الارتباك يضرب خطط طهران.. إيران تشدد الحجب على الإنترنت وتحاول «فرد عضلاتها» على الخارج

الأحد، 23 ديسمبر 2018 03:00 م
الارتباك يضرب خطط طهران.. إيران تشدد الحجب على الإنترنت وتحاول «فرد عضلاتها» على الخارج
الحرس الثورى الايرانى

فى محاولة جديدة لاستعراض العضلات فى مياه الخليج العربى، والتغطية على أزمات الداخل فى الذكرى الأولى لإحتجاجات الفقراء، أطلق الحرس الثورى الإيرانى أمس، السبت، المرحلة الأخيرة من مناورات هجومية أطلق عليها "مناورات النبى الأعظم 12"، فى جزيرة قشم فى مياه الخليج، ونشر الحرس الثوري فيديو للتدريبات تظهر فيه قواته الخاصة "فرقة الصابرين"، وهي تهاجم جزيرة في الخليج.

وبالتزامن أطلق الحرس الثورى، فى وقت مبكرا من صباح اليوم، صواريخ باتجاه حاملة الطائرات الأمريكية "جون ستينيس" التي دخلت مياه الخليج، وذكرت "أسوشيتد برس" أن حاملة الطائرات دخلت مياه الخليج، لأول مرة منذ هجمات الـ11 من سبتمبر في نيويورك وواشنطن عام 2001.

وذكرت الوكالة أن السفن التابعة للحرس الثوري الإيراني كانت تتابع حاملة الطائرات ومجموعة السفن المرافقة لها عن كثب، وأطلقت صواريخ باتجاهها بالإضافة إلى تحليق طائرة دون طيار بالقرب منها.وقالت المتحدثة باسم الأسطول الخامس الأمريكي الذي يرابط في البحرين: "نسعى لجعل عملياتنا غير قابلة للتنبؤ إلى حد أكبر" بالنسبة للخصوم، وفي الوقت ذاته "قابلة للتنبؤ من الناحية الاستراتيجية للحلفاء".

ونشرت وكالة فارس التابعة للحرس الثورى مقطع فيديو للواقعة، وقالت أن 30 سفينة إيرانية بمطاردة حاملة الطائرات، وقامت طائرة دون طيار بتصوير الواقعة، وتضم مجموعة السفن التي ترافق "جون ستينيس" الطراد الصاروخي "موبايل باي" والمدمرتين "ديكاتور" و"ميتشر" بالإضافة إلى غواصة ذرية، وتأتى الواقعة بعد يوما من قرار الرئيس الأمريكى بالانسحاب من سوريا.

تحرش السفن الإيرانية بالبوارج وحاملات الطائرات الأمريكية فى الخليج ليس جديدا إلا أنها تعد المرة الأولى منذ   إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق حول برنامج إيران النووي، ويأتى فى مقدمة أسباب دخول حاملة طائرات أمريكية لمياه الخليج، التهديدات الإيرانية المستمرة باغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي الذى يتم من خلاله نقل نحو ثلث شحنات النفط في العالم.

وبعد مرور نحو يومين على قرار الولايات المتحدة بالانسحاب من سوريا، وفى أول رد فعل رسمى، علقت الخارجية الإيرانية على انسحاب الولايات المتحدة من سوريا، وقال بهرام قاسمى المتحدث باسم الخارجية، أن تواجد القوات الأمريكية فى المنطقة منذ البداية كان اجراء خاطى وغير منطقى وعامل زعزعة الاستقرار.

وبحسب وكالة تسنيم الإيرانية، قال قاسمى، دراسة تاريخ تطورات المنطقة خلال العقود الأخيرة وحتى يومنا هذا يشير إلى أن تواجد العناصر الأجنبية تحت أى ذريعة فى هذه المنطقة الهامة والحساسة لن يثمر عن شئ سوى اثارة التوتر وزعزعة الاستقرار وتغذية الخلافات.

من جانبه انقسم اعلام طهران حيال القرار المفاجئ، ففى حين تباهت الصحف المتشددة بالاجراء الأمريكى معتبرة أنه هروب من المنطقة، ناقشت الصحف الاصلاحية الإجراء مشككة فى نوايا الولايات المتحدة الأمريكية، واستقالة وزيرالدفاع جيمس ماتيس. ورأى المحلل الإيرانى على خرم، فى مقاله الافتتاحى بصحيفة "آرمان" أن قرار ترامب من الممكن أن ينقذ الشعب السورى من ويلات الحرب والقتال، وتستقر الأوضاع فى سوريا سريعا.

 ورأى المحلل الإيرانى أن ماتيس لعب دور المكبح للإجراءات المتطرفة للرئيس ترامب.. وأن خروجه من وزارة الدفاع من الممكن أن يكون له آثار مروعة على كافة أحداث العالم والأهم على إيران، ووصف ترامب بأنه شخص يتخذ قرارات وليدة اللحظة وإذا جاء خليفة ماتيس شخص متشددد من الصقور نظير مايك بامبيو وجون بولتون فان العالم سيقع فى ظروف أصعب بمراحل مما هو عليه الان.

 

KayhanNews
 

أما صحيفة "جوان" المتشددة والتابعة للحرس الثورى، كتبت مانشيت "خطوة أولى لطرد أمريكا من المنطقة"، أما خطيب الجمعة فى طهران أمس على صدر صحيفة "رويش ملت" قال أن الولايات المتحدة الأمريكية انهزمت من سوريا.

وصحيفة "كيهان" تسائلت انسحاب الولايات المتحدة من سوريا وأفغانستان خدعة أم هروب؟.. على جانب آخر، وصفت صحيفة "آفتاب يزد"، الاجراءات الأمريكية باللعبة المعقدة لترامب، ورأت أنه بصدد خلق مشاكل فى التعاون بين تركيا وروسيا وإيران.

فى غضون ذلك تخشى طهران من تأجج الأوضاع فى الداخل فى الذكرى الأولى لإحتجاجات الفقراء، وقال مساعد وزير الاتصالات فى إيران أمير ناظمى أن الأيام المقبلة ستشهد تشديد الحجب على الإنترنت، لافتا إلى أن الوزارة ليس لديها دخل فى هذا الإجراء.

وبحسب وكالة مهر قال ناظمى خلال تدوينة له على حسابه على تويتر "إن دور الوزارة هو الإعلان فقط". الأمر كان محل انتقاد فى الصحافة الإيرانية لاسيما الاصلاحية منها، وعلقت صحيفة "آرمان" الاصلاحية على تشديد الحجب على الإنترنت الذى أعلنت عنه وزارة الاتصالات، وكتبت على صدر صفحتها "ليس لدينا دورا فى الحجب.. جملة وزارة الاتصالات المتكررة " منتقدة دور الوزارة فى هذا الصدد.

وفى أواخر ديسمبر 2017 ويناير 2018 شهدت إيران أعنف موجة احتجاجات بعد تلك التى شهدتها فى 2009، وامتدت إلى مدن مختلفة أطلق عليها إعلاميا "احتجاجات الفقراء" رفع خلالها المحتجون شعارات للنظام تطالبه بالنأى بالنفس والابتعاد عن لبنان واليمن وسوريا، والتركيز على انتعاش الأوضاع الاقتصادية المتردية فى الداخل.

وتمكنت السلطات من السيطرة على الاحتجاجات لكنها لم تعمل على إزالة أسبابها، وأصبح الوضع نار تحت الرماد، وتخشى السلطات من تأججه مجددا، وفى يوليو العام نفسه أخرجت الأزمة الاقتصادية الطاحنة والكساد وارتفاع معدل التضخم رجال البازار عن صمتهم.وأشار المسئول الإيرانى إلى أن قرار حجب تطبيق إنستجرام لم يصدق عليه بعد من قبل المراجع المعنية، لافتا إلى أن هناك مجموعة تميل إلى حجبه فى البلاد.

طهران القلقة تسعى لإعادة الانضباط لسوق العملة بعد أن شهدت عملتها هبوط حاد فى الأشهر الست الأخيرة أمام الدولار، وتواصل سلسلة اعدامات من تصفهم بالمتلاعبين بالسوق بعد موجة غضب من الاستغلال والفساد شهدت اعتقال عشرات الأشخاص، وفى هذا الاطار ذكر التلفزيون الرسمي أن السلطات نفذت يوم السبت حكما بإعدام رجل أعمال أصدرته محكمة تنظر في القضايا بشكل عاجل تشكلت لمحاربة الجرائم الاقتصادية.

وقال التلفزيون إن حميد رضا باقري درمني أدين بتهمة "الإفساد في الأرض"، وهو اتهام عقوبته الإعدام بموجب القوانين الإسلامية الإيرانية، بسبب جرائم تشمل الرشا والاحتيال، وأيدت المحكمة العليا حكم الإعدام هذا الشهر.

وفى نوفمبر الماضى أعدمت إيران تاجرين بسبب جرائم اقتصادية وسجنت المحاكم الخاصة عشرات من رجال الأعمال والتجار لفترات تصل إلى 20 عاما.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة