الأسئلة الثلاث.. واختيار المحافظين

السبت، 22 ديسمبر 2018 03:03 م
الأسئلة الثلاث.. واختيار المحافظين
عادل السنهورى يكتب:

صدى الأسئلة الثلاث، التى وجهها الرئيس السيسى لمحافظ القاهرة، اللواء خالد عبدالعال، مازال يتردد بين شريحة كبيرة من الرأى العام فى مصر، وعلى مواقع السوشيال ميديا، فالأسئلة المفاجئة لم يكن المراد منها اختبار قدرة المحافظ على الاجابة المباشرة والفورية، وإنما كان القصد الذى بينه الرئيس، هو أن المسئول عليه أن يعرف كل المعلومات والتفاصيل عن المسئولية التى يتحملها، سواء كان رئيس جمهورية أو رئيس وزراء أو محافظاً أو رئيس مدينة أو حتى مدير مدرسة ابتدائية.
 
قد نلتمس العذر للواء خالد عبدالعال، ولا ننسى جهوده طوال 36 عاما، وهى فترة خدمته بوزارة الداخلية، شغل خلالها العديد من المناصب وتدرج فيها لكفاءته حتى تولى منصب مدير أمن القاهرة، وتعيينه عضوا بالمجلس الأعلى للشرطة، وحصوله على نوط الامتياز من الطبقة الأولى من الرئيس عبدالفتاح السيسى، وطوال تلك الفترة عُرف عنه أنه رجل ميدانى، يرفض الجلوس على المكاتب، وظهر ذلك خلال توليه نائب مدير أمن القاهرة، ومنصب مدير أمن القاهرة من خلال جولاته الميدانية المكثفة، التى قادها لتطهير شوارع العاصمة، وتحقيق الأمن بصورته الكاملة فى شوارع العاصمة، وقيادته حملات موسعة، استهدفت البؤر الإجرامية، ومطاردة العناصر الإجرامية والخطرة، وملاحقة تجار المواد المخدرة، وأيضا تجار الأسلحة، وعودة الهدوء وتحقيق الانضباط بصورته الكاملة فى ربوع القاهرة، علاوة على مواقفه الإنسانية العديدة تجاه المواطنين البسطاء.
 
لكن العذر لا يمنع من بعض المسئولية على اللواء خالد، وهو رجل أمن محترف، أولويته الأولى هى المعلومات، وبالتالى فالقاهرة ليست غريبة عنه، وكان ينبغى أن تكون بشوارعها وحواريها وأزقتها وأرقامها وحساباتها حاضرة فى ذهنه.
 
ربما الحدث والمناسبة هما اللذان وضعاه فى هذا الموقف فى مواجهة الرئيس، وكان يمكن أن يكون مكانه محافظ آخر، لا يستطيع الرد على أسئلة تخص محافظته، وهو ما حدث مع محافظ سابق.. وهو ما يعنى أن هناك محافظين يقودون محافظات وأقاليم - ربما- لا يعرفون عدد سكان محافظاتهم وحدودها وأسماء المدن بها، وليس المشروعات أو الميزانيات فقط، وقد هرولوا إلى محركات البحث على شبكة الإنترنت وإلى أوراقهم ومستشاريهم لمعرفة الاجابة عن الأسئلة الرئاسية الثلاث، وأسئلة أخرى قد تأتيهم فجأة وبصورة غير متوقعة فى مواقف مشابهة.
 
 المناقشات التى دارت عقب مناسبة « الأسئلة الثلاث»، تجاوزت مسألة احراج محافظ القاهرة من عدمه إلى طرح أسئلة تدور حول عملية اختيار المحافظين والطريقة الأمثل لاختيارهم.
 
فى إحدى المرات التى التقيت بها وزير التخطيط السابق الكفء الدكتور أشرف العربى، طرحت عليه اقتراحين وتناقشنا حولهما الأول – وقد بدأت الدكتورة هالة السعيد فى تطبيقه حاليا- بشأن جائزة التميز الحكومى فى مصر، ووضع معايير لاختيار أفضل محافظة وأحسن مدينة وأفضل محافظ ورئيس مدينة، ومنح الأفضل حوافز خاصة بمحافظته ومدينته، وأن يكون هناك حفل سنوى بحضور الرئيس لإعلان النتائج، وفقا للمعايير الموضوعة.
 
الاقتراح الثانى، وهو عملية اختيار المحافظ كمرحلة أولى لاختيار رؤساء المدن والقرى كمرحلة ثانية، وكان اقتراحى بعيدا عن فكرة الانتخاب أو التعيين،  وهو فتح باب الترشح أمام من يرى فى نفسه الكفاءة والصلاحية، والقدرة على شغل المنصب بشرط تقديم دراسة وافية وشاملة عن المحافظة، تتضمن برنامج تطويرها وإدارة مواردها الذاتية، ثم يتم اختيار الثلاثة الأفضل من بين المرشحين من خلال لجنة تضم كل الجهات المعنية، ثم عرضها على الرئيس لاختيار الأصلح والأفضل بعد استيفائه كل المعايير المطلوبة، وبعد دراسة برنامجه.
 
بالتالى هنا يمكن أن نختار أهل الخبرة والكفاءة والمعرفة والقدرة وأهل الثقة أيضا، لكنها ثقة هذه المرة ستكون فى محلها.
فهل الفكرة قابلة للدراسة والتطبيق؟.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق