بمشروعات ضخمة واتفاقيات دولية.. مصر على طريق التحول لمركز إقليمي للطاقة

الأربعاء، 26 ديسمبر 2018 10:00 ص
بمشروعات ضخمة واتفاقيات دولية.. مصر على طريق التحول لمركز إقليمي للطاقة
طارق الملا وزير البترول

قاربت مصر بالفعل على أن تتحول إلى مركز إقليمى للطاقة لتكون أكبر قاعدة فى المنطقة لتداول الطاقة لذلك اتخذت مصر عدة خطوات منها، إصلاح البيئة التشريعية وتوقيع عدة اتفاقيات مع أكثر من دولة لتسهيل الغاز، إضافة إلى إنشاء مشروعات ضخمة فى قطاع التكرير والبتروكيماويات.

كان قد تم توقيع اتفاقيات شراكة لدخول شركاء جدد في منطقة امتياز حقل ظهر العملاق بالبحر المتوسط والتي دخلت بمقتضاها شركة روزنفت الروسية شريكا بحصة قدرها 30% وشركة مبادلة الإماراتية بحصة قدرها 10% مع كل من شركة إينى الإيطالية المشغل الرئيسى وشركة بى بى البريطانية التي تملتكل حصة قدرها 10% ، وتأتى أهمية هذه الاتفاقيات ودخول شركاء عالميين جدد في المشروع  في دعم استفادة قطاع البترول من  الخبرات الواسعة للشركاء الجدد وإدخال تكنولوجيات جديدة في صناعة البترول من خلال هذه الشركات، فضلاً عن دعم  جهود الوزارة الرامية الى زيادة حجم الاستثمارات فى قطاع البترول للمساهمة فى زيادة الإنتاج والاحتياطيات من الثروة البترولية .

كما جاء إصدار اللائحة التنفيذية لقانون تنظيم أنشطة سوق الغاز في فبراير 2018 وتأسيس جهاز مستقل لتنظيم أنشطة سوق الغاز يرأس مجلس إدارته المهندس طارق الملا وزير البترول، وبدء ممارسة نشاطه وانعقاد أولى اجتماعاته، ضمن الخطوات الهامة لتحول القاهرة لمركز إقليمى للطاقة، ويعد ذلك من أكثر الخطوات أهمية ومن العوامل الرئيسية الداعمة لتحقيق هدف مصر القومى بالتحول الى مركز إقليمى لتجارة وتداول الغاز الطبيعى من منطلق دوره فى تحفيز الشركات العالمية والقطاع الخاص على المشاركة والاستثمار في سوق تجارة وتداول الغاز الطبيعى في مصر، حيث ينظم عملية استقبال وتوريد الغاز من وإلى السوق المصرى ويؤدى الى تعزيز فرص الاستثمار فى الخدمات اللوجستية وتدعيم مشاركة القطاع الخاص فى كافة الأنشطة المتعلقة بسوق الغاز الطبيعى، سواء التوريد أو الشحن أو النقل والتوزيع أو التخزين بما يؤدى إلى زيادة ضخ استثمارات مباشرة وغير مباشرة فى الاقتصاد المصرى وايجاد فرص عمل جديدة.

في نهاية سبتمبر الماضى تم توقيع الاتفاق الحكومى المشترك بين مصر وقبرص في العاصمة القبرصية نيقوسيا والذى يقضى بإقامة خط أنابيب بحرى مباشر بين البلدين لنقل الغاز الطبيعى من حقل أفروديت القبرصى الى مصانع إسالة الغاز بمصر على ساحل البحر المتوسط، لإسالته وإعادة نقله وتصديره عبر مصر الى الأسواق المختلفة، الأمر الذى يدعم التكامل بين الدولتين والتعاون الاستراتيجي بينهما في مجال الطاقة ويمثل نقطة انطلاق لمصر في مجال استقبال غاز حقول شرق المتوسط عبر بنيتها التحتية لإعادة تصديره الى الخارج بما يحقق منافع اقتصادية متميزة لمصر تتمثل في الاستغلال الاقتصادى للبنية التحتية للغاز الطبيعى من شبكات ومصانع اسالة الغاز، ولتكون مصر مركزا لتوزيع امدادات الغاز في المنطقة.

اتفاق رؤساء مصر وقبرص واليونان في قمة كريت في أكتوبر 2018 على إنشاء منتدى للغاز في دول شرق المتوسط تكون القاهرة مقراً له مما يعكس أهمية وثقل مصر اقليمياً في صناعة الغاز الطبيعى، كما تم توقيع مذكرة تفاهم للشراكة الاستراتيجية في مجال الطاقة بين كل من مصر والاتحاد الاوروبى لدعم خطوات التحول لمركز إقليمي لتجارة وتداول الغاز والبترول وفتح آفاق جديدة للتعاون في مجالات الطاقة المختلفة وتحقيق أمن الطاقة اقليمياً، خاصة وأن دول الاتحاد الاوروبى تمثل الأسواق النهائية لغاز شرق المتوسط الذى ستقوم مصر بإعادة تصديرها إليها من منطلق دورها كدولة محورية ومركزاً اقليمياً لتجارة وتداول الغاز والبترول.

وتشغيل أولى مراحل أرصفة وتسهيلات سوميد البحرية لاستقبال وتداول الغاز المسال والبوتاجاز حيث تم الانتهاء من المرحلة الأولى لمشروع إنشاء رصيف بحرى جديد بتسهيلات شركة سوميد والتي شملت تنفيذ وتشغيل رصيف استقبال الغاز المسال وتشغيل رصيف استقبال البوتاجاز في يناير 2018 وتسهيلات تخزينه، فيما تم تنفيذ مشروع المرحلة الثانية من تسهيلات تخزين وتداول المنتجات البترولية المستوردة بشركة سوميد  والذى يهدف إلى إنشاء 3 صهاريج لتخزين المازوت بسعة إجمالية 105 ألف متر مكعب بميناء العين السخنة، ومتوقع الانتهاء منه في مارس 2019 بتكلفة استثمارية للمرحلتين حوالي 415 مليون دولار.

ومن ضمن هذه الخطوات تنفيذ مشروع محطة الصب السائل بالعين السخنة شركة سونكر بهدف إنشاء 6 صهاريج لتخزين السولار والبوتاجاز بإجمالي سعة 250 ألف متر مكعب بهدف زيادة السعات التخزينية للمنتجات الاستراتيجية، بالإضافة إلى إنشاء خطين لنقل البوتاجاز والسولار، ومتوقع الانتهاء منه في يونيه 2019 بتكلفة استثمارية 220 مليون دولار، وتشغيل تسهيلات جديدة لتخزين البوتاجاز بالإسكندرية حيث  تم تنفيذ وتشغيل 7 صهاريج للبوتاجاز بالإسكندرية بإجمالي سعة تخزينية 8400 طن لتوفير مخزون استراتيجي للبوتاجاز لتلبية احتياجات المواطنين وتجنب حدوث أى اختناقات خاصة فى أوقات الذروة، بتكلفة استثمارية 150 مليون جنيه.

فى سياق متصل، تم تنفيذ وتشغيل مشروع إنتاج البنزين عالى الأوكتين 92 ، 95 بشركة الإسكندرية الوطنية للتكرير والبتروكيماويات "أنربك" والذى يعد أحد أهم المشروعات لتطوير صناعة التكرير، الذى يتضمن عدداً من المشروعات الاستراتيجية بهدف زيادة الإنتاج المحلى من المنتجات البترولية ذات القيمة الاقتصادية المرتفعة مثل البنزين والسولار والبوتاجاز، فضلاً عن توفير المنتجات البترولية بأعلى مواصفات الجودة و بما يلائم المعايير العالمية ، وتتمثل الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية للمشروع الذى تقدر استثماراته بنحو 219 مليون دولار في إضافة طاقات إنتاجية جديدة من البنزين عالى الأوكتين من خلال زيادة الإنتاج إلى 700 ألف طن سنوياً، ليصل الاجمالى إلى حوالى 1.5 مليون طن سنوياً توجه للسوق المحلى، بالإضافة الى انتاج كميات من البوتاجاز والهيدروجين.كما تم البد تنفيذ اكبر مشروع لتكرير البترول في صعيد مصر لإقامة مجمع لإنتاج البنزين والسولار من خلال تحويل المازوت إلى منتجات بترولية عالية القيمة وهو أحد مشروعات تطوير معمل تكرير أسيوط بإستثمارات 1.9 مليار دولار للمساهمة في توفير المنتجات البترولية لصعيد مصر، وتم تأسيس شركة اسيوط الوطنية لتصنيع البترول ( انوبك ) لإدارة المشروع الجديد.

توقيع عقود تنفيذ وتمويل مشروع توسعات معمل ميدور بالأسكندرية بإستثمارات 2.3 مليار دولار بهدف زيادة الطاقة التكريرية للمعمل بنسبة 60% ليصل إنتاج المعمل الذى يعد من احدث المعامل في مصر والشرق الأوسط الى نحو 7.5 مليون طن سنوياً ، وبدء تنفيذ 4 مشروعات لصناعة البتروكيماويات بإستثمارات حوالى 1.5 مليار  دولار خلال عام 2018.

الشروع فى تنفيذ 4 مشروعات صناعية جديدة للبتروكيماويات بإجمالى استثمارات 1.5 مليار دولار وتضم كل من مشروع انتاج مشتقات الميثانول بميناء دمياط التابع لشركة سوبسك والذى قام المهندس طارق الملا وزير البترول بوضع حجر الأساس لإنشائه في مارس الماضى باستثمارات تبلغ حوالى 60 مليون دولار، ويعد حلقة جديدة تضاف لصناعة البتروكيماويات المصرية ويخدم صناعات الأسمدة والخرسانة الجاهزة والمواد اللاصقة.

فى سياق متصل، تم البدء فى تنفيذ مشروع انتاج المطاط الصناعى ( البولى بيوتادين ) بمجمع إيثيدكو بالأسكندرية باستثمارات حوالى 105 ملايين دولار ، وسيدخل المنتج النهائى من هذا المشروع فى حوالى 13 صناعة منها إطارات السيارات وسيور الحركة للمصانع والسيارات وصناعات التشييد والبناء ، بالإضافة الى البدء في تنفيذ مشروع توسعات مجمع سيدى كرير للبتروكيماويات بالأسكندرية ( سيدبك ) ويضم مصنعين جديدين لإنتاج البروبيلين والبولى بروبيلين باستثمارات حوالى 1.2 مليار دولار، بالإضافة إلى مشروع انتاج الألواح الخشبية ( MDF ) والذى سيقام بكفر الشيخ ،  كما شهد عام 2018 وضع حجر الأساس لإقامة مشروع انشاء رصيف التصدير البحرى الجديد لشركة موبكو بميناء دمياط الذى تبلغ استثماراته 180 مليون دولار ليخدم عمليات تصدير سماد اليوريا و الأمونيا السائلة لدول العالم.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق


الأكثر قراءة