قطاع الطاقة على الطريق الصحيح.. كيف حققت مصر الاكتفاء الذاتي؟

الأربعاء، 26 ديسمبر 2018 10:00 م
قطاع الطاقة على الطريق الصحيح.. كيف حققت مصر الاكتفاء الذاتي؟
توليد كهرباء
مروة الغول

 
يعتبر قطاع الطاقة الركيزة الأساسية لتحقيق التنمية الشاملة والمستمرة، ويعد ما تم إنجازه في قطاع الطاقة المصري سواء المتعلقة بالبترول أو الغاز الطبيعي أو الكهرباء نقله كبيرة، أتاحت لمصر تحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة وهو ما يعني توفير مليارات الدولارات والتي كانت تنفقها مصر على استيراد جزء كبير من الطاقة من الخارج ، كما بدأت مصر في عملية التحول لمركز إقليمي للطاقة.
 
 
 
 
 
 
وتتماشى استراتيجيه قطاع الطاقة بمصر حتى عام 2035 مع رؤية مصر 2030 و التي تعد بمثابة السيناريو الأمثل لتحقيق الأهداف والأساس والمرجعية لتخطيط الطاقة بمصر،  حيث تتضمن تعظيم مشاركة الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة لتصل نسبتها إلى حوالي 40% حتى عام  2035، وترتكز استراتيجية الطاقة في مصر على 3 محاور رئيسية وهي إعادة هيكلة وإصلاح قطاع الغاز الطبيعي ودعم كفاءة الطاقة والتغلب على ظاهرة الاحتباس الحراري العالمي من خلال خفض الانبعاثات.

أنشطة قطاع البترول   
 
وحققت وزارة البترول والثروة المعدنية نتائج أعمال متميزة في جميع أنشطة صناعة البترول والغاز، والتي شهدت نشاطاً مكثفاً وتنفيذ مشروعات جديدة بنجاح سواء في أنشطة تنمية وإنتاج الثروات البترولية والغازية أو تطوير معامل التكرير، والتوسع في البنية التحتية والاستمرار فى تنفيذ المشروع القومي لتوصيل الغاز الطبيعي للمنازل  والسؤال الذي يطرح نفسه هنا كيف حققت مصر الاكتفاء الذاتي من الغاز. 
 
 
نتيجة بحث الصور عن محطة جبل الزيت
 
 

تحديات واجهت القطاع 
 
 ومن جانبه قال الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة الطاقة والبترول بالجامعة الأمريكية، إن  قطاع  الطاقة واجه مجموعه من التحديات الصعبة وذلك  خلال الفترة من 2008-2013، والتي تمثلت في التوقف عن إصدار الاتفاقيات البترولية الجديدة، وكذلك تراكم مستحقات الشركاء الأجانب والتي بلغت في ذلك التوقيت  7.1 مليار دولار،  لافتاً إلى أن ذلك كان له أكبر أثر في تباطؤ حجم  الاستثمارات الأجنبية  في أنشطة البحث والاستكشاف، وأيضاً في انخفاض إنتاج حقول البترول والغاز، مما ترتب عليه زيادة الفجوة بين العرض والطلب المحليين على الغاز وانخفاض إمدادات الغاز الطبيعي وكذلك حدوث أزمات واختناقات في سوق المنتجات البترولية.
 

استثمارات جديدة لقطاع البترول المصري 
 
وأضاف الدكتور جمال القليوبي، أستاذ هندسة الطاقة والبترول  بالجامعة الأمريكية، أنه مع قيام ثورة الثلاثين من يونيو بدأت أوضاع قطاع البترول المصري في جذب استثمارات أجنبية جديدة، ظهرت مع دخول  الشريك الأجنبي «شركة اينى الإيطالية»، قائلاً إنها شريك له تاريخ مشرق مع الجانب المصري  حيث ظهر دورها التاريخي فى فترة الرئيس الراحل جمال عبد الناصر  في عام 1957 ودعمها لمشروعات البحث والاستكشاف في  منطقة خليج السويس، لافتا إلى أنه في عهد وزارة المهندس  الدكتور حمدي البمبي، كانت هناك دراسة  منذ عام 1997 والتي كانت  تسعى للذهاب للمناطق  الاقتصادية بالبحر المتوسط "امتياز شروق "، مشيراً إلى أن امتياز شروق، كانت تستأجره  شركة "شل الهولاندية "، حيث بدأت عمليات الحفر به بحفر بئرين قديمين في عام 1997 وهم شروق "1" وشروق "2"  وظلت قطعة الامتياز  كما هي حتى عام 2011 ،  ولم تكن لدينا كل الإمكانيات سواء عمليات ترسيم الحدود البحرية  ولم يكن لدينا قدرات لمستثمرين لإقامة خطوط أو محطات بحرية أو أرضية لأنها  تعتمد تكنولوجيا متقدمة وباهظة التكاليف وتحتاج إلي  تكنولوجيا متقدمة للردع  العسكري ، ومن هنا رسي العطاء  في تلك المنطقة على شركة اينى الإيطالية وكذلك  في حقل نورس الذهبي  بمحافظة كفر الشيخ  وبدأت عملية الحفر وتم حفر أول بئر وتلتها  عملية التنمية  والتطوير إلى أن وصلنا وبدأت عملية  الحفر  في نهاية  عام 2014  من حقل نورس الذهبى  و بداية الاكتشاف 2015  وتليها  عمليات الحفر والتطوير حتى وقتنا الحالى ليصل الانتاج حاليا 1.2 مليار قدم مكعب غاز يومى .
 

حجم إنتاج حقل ظهر العملاق  
 
 وأضاف أستاذ هندسة الطاقة والبترول، أنه في مارس 2015 تم اكتشاف أول بئر في حقل ظهر وبدأت عملية  التطوير وبافتتاح المرحلة الأولى من الإنتاج المبكر بحقل ظهر العملاق للغاز الطبيعي بالمياه العميقة بالبحر المتوسط والذي بدأ باكورة إنتاجه في منتصف ديسمبر 2017 ،وشهد العام الإسراع بتنمية مراحل جديدة من الحقل ليتضاعف إنتاج حقل ظهر من الغاز 6 مرات ليصل إلى أكثر من 2 مليار قدم مكعب غاز يومياً موضحا أن حجم  الاستثمارات فى حقل ظهر تبلغ نحو 12مليار دولار .
 
 
 
نتيجة بحث الصور عن محطة جبل الزيت
 
 

حجم إنتاج مصر من الكهرباء 
 
وأشار الدكتور جمال القليوبي، أنه فيما يتعلق بملف الكهرباء  كان لابد أن تكون  لها حسابات أخري بتكنولوجيا مختلفة  تعتمد على ملف تعددية  تصنيع الطاقة الكهربائية  من مصادر الطاقة المختلفة،  بحيث يكون للدولة  5 مصادر لتوليد الطاقة المتجددة  بداية من الاعتماد  على  1.3 من الطاقة المتجددة  في عام 2013، إلى الاعتماد بنسب تصل إلى 18%  بداية من شهر أغسطس  2018،  وهو ما يعد إنجاز كبير للدولة المصرية، وتعد المزرعة الشمسية في منطقة ببنبان بطريق أسوان_ القاهرة الصحراوي الغربي  من ضمن أكبر 3 محطات شمسية  في الشرق الأوسط  وشمال أفريقيا، وأيضا محطة مزرعة الرياح  في منطقة جبل الزيت  والتي تعمل بتكنولوجيا طواحين الهواء والتقنيات الحديثة  وتنتج 580 ميجاوات  وتعتبر من أحدث مزارع الرياح علي مستوى العالم  ثم جاء  التعاقد على إنشاء محطة الضبعة النووية والتي تعتبر من الملفات القوية  والتي تمثل باكورة دعم الدولة والأجيال القادمة وهى أول محطة تنشأ بأربع وحدات  بحجم إنتاجية  70 ألف ميجا وات.
 

استخدام الفحم النظيف
وأضاف الدكتور جمال القليوبي ، أن  وزارة الكهرباء اعتمدت  علي استخدام الفحم النظيف والذي يتماشى مع المعدلات الأوروبية والأمريكية وهى 03.% من خلال إنشاء محطة الحمراوين وذلك بالتعاون مع الجانب  الصيني ، كما تم إنشاء أول محطة  للطاقة الكهربائية  في وسط الصعيد " قناطر أسيوط الجديدة " بحجم إنتاجية يصل لـ 1000 ميجا وات  والتي تضاف إلى  قدرات الطاقة الكهرومائية  للدولة بالإضافة إلى تجديد التوربينات لـ "السد العالي" بالإضافة إلى التوربينات الخاصة بـ  "سد أسوان "1" و"2" واسنا ونجع حمادي وتعمل هذه المنظومة  على تقليل التركيز علي استهلاك المقدرات من الوقود  البترولي  وتقلل حجم الاستيراد من السلع البترولية  والتي تتماشي مع خطة الدولة 2035  للتنمية المستدامة  للوصول بقيمة إضافية مما أدى إلى حدوث اكتفاء  للدولة من مصادر الغاز الطبيعي  وفائض من الكهرباء .
 
 
نتيجة بحث الصور عن حقل ظهر
 
 
مصر مركز إقليمي للطاقة 
 وأشار أستاذ هندسة الطاقة ، إلى أن الدولة المصرية هى الدولة الوحيدة في منطقة حوض البحر المتوسط  التى تمتلك كافة المقومات لأن تكون مركز اقليمى لتبادل وتجارة الطاقة ، لافتا أنها أصبحت قادرة على استقبال الغاز القبرصي  والإسرائيلي  وسوق محلى  لاستقبال  واستهلاكه  أو إعادة تصنيعه  وتصديره  وبالتالي أصبحت هناك أمال كبيرة للاتحاد الأوروبي لتصدير الغاز الأوروبي من خلال  الخط المستقبلي المصري القبرصي اليوناني والذي يمثل  مستقبل التأمين  لإمدادات  الغاز للاتحاد الأوروبي  وأيضا تعد نقطة لجذب الاستثمارات من الشركات العالمية  العاملة في البحث والاستكشاف .

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق