السترات الصفراء تطارد أردوغان.. ثورة على باب ديكتاتور تركيا

الخميس، 27 ديسمبر 2018 01:00 م
السترات الصفراء تطارد أردوغان.. ثورة على باب ديكتاتور تركيا
أردوغان

اعتبرت تركيا ارتداء السترات الصفراء في الشوارع جريمة إرهاب، بعد ورود معلومات حول عميات شراء محمومة لها من المتاجر، تمهيدا للنزول إلى الميادين والتظاهر ضد حكومة رجب إردوغان، التي لا تفعل شيئا لكبح الغلاء والتضخم، وانهيار الليرة، وتمضى بالبلاد إلى هوة اقتصادية سحيقة لا خروج منها. 
 
الصحفي الموالي للنظام  فاتح تزجان قال على موقع تركيش مينيت- في وقت سابق- إن أجهزة الأمن على علم بـما سماه «مؤامرة السترات الصفراء» التي يتم تحريكها في تركيا حاليا من قبل أعداء الدولة - على حد زعمه - للإطاحة بحزب العدالة والتنمية الحاكم، محذرا كل يشتري هذه السترات بالقبض عليه بتهمة التورط في أعمال إرهابية.

يبدو أن اللون الأصفر تحول إلى كابوس لا يفارق مرقد الرئيس إردوغان، يرى فيه أصحاب السترات الصفراء يملأون الشوارع والميادين ينادون بإسقاطه، ما جعله يسخر آلاته القمعية في البحث عن الأشخاص الذين يحصلون عليها، والورش التي تقوم بتصنيعها، وإطلاق تحذيراته النارية في وجه الأتراك الثائرين على بطشه وسياساته الاقتصادية الكارثية.

ما يضاعف من قلق إردوغان أن تظاهرات السترات الصفراء التي اشتعلت في فرنسا نوفمبر الماضي احتجاجا على زيادة أسعار البنزين، وصلت إلى تركيا خلال الأيام الماضية، حيث خرج الآلاف في عدة مناطق مرتدين سترات صفراء احتجاجا على غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار وزيادة نسب التضخم والبطالة والاعتقالات.

أفقدت التظاهرات النظام الحاكم عقله فسلط رجاله للتفتيش في البيوت بحثا عن أية سترة صفراء أو بألوان باللون نفسه، ألقي خلالها القبض، اليوم الثلاثاء، على 22 شخصا في مدينة بورصا شمال غرب تركيا بزعم وجود سترات صفراء وحمراء  في منازلهم، في حملة أمنية قالت السلطات التركية إنها استهدفت أتباع حركة الخدمة التابعة للداعية التركي فتح الله جولن.

زعمت وسائل الإعلام الموالية للنظام أن قوات الأمن عثرت على 19 سترة صفراء و9 سترات حمراء في منازل المعتقلين الـ22 في مدينة بورصا، إضافة إلى مبلغ 91 ألف ليرة تركية.




بدعوة نقابات عمال الخدمة العامة، في وسط مدينة ديار بكر كبرى مدن جنوب شرقي تركيا ذات الغالبية الكردية، تظاهر الآلاف من الأشخاص وهم يرتدون السترات الصفراء، يوم الخميس 16 ديسمبر،  لمدة 3 ساعات احتجاجا على ارتفاع الأسعار في الأشهر الأخيرة، حسب فرانس برس.

منذ أحداث مسرحية الانقلاب في 2016 حول النظام التركي البلاد إلى سجن كبير، اعتقلت فيه السلطات 250 ألف شخص بينهم 80 ألفا لم توجه إليهم تهم محددة، وقامت بفصل 150 ألفا آخرين من وظائفهم خلال العامين الماضيين، إضافة إلى إغلاق 3 آلاف مدرسة، في الوقت الذي تشهد فيه البلاد أزمة اقتصادية طاحنة أدت إلى ارتفاع الأسعار بشكل جنوني بعد أن وصلت نسبة التضخم إلى 25%، ما تسبب في غضب شعبي عارم وفق موقع تركي بيورج الحقوقي.




يرى مراقبون أن تظاهرات السترات الصفراء لن تمر دون أن تسجل  بصمتها في تاريخ تركيا، ولن تقل زخما عن أحداث غيزي 2013، التي خرج فيها نحو 5 ملايين في العديد من الميادين التركية، احتجاجا على قرار السلطات بتحويل الحديقة إلى مركز تجاري، ما تسبب في مقتل 11 شخصاً وإصابة 8 آلاف آخرين.

يقول موقع المونيتور الأميركي الإخباري: "بعد مرور 5 سنوات على تظاهرات ميدان غيري وتطور الأحداث على يد النظام وتعامله السييء مع المتظاهرين، تستعد السلطات التركية لمواجهة تظاهرات السترات الصفراء الأشد قوة".

ويضيف: تلقى إردوغان نقدا لاذعا لتعامله القاسي مع المتظاهرين عندما كان رئيسا للوزراء خلال أحداث غيزي في العام 2013، في حين أن الرئيس التركي الآن أصبحت بيده كل السلطات بعد تعديل الدستور، ما يعني أنه في حال اشتعال تظاهرات السترات الصفراء ستكون الخسائر في الأرواح أكبر، ، وهو ما يخشاه النظام، لذا فإن أنقرة ترغب في وأد ثورة السترات الصفراء من بدايتها.

تعتبر السلطات التركية مجرد شراء السترات أو وجودها دليل اتهام يرسل صاحبها إلى السجن مباشرة، ما كشف عنه الصحافي الموالي للنظام فاتح تزجان في تدويناته على  تويتر يوم الخميس 6 ديسمبر.

قال تزجان: "كل من يشتري هذه السترات سيتم القبض عليه بتهمة التورط في أعمال إرهابية، الأجهزة الأمنية رصدت مؤامرة تمهد للتظاهر والاحتجاج على غرار ما يحدث في فرنسا، كل من حصل على سترة صفراء منذ 17 نوفمبر الماضي سيتم ملاحقته للاشتباه بعلاقته بكيانات إرهابية".
وفق موقع تركيش مينيت، تخصص أجهزة الأمن التركية في الوقت الحالي كل طاقتها لكشف ما تطلق عليه "مؤامرة السترات الصفراء" التي زعمت بأنها تتحرك من قبل أعداء الدولة للإطاحة بحزب العدالة والتنمية الحاكم.

لم يجد النظام التركي ما يقوله للعالم، بعد اعتقاله لـ22 شخصا، اليوم الثلاثاء، وجد في منازلهم سترات صفراء، فألقى عليهم تهمة الانتماء إلى جماعة إرهابية يقودها  الداعية التركي المقيم في ولاية بنسلفانيا فتح الله جولن، وهي التهمة التي دأبت سلطات إردوغان أن تلصقها بالمعارضين.



كان إردوغان قد حذر من خروج تظاهرات بالسترات الصفراء، وصرح وفق جريدة جمهورييت التركية، بأن هناك بعض الأسماء المعارضة تدعو الناس إلى الخروج للشوارع بعد احتجاجات السترات الصفراء في باريس، ووصفهم بعديمي  الأدب.

كشفت تقارير إعلامية تركية أن النظام التركي يعمل على إعداد مسح إحصائي لمبيعات السترات الصفراء، منذ بدايات خروج التظاهرات في شوارع فرنسا احتجاجا على سياسات الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون الاقتصادية، ما يكشف حالة الرعب التي تعيشها أنقرة.

المسح الذي تعمل على إعداده السلطات يركز على منطقة محمود باشا في مدينة إسطنبول، بوصفها تضم أشهر ورش ومحلات الملابس في تركيا ومناطق الأكراد التي تعاني من الفقر والتضخم.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق