النفط والقهوة كلمة السر.. أردوغان يداعب دواعش سوريا بعد انسحاب أمريكا

الخميس، 27 ديسمبر 2018 02:00 م
النفط والقهوة كلمة السر.. أردوغان يداعب دواعش سوريا بعد انسحاب أمريكا
منة خالد

شهدت العلاقات الأمريكية التركية تراجع تارة وتقدم أخر خلال العامين الماضيين، خاصةً عقب إعادة انتخاب الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في يونيو الماضي.. هناك سلسلة من الخلافات دارت بين البلدين منذ فترة بسبب النزاع في سوريا، واعتقال الداعية التركي فتح الله جولن، الذي عاش منفيًا في الولايات المتحدة الأمريكية والتي طالبت أنقرة بتسليمه ليُحاكم بشأن دوره المزعوم في تحركات الجيش الفاشلة في (2016).
 
في أواخر صيف (2016)، تصاعدت وتيرة الأزمة بين أنقرة وواشنطن بعد اعتقال القس الأمريكي برانسون أندرو، حتى أطلقت الحكومة التركية صراحه وأعادته إلى أمريكا في منتصف أكتوبر الماضي، وحذّر أردوغان الرئيس الأمريكي من محاولات تركيع تركيا، حين قال في أحد تصريحاته: «عار عليك، أنت تستبدل شريكا استراتيجيا في حلف شمال الأطلسي مقابل قس»، لتبدأ العلاقات تأخذ مجرى تحدده واشنطن..  وبعد فرض أمريكا عقوبات على إيران تضرّرت تركيا كثيرًا باعتبار الأولى جار «ثقيل» يدعم كلا منهما اقتصاد الآخر، لكن الولايات المتحدة استثنت أنقرة من فرض العقوبات ضمن ثمان دول.

انسحاب أمريكي يعقبه تحكم تركي في سوريا
«أردوغان أبلغني أنه سيجتث كل ما تبقى من داعش، وهو الرجل القادر على فعل ذلك القوات الأميركية في طريقها للعودة إلى الوطن».. بهذه الطريقة ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الحجر (الأحد) الماضي، ليُفجر جدلًا مُختلط بسخرية حول كيفية مُحاربة أردوغان صنيعته وحلفاءه الدواعش؟.
 
فبعد الانسحاب الأمريكي من سوريا والذي نتج عنه مُشاحنات بين الرئيس الأمريكي ترامب ورجاله في البيت الأبيض، تقدّم على إثرها «بريت ماكجورك»، مبعوث أمريكا الخاص لدى التحالف الدولي لمحاربة داعش، استقالته من منصبه، كتعبير عن اعتراضه على انسحاب واشنطن من سوريا، أتت استقالته بعد يوم واحد فقط من استقالة جيم ماتيس وزير الدفاع الأمريكي.
 
خرج ترامب يدافع عن قراره بسحب القوات، وأبرز أهمية الوجود الأمريكي في سوريا بمحاربة داعش خلال السنوات الماضية، وأن خطط واشنطن للبقاء في سوريا كانت لم تتعدى ثلاث أشهر، وكان ذلك قبل 7 سنوات، ولم تغادر أمريكا بعدها.. هكذا برّر موقفه من سحب القوات الأمريكية من الأراضي السورية، ولكن بعد رسائل أردوغان اليوم لأكراد سوريا- وهي العدو اللدود لأردوغان- هناك شكوك حول اتفاق تركي أمريكي لتترك أمريكا مساحات في عمق سوريا تحت سيطرة تركيا.
 

0

 

تناقض أردوغان وترويجه لحرب على صنيعته «داعش»
منذ إعلان سحب القوات الأميركية من سوريا، تروج أنقرة إلى بداية عهد جديد من محاربة الإرهاب تحت راية «الفتح التركي»، على الرغم من توالى التحقيقات الدولية بشأن فضائح دعم النظام التركي للجماعات الإرهابية ومدها بالأسلحة في طول المنطقة وعرضها.. يرى الرئيس التركي أن الفرصة سانحة له الآن للتوغل في عمق الأراضي السورية، والوصول إلى شرق الفرات، حتى يتمكن من القضاء على الأكراد، وتحقيق أطماعه بالسيطرة على حقول النفط، خاصة في منبج ودير الزور، ولن يجد ذريعة مواتية أفضل من ترويجه فكرة «محاربة أردوغان للإرهاب» نيابة عن العالم.
 
 
7
 

خريطة توضح تقدم الأكراد في عُمق مناطق داعش بسوريا
لا يمكن وصف علاقات تركيا بداعش إلا بـ «إستراتيجية» فالتنظيم حصل على مدار عمره القصير عل غالبية المواد الأولية لصُنع المتفجرات والإمدادات اللوجستية من 13 شركة تركية، حسب تقرير مؤسسة أبحاث التسليح في الصراعات الألمانية، المنشور في العام (2016)
 
في سبتمبر 2014.. رفضت الحكومة التركية الانضمام للتحالف الدولي الذي بدأ عملياته ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة، وتحجّجت بوجود رهائنها داخل قنصلية الموصل في قبضة التنظيم المتشدد. ورغم الإفراج عن الرهائن في وقت لاحق، رفضت أنقرة المشاركة في ضرب دواعش سورية والعراق. ثمة علاقات خفية مشبوهة بين أنقرة والتنظيم شكك في وجودها تصريحات بعض المسؤولين الأتراك.
 
في 8 نوفمبر الماضي.. كشف تقرير للمخابرات الهولندية نقله موقع متخصص في شؤون الاستخبارات، أن داعش يستخدم الأراضي التركية قاعدة إستراتيجية لاستعادة قواه على الأرض.. وفي الشهر نفسه  نشرت «آيفيلد»، وهي دائرة الاستخبارات العامة والأمن في هولندا، تقريرا على موقعها باللغة الهولندية بعنوان: «إرث سورية: الجهاد العالمي لا يزال يشكل تهديدا لأوروبا»، ذكرت فيه أن الحكومة التركية لا ترى في التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش، تهديد لأمنها القومي.
 
وفي مايو 2015.. كشفت صحيفة «جمهورييت» إرسال تركيا 3 شاحنات محملة بالأسلحة والذخيرة إلى الفصائل المسلحة في سورية، وتحديدًا في 19 يناير 2014.
 
4
 
البشمركة.. العدو الأكثر خطرًا على تركيا من الجماعات الإرهابية
في التقرير الذي نشرته استخبارات هولندا والمؤلف من 22 صفحة، أفاد أن دوائر الأمن التركية تهتم فقط بقتال المتمردين الأكراد من حزب العمال الكردستاني على أراضيها، ووحدات حماية الشعب في سوريا، وأن أنقرة تتظاهر في بعض الأحيان بمكافحة داعش والقاعدة، بحيث أن المصالح التركية لا تتوافق دائما مع الأولويات الأوروبية في مجال مكافحة الإرهاب. حتى أصبحت تركيا جسرًا لعشرات الآلاف من المجاهدين الأجانب -كما يسمون أنفسهم- وباتت ضواحيها موطن لعشرات الآلاف من المتعاطفين مع داعش والقاعدة، حتى أن هناك ما لا يقل عن 4 آلاف عنصر من داعش والقاعدة هم مواطنون أتراك، تجنبت حكومة أردوغان مضايقتهم، بل وأعطت لهم مساحة تنفس كافية.
 
2
 
في ديسمبر 2015.. نشرت وزارة الدفاع الروسية صور رصدتها بالأقمار الصناعية تثبت تورط القيادة التركية في شراء النفط العراقي والسوري المسروق من التنظيم، وكشف نائب وزير الدفاع الروسي أناتولي أنتونوف العلاقة الخفية بين تركيا والتنظيم، إذ أظهرت الصور الصهاريج المحملة بالنفط المهرب أثناء وقوفها على الحدود التركية، والمسار الذي تسلكه الشاحنات إلى داخل تركيا.
 
تسلسلات زمنية كشفت عن نوايا أردوغان غير البريئة في ترويجه للحرب على داعش صنيعته، تُثبت أن البشمركة هي الخطر والعدو الأول لدى الرئيس التركي عن أي تنظيم إرهابي.. حاليًا تركت الولايات المتحدة الأمريكية الكُرة في ملعب تركيا للقضاء على صنيعتها داعش والتخلص من الكُرد، خاصةً بعد محاولات «روحاني» في صنع تحالف بينه وبين الأكراد والوقيعة بين أمريكا وحلفائها الكُرد في شمال العراق وسوريا.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق