل، فنحن لا نؤمن بذلك وهذا لا نزاع عليه ولكن هناك مستوى اجتماعي لابد أن ننتبه إليه.
 
وأضاف عميد كلية الدراسات الإسلامية السابق بجامعة الأزهر فرع القليوبية سابقا، في تصريحات صحفية في وقت سابق من يوم السبت، أن ديننا هو دين سلام ومحبة وتحيته السلام، ونحن نعيش في أرض مصر لا نجبر أحد على اعتناق ديننا، ولكن هو له حق علينا أن نجامله ونبره ونقسط إليه ونتعامل معه كما يحب هو أن نتعامل معه.
 
ولفت عبد العاطي، إلى أنه تهنئة بعيد المسيحي في الكريسماس إنما نهنئ رجل يفرح بهذا اليوم، ونشارك فرحته باعتبارنا أهل واحد نسكن في دولة واحدة، وننتمي لوطن واحد.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق