التقارب بين واشنطن وأنقرة.. سياسي سعودي: اللعب في المساحات الرمادية خطر كبير

الإثنين، 24 ديسمبر 2018 11:00 م
التقارب بين واشنطن وأنقرة.. سياسي سعودي: اللعب في المساحات الرمادية خطر كبير
الدكتور عبدالله العساف أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام بالسعودية
شيريهان المنيري

تطور واضح في العلاقات التركية الأمريكية على مدار الأيام الماضية، تم الإعلان عنه من قبل الجانبين. الرئيسان الأمريكي، دونالد ترامب ونظيره التركي، رجب طيب أردوغان كشفا عن تفاصيل ما دار بينهما خلال اتصالات هاتفية بشأن القوات الأمريكية على الأراضي السورية.

الرئيس دونالد ترامب ذكر عبر حسابه الرسمي على موقع التدوينات القصيرة تويتر، أن الاتصال الذي دار بينه و«أردوغان» كان طويل تناول الحديث حول مجالات تعاون بينهما لاسيما في المجال التجاري، إضافة إلى الحرب ذد التنظيم الإرهابي، داعش. وفي السياق ذاته كشف «أردوغان» من خلال بيان للرئاسة التركية عن التوافق الذي جرى بينه والرئيس الأمريكي حول التنسيق العسكري والدبلوماسي في سوريا، حتى لا يُحدِث انسحاب واشنطن فراغًا في سوريا.

التقارب بخطوات متسارعة بين واشنطن وأنقرة ربما يثير التساؤلات لدى البعض، فيما أنه أمر دارج في عالم السياسة فأعداء اليوم أصدقاء الغد والعكس. وقال أستاذ الإعلام السياسي بجامعة الإمام بالسعودية، الدكتور عبدالله العساف في تصريحاته لـ«صوت الأمة»: «يجب أن نعرف أن لا شئ اليوم في عالم السياسة بلا ثمن، ففي الوقت الذي كان يتوقع فيه الكثيرون توتر العلاقات بين أمريكا وتركيا وتفاقم الصدامات والخلافات وأن تركيا ستقع في مجال التضييق الأمريكي عليها وجدنا تقاربًا سريعًا»، لافتًا إلى أن هذا التطور لم يكن مفاجئًا لأسباب كثيرة وخاصة عندما ننظر إلى المشاكل المعقدة والمصالح المتضاربة بين الطرفين، فهناك مصالح أكبر بكثير يمكن أن تلتقي فيها تجبرهما على تجاوز الخلافات.

وأشار «العساف» إلى أن التفاهمات بين الجانبين الأمريكي والتركي بدا ملامحها منذ إفراج تركيا عن القس الأمريكي، أندرو برونسون، حتى راينا اليوم مزاعم الرئيس الأمريكي بأن «أردوغان» هو الرجل القادر على مواجهة ما تبقى من فلول، داعش في سوريا، على حد تعبيره.

وأضاف أن «العلاقات الدبلوماسية والأمنية والعسكرية قائمة وراسخة ومتنامية بين واشنطن وأنقرة منذ عشرات السنين وبني عليها مصالح كثيرة، واليوم تسعى أمريكا إلى إبقاء تركيا كشريك استراتيجي لها في الشرق الأوسط كنوع من القوة الناعمة، فالمصالح الأمريكية التي تعتمد عليها تركيا تتمثل في أنها مركز رئيسي لإنطلاق جميع العمليات العسكرية في منطقة الشرق الأوسط ما يُمثل المصالح الغربية في المنطقة، فكما نعلم أن أكبر قاعدة جوية أمريكية هى إنجرليك في تركيا».

وتابع «العساف» مستنكرًا السياسات التركية بأن «اللعب في المساحات الرمادية والخلافات بين الفرقاء أمر بالغ الخطورة، فربما يصطلح هؤلاء كما اصطلحت تركيا مع أمريكا وتضيع الفرصة عليها».

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق