سيدة بدرجة أسطى.. الحاجة فاطمة صاحبة أكبر ورشة تصليح بطاريات بالغربية

الإثنين، 24 ديسمبر 2018 10:07 ص
سيدة بدرجة أسطى.. الحاجة فاطمة صاحبة أكبر ورشة تصليح بطاريات بالغربية
بطاريات سيارات - ارشيفية

لم تعد قصص النجاح قاصرة على الشباب صغار السن الباحثين عن فرصة عمل، هناك قصص نجاح أخري يسطرها كبار السن ممن تربوا على تقدير قيمة العمل منذ الصغر، ومن هذه القصص تجربة الحاجة فاطمة عبد العزيز الشريف التي بلغت من العمر 60 عاما، والتي تمتلك خبرة فك وتركيب وتصليح بطاريات السيارات منذ الصغر وصاحبة مشروع بمحافظة الغربية.

تحكى الحاجة فاطمة عبد العزيز، أنها بدأت تتعرض لهذه الفكرة عندما توجهت ذات يوم لشراء بضائع من محافظة القاهرة، وشاهدت مركزا لتصليح البطاريات، وقادها الفضول للدخول للمركز وطلبت من العاملين به تعليمها كيفية تصليح وتركيب البطاريات، رغم أن هذه المهنة هى مهنة الرجال فقط.

ونتيجة لرغبتها في العمل كانت تسافر يوم الجمعة من كل أسبوع للتعلم كيفية تصنيع البطاريات حتى أصبحت ماهرة فيها، وقررت أن تعمل لمساعدة والدتها، فعملت بمحل قطع غيار سيارات، وعشقت المهنة.

وبعد أن اكتسبت خبرات كبيرة في إصلاح البطاريات استأجرت محل صغير بمدينة المحلة بـ2 جنيه فى الشهر بجوار ورش ميكانيكى وكهربائى سيارات، واشترت "تونجر" للشحن، وساعدوها فى جلب الزبائن لورشتها.

توسعت الحاجة فاطمة في العمل وكانت تشترى بطاريات من القاهرة، حتى وصلت للمركز الرئيسى للشركة بالإسكندرية، وخصصوا لها حصة بطاريات كل شهر، مؤكدة أنها لم تتوقف على ذلك القدر بل أصرت على التوسع فى المشروع، وحصلت على قرض من بنك الإسكندرية، واستطاعت فتح محل على الشارع العمومى.

العمل في مثل هذه المهنة لم يكن بالسهل وكانت تواجه صعوبات في التعامل مع السائقين، لكونها سيدة وتتعامل مع رجال، اعتقادا منهم بأنها سيدة من السهل التغلب عليها في التعامل، لافتة إلي أن لها قصة كفاح مشرفة مع زوجها والذى كان يعمل ميكانيكى بجانب وظيفته مدرس ابتدائى، وتعلم الصنعة من خاله، وتعلم اصول المهنة، وكافحا سويا ولم يتركها لحظة وكان سببا في تعلمها الصنعة، مشيرة إلى أن زوجها كان يذهب فى الصباح لعمله بالمدرسة، وبعد ذلك يعود للمنزل ويرتدى ملابس الشغل ويتوجه للمحل.

وبعد وفاة زوجها عام 2006 مازالت الحاجة فاطمة تقف مع أولادها فى المحل، مؤكدة أن الحياة كانت صعبة بعد وفاة زوجها ولكن بالإصرار والعزيمة استطاعت أن تتخطى المحنة، خاصة وأنها اكتسبت ثقة عدد كبير من المواطنين، وأيضا مشوار الكفاح الذى بدأته لن تتوقف عنه.

واكتسبت الحاجة فاطمة سمعة جيدة في شركة مصر النسر للبطاريات وكانت وكيلة للشركة بالمحلة، وكان يأتيها الزبائن كل شهر لتفحص بطاريتهم وفحص البطاريات ومتابعة نسبة مياه النار بكل بطارية، ونجحت فى اكتساب ثقة عملائها لأمانتها فى عملها.

وأوضحت كيفية تصنيع البطاريات حيث تقوم بإحضار صندوق به مكان ألواح يتم تجميعها به ووضع ورق عازل بينها، ولحمها من الأعلى وضع البلك عليها، مؤكدة أنها خاضت هذه التجربة مع بداية البطاريات السائلة، والآن قلت هذه المهنة بسبب ظهور البطاريات الجافة.

وتحلم الحاجة فاطمة بأن يتمكن نجليها بتوسيع المشروع بعد أن نجحت فى إكسابهم خبرة السنين وأصبحوا أفضل منها فى هذا المجال، مشيرة أنها تجهز الأوراق المطلوبة لنجلها للحصول على قرض والتوسع فى المشروع.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق