رئيس مجلس الشورى السعودي فى حوار لـ«الأهرام العربي»: القاهرة والرياض قوتان لدعم أمن واستقرار المنطقة

الخميس، 27 ديسمبر 2018 04:54 م
رئيس مجلس الشورى السعودي فى حوار لـ«الأهرام العربي»: القاهرة والرياض قوتان لدعم أمن واستقرار المنطقة
رئيس مجلس الشورى السعودي

- الرئيس السيسى أشاد بمواقف المملكة قيادة وشعبا تجاه مصر 
- حملنا تحيات خادم الحرمين الشريفين وولى العهد واعتزاز الحكومة والشعب السعودى إلى الرئيس السيسى 
- الرئيس السيسى طلب منا نقل تحياته إلى الملك سلمان بن عبد العزيز وولى عهده الأمير محمد بن سلمان
- الحضور السعودى يزعج بعض الدول والجماعات
- القيادتان المصرية والسعودية تدفعان العلاقة بين البلدين إلى آفاق أرحب وأوسع
- لقاؤنا بالدكتور على عبد العال والدكتور مصطفى مدبولى كان مثمرًا للغاية 
- الدبلوماسية البرلمانية إحدى الأذرع المهمة للدول
- الملك سلمان أحد رواد سياسة الباب المفتوح والمواطن يعرفه جيدا منذ أن كان أميرا للرياض
- المملكة لا تقبل فسادا على أحد ولا ترضاه لأحد.. ولا تعطى حصانة فى قضايا الفساد لأحد أيا كان.. وهذه مقولة شهيرة لخادم الحرمين الشريفين
- التجربة السعودية فى مكافحة الإرهاب شملت الجانب الفكرى بجانب الأمنى 
- رؤية 2030 التى يديرها ولى العهد الأمير محمد بن سلمان ميثاق عمل ينعكس على المنطقة
 
كل عصر يكتسب تفرده من قامات الرجال الذين يعيشون فيه. وكل عمل جليل لا يقع إلا بين أيدى الأجلاء من المخلصـين، والأوطـــان وقت صعــــودها، تنهــض على أكتاف أبنائها الذين لا يهابون المخاطر، يتحملون عبء المسئولية بشرف وأمانة، والشيخ الدكتور عبد الله آل الشيخ، واحد ممن انتدبهم وطنهم: المملكة العربية السعودية، لحمل أشق الأمانات، وهى: العدل والشورى، وفى كل مجال من هذين قطع الرجل شوطا طويلا وعميقا من الإنجاز، والحرص على مصلحة بلده وخدمة مواطنيه، جــامعا بيــن العلـــم الشرعى الأصيـل بوجهه النقى، وبين العلوم الحديثة، فمضى مطورا ومنفذا لرؤى أولى الأمر، والسفينة تمضى بجهد الجميع، وكما أن لكل عصر رجالا، فإن لكل مهمة وطنية مخلصا يتولاها، ولا يتوانى، واضعا المستقبل ومصالح الوطن العليا، وراحة مواطنيه نصب عينيه، ومن هؤلاء وبجدارة د. عبد الله آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودى.
 
هنا الرياض.. مجلس الشورى السعودى.. صروح فخمة على مرمى البصر.. بنايات تاريخية بالطراز الإسلامى تربطها وحدة رؤية فنية خلابة.. فخامة من نوع خاص تقودك فى جولة تلقائية من شاطئ إلى آخر عبر بحور التاريخ.
 
هنا مخطوطات بخط اليد ممهورة بتوقيع المؤسسين، مضابط المملكة فى لوحات متحفية باللغة العربية الفصحى، وأخرى بلغة عامية تفرضها جمل من نوع، رفعت الجلسة نظرا «لرفع أذان الظهر».. جغرافيا المكان.. تشرح لك أزمنة المملكة.
 
ملامح الصور التاريخية التى زينت الجدران تتحدث عن أدوار أصحابها عبر مراحل البناء.. هنا مجلس يقوده رجل محنك صقلته المعرفة، وعلمته التجارب والخبرات فلسفة اتخاذ القرار الصحيح فى التوقيت المناسب.. نجح فى مهمته فنال ثقة القيادة السعودية.
 
من ردهة إلى أخرى تقودك إلى مكتب رحب.. رجل يستقبلك بابتسامة وشموخ يعكسان حبه لمصر والمصريين، أتحدث عن الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ، رئيس مجلس الشورى السعودى، تصافحنا ثم جلسنا ليدور الحوار على أصداء «مسافة السكة» بين القاهرة والرياض، تتسابق الأسئلة فى ذهنى لالتقاط خيط بداية الحوار، لكن شغفه وترحيبه بدعوة البرلمان المصرى لزيارته إلى القاهرة الإثنين الماضى، قادت دفة اللقاء لتكون البداية حول زيارته إلى مصر الحبيبة كما يسميها الدكتور عبد الله، ولقائه المهم مع الرئيس عبد الفتاح السيسى ورئيس البرلمان الدكتور على عبد العال ورئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولى، ثم يتطرق الحوار إلى ملفات وقضايا مهمة، فى مقدمتها مكافحة الإرهاب فى المنطقة، وموقف المملكة من مجلس الشيوخ الأمريكى، وإنجازات الملك سلمان خلال السنوات الأربع الماضية، وإدارة ولى العهد الأمير محمد بن سلمان لرؤية 2030، ودور مجلس الشورى فى تحقيق الإصلاح الذى يهدف إليه خادم الحرمين الشريفين وولى عهده.
 
كما تحدث رئيس مجلس الشورى عن موقفه من العراق وإيران- في حوار حوار أجراه: جمال الكشكي، لجريدة الأهرام العربي- وبعث رسائل إلى الشعوب العربية، كما تحدث رئيس مجلس الشورى السعودى عن أسباب فوزه بجائزة التميز البرلمانى، وغيرها من القضايا المهمة والعاجلة عن الإقليم، وإلى نص الحوار..

> شهدت القاهرة الإثنين الماضى زيارة مهمة لكم على صعيد البلدين، التقيتم خلالها السيد الرئيس السيسى ورئيس مجلس النواب الدكتور على عبد العال ورئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولى.. فماذا تقول عن هذه الزيارة؟
فى البداية أود أن أشكر مجلة «الأهرام العربى» التى تنتمى إلى مؤسسة عريقة، عهد عنها دورها فى تعزيز الشعور الوطنى وبث الوعى بقضايا الأمة العربية، ليس على مستوى جمهورية مصر العربية فحسب، إنما فى العالم العربى.
 
وأتشرف وعدد من أعضاء مجلس الشورى، بإجابة دعوة رسمية مقدمة من أخى معالى رئيس مجلس النواب المصرى الدكتور على عبد العال، بزيارة جمهورية مصر العربية، التى نكن لها ولشعبها الكريم كل التقدير.
 
كان لقاؤنا بالسيد الرئيس السيسى مهما جدا، على قدر عمق العلاقات المتينة التى تربط البلدين، فاللقاء شهد التباحث حول مختلف جوانب العلاقات الثنائية، فضلاً عن التشاور إزاء آخر المستجدات على الساحة الإقليمية.
 
فى بداية اللقاء نقلنا إلى السيد الرئيس تحيات خادم الحرمين الشريفين وولى العهد، واعتزاز الحكومة والشعب السعودى، بما يجمع البلدين من أواصر تاريخية ثابتة وعلاقات وثيقة، وحرص السعودية على تعزيز التعاون مع مصر على جميع المستويات، والتنسيق معها بشكل دورى إزاء مختلف القضايا ذات الاهتمام المشترك.
 
وأيضا طلب السيد الرئيس السيسى، نقل تحياته إلى الملك سلمان بن عبد العزيز، وولى عهده الأمير محمد بن سلمان، مؤكداً سيادته متانة وخصوصية العلاقات المصرية السعودية الممتدة.
 
وأشاد السيد الرئيس بالمواقف المُقدرة للمملكة العربية السعودية قيادةً وشعباً تجاه مصر على جميع الأصعدة، التى تعكس الروابط التاريخية والمودة المتأصلة والتحالف الإستراتيجى الوطيد بين الدولتين، وأكد الرئيس السيسى أهمية الارتقاء بقنوات التواصل الشعبية بين الجانبين على المستوى البرلماني.
 
وأكدنا فى هذا اللقاء الجهود البناءة والملموسة فى مصر خلال السنوات الأخيرة، للنهوض بالدولة على جميع المحاور التنموية، خصوصا المحور الاقتصادى، من خلال تطوير البنية التحتية وإقامة المشروعات القومية العملاقة، فى مختلف أنحاء الجمهورية، وفى شتى المجالات فى مدة زمنية قياسية، ودور مصر المركزى بالمنطقة باعتبارها دعامة أساسية لأمن واستقرار الوطن العربي، فضلاً عن حرص مصر على تعزيز التضامن بين الدول العربية والدفع قدماً بالعمل العربى المشترك.

> وماذا عن لقائكم برئيس مجلس النواب الدكتور على عبد العال ورئيس الحكومة الدكتور مصطفى مدبولى؟
كانت لقاءات مثمرة، تناقشنا وتباحثنا حول مزيد من استمرار التعاون البناء فى مختلف المجالات.

> كيف يمكن تعزيز العلاقات البرلمانية بين مصر والمملكة؟
ما يميز مجمل العلاقات بين المملكة ومصر الشقيقة، هو إيمان قيادتى البلدين بأهمية التعاون بينهما على مختلف المستويات. وقيادتا البلدين تعملان على الدفع بهذه العلاقة الأخوية إلى آفاق أرحب وأشمل. ولعل أفق التعاون البرلمانى بين مجلس الشورى ومجلس النواب المصرى من أوسع المجالات وأخصبها، لمواصلة تعزيز هذه العلاقة المتميزة، وسنواصل العمل على تحقيق ذلك بما أتيح لنا من آليات.
 
ويقود خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود مع فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسى العلاقات السعودية - المصرية، التى تعد حالياً نموذجاً حياً للشراكة الإستراتيجية بين البلدين.
 
لقد خطت العلاقات السعودية - المصرية وعبر عقود آفاقا واسعة، أكدتها مجموعة الاتفاقيات والشراكات بين مختلف الجهات والمؤسسات فى البلدين الشقيقين، وقد تم توقيعها أثناء زيارة الملك سلمان إلى القاهرة.
 
وخادم الحرمين الشريفين والرئيس السيسى، سعيا إلى نقل هذه الأخوة بين البلدين والشعبين، إلى مرحلة جديدة وعملية فى إطار العلاقات بين الدول، وهى مرحلة الشراكة، وهو الأمر الملموس، وسيزداد عبر أطوار عدة من العمل فى السنوات المقبلة، من خلال العديد من المشروعات المشتركة.
 
ولا بد من التأكيد على أن العلاقات بين المملكة ومصر مهمة، ليس للبلدين فقط وإنما للدول العربية جميعاً، فالمملكة وشقيقاتها فى دول مجلس التعاون الخليجى ومصر، هى ركن رئيسى ومهم فى الدفاع عن القضايا العربية والإسلامية وفى الحفاظ على الأمن الإقليمى من العبث.

> المملكة مستهدفة من جهات كثيرة... ما أسباب استهداف المملكة بعد النجاح الكبير سياسيا واقتصاديا... داخليا وخارجيا؟
المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وسمو ولى عهده الأمين، صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع - يحفظهما الله- تدرك مسئولياتها تجاه مواطنيها والشعوب العربية فى حماية مقدراتهم وأمنهم، وتتخذ كل الإجراءات الممكنة فى سبيل هذا الهدف السامى، وهذا الحضور السعودى الذى يجد ترحيباً من مختلف الأشقاء فى العالمين العربى والإسلامى، قد لا يناسب بعض الدول أو الجماعات لاختلاف الأهداف والتوجهات، أو النظرة المستقبلية للمنطقة والعالم.

> تحتفل المملكة هذه الأيام بالعام الرابع للبيعة المباركة لخادم الحرمين الشريفين... ماذا تغير فى المملكة خلال تلك السنوات؟ 
عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان امتداد لعهود خير زاهرة عامرة بالإنجاز، وهو – يحفظه الله – رجل دولة منذ أن كان أميراً لمنطقة الرياض، وهو يسعى دائما للتطوير والإنجاز والتنمية، والتواصل مع مختلف شرائح المجتمع، وقد لا أكون مبالغاً إذا قلت: إن كثيرا من المواطنين السعوديين سبق لهم أن التقوا الملك سلمان إبان عمله أميراً للرياض، أو وهو ملك فقد عرف عن خادم الحرمين الشريفين، بأنه أحد رواد سياسة الباب المفتوح فى المملكة، فهو يخصص جزءاً من وقت عمله اليومى لاستقبال المواطنين يستمع فيه للمواطنين سواءً أكانت لديهم معاملات شخصية أم احتياجات أم اقتراحات وغيرها، وهو ما يؤكده فى أكثر من مناسبة ويوجه به المسئولين، هذا التعامل الراقى مع المواطنين يجسد التلاحم بين القائد وشعبه، كما يعبر عن وعى وتفهم من القيادة.

> المملكة نجحت فى محاربة الإرهاب... ما الفلسفة التى اتبعتها فى سبيل تحقيق ذلك؟ 
تجربة المملكة العربية السعودية فى مكافحة الإرهاب تجربة متفردة ونوعية، ووجدت صدى عالمياً، فتعاملها لم يكن محدوداً مع هذه الآفة التى تعمل على استهداف المجتمعات ابتداءً بوقودها، وغالبيتهم من الشباب وانتهاءً بضحاياها من جميع أفراد المجتمع.
 
إن التجربة السعودية فى مكافحة الإرهاب، لم تقتصر على الجانب الأمنى أو العسكرى مع أهميته، إنما شملت الجانب الفكرى الذى يتسلل من خلاله أرباب الفكر الضال للعب على العاطفة الدينية المتقدة فى عقول الشباب، مما يدفع للغلو والتطرف، فقد كانت المملكة رائدة فى هذا المجال عبر إنشائها مركزا نوعيا متخصصا، هو مركز محمد بن نايف للمناصحة والرعاية، كما قامت المملكة بعمل كبير على مختلف المستويات فى هذا الجانب، شمل العديد من المؤسسات والقطاعات لمكافحة الآراء المتطرفة، هذا إلى جانب تجفيف منابع التمويل ومراقبة حركة الأموال.
 
والمملكة تعمل من خلال التحالف العسكرى الإسلامى، الذى أعلن عنه صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع فى شهر ديسمبر عام 2015، ويضم41 دولة على تكوين جهد جماعى متكامل لمواجهة، ومحاربة الإرهاب. 

> نجاح المملكة فى محاربة الفساد، خصوصا فى العامين الماضيين كان له صدى عالمي.. ما الثمار التى حصلت عليها المملكة نتيجة هذا النجاح؟
الملك سلمان له مقولة مشهورة فى هذا الصدد، حيث قال – حفظه الله – "المملكة لا تقبل فساداً على أحد ولا ترضاه لأحد، ولا تعطى أياً كان حصانة فى قضايا فساد " ولسمو ولى العهد مقولة مهمة أيضاً، حيث قال: " يهمنا أن نكون فى مقدمة الدول فى مكافحة الفساد " هذا التوجه المدعوم من خادم الحرمين الشريفين وسمو ولى عهده الأمين، يحتم على الجميع - مسئولين ومواطنين - أن تكون مكافحة الفساد عملا متواصلا ومستمرا، وليس بخاف أن ثمار مكافحة الفساد لا تنعكس فقط على المال العام أو الأداء الحكومى أو إنجاز المشروعات فقط، إنما على رفاهية المجتمع واستقراره والشعور بالعدالة.

> إلى أى مدى ستغير رؤية المملكة 2030 شكل الحياة فيها؟
رؤية 2030 ميثاق عمل للمملكة العربية السعودية بمختلف مؤسساتها خلال السنوات المقبلة وانعكاسها شامل، حيث تحمل فى محاورها التى تتمثل فى مجتمع حيوى، واقتصاد مزدهر، ووطن طموح، وهذا التطلع الكبير الذى يقف خلفه الأمير محمد بن سلمان يقوده خادم الحرمين الشريفين، الذى أكد – حفظه الله - أن هدفه أن تكون المملكة نموذجاً ناجحاً ورائداً فى العالم على جميع الأصعدة، والرؤية لن يكون انعكاسها على المملكة ومواطنيها فحسب، بل على المنطقة أجمع.

> ما مدى تحقيق مجلس الشورى عبر ملفاته ونقاشه لرؤية المملكة 2030 وبرامجها خلال العامين الماضيين؟
تفاعل مجلس الشورى مع رؤية المملكة 2030، نظراً لما تمثله من منطلق للتطوير الشامل الذى لا يستثنى أى قطاع فى المملكة، سواءً ما له علاقة بالمواطنين، أم ليست له علاقة مباشرة، والمتطلع لهذه الرؤية التى يدير دفتها صاحب السمو الملكى الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز، ولى العهد نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، يرى أنها جاءت فى الوقت المناسب الذى يحتاجه الاقتصاد السعودى، وتواكب تطلعات المواطنين من الشباب، الذى يملك آمالاً واسعة للإسهام فى تنمية بلاده، وتعزيز حضورها على مختلف الأصعدة.
 
ولعل ما يسهل دور المجلس وضوح رؤية المملكة 2030 وما تتضمنه من خطط وبرامج لكل قطاع، بما يمكن المجلس من متابعة تنفيذ الجهات الحكومية لبرامجها المحددة فى الرؤية من خلال دراسته لتقارير الأداء السنوية للأجهزة الحكومية، والتأكد من مدى تحقيق كل جهة للأهداف المحددة لها فى الرؤية، كما سيقوم المجلس – إذا دعت الحاجة – باقتراح أنظمة جديدة لمواكبة أهداف الرؤية، تيسر الأداء الحكومى وترتقى بالخدمات المقدمة للمواطنين.

> مجلس الشورى السعودى عضو فى الاتحاد البرلمانى الدولي.. كيف يعمل المجلس فى مجال الدبلوماسية البرلمانية؟
مجلس الشورى وبدعم وثقة من خادم الحرمين الشريفين، قام بجهد كبير فى شرح مواقف المملكة من مختلف القضايا الطارئة أو القضايا العالقة، ولا يزال على أجندة مجلس الشورى العديد من اللقاءات داخل المملكة وخارجها لتحقيق الهدف، وهو إيصال مواقف المملكة لمختلف صناع القرار.
 
كما يحرص المجلس على المشاركة الفاعلة فى الاتحاد البرلمانى الدولى، وهو أكبر منظمة برلمانية دولية، وله صفة مراقب فى الأمم المتحدة، كما أن المجلس عضو فى العديد من التجمعات البرلمانية الإقليمية والقارية والدولية، التى لمجلس الشورى ثقل فيها، نظراً لما للمملكة من ثقل كبير فى المنطقة والعالم.
 
إن ما يسمى بالدبلوماسية البرلمانية، أصبحت اليوم إحدى الأذرع المهمة للدول للدفاع عن قضاياها ولشرح سياساتها، لذلك لم يغفل المجلس عنها، حيث أقر المجلس أخيرا خطة جديدة لعمل لجنة الشئون الخارجية، ستسهم فى تفعيل دوره فى السياسة الخارجية السعودية.

> كيف ترى وقوف المملكة وأشقائها العرب فى مواجهة النفوذ الإيرانى فى المنطقة؟
المملكة العربية السعودية، حذرت منذ زمن بعيد من تعاظم وطموح النظام الإيرانى، فى التخريب والتفريق بين الدول العربية، ولعله ليس بخاف تورط النظام الإيرانى منذ عقود فى محاولات بائسة لزعزعة أمن حجاج بيت الله الحرام، وغيرها من الحوادث التى تمس أمن المملكة ومواطنيها بشكل مباشر، هذا فضلاً عن وكلاء إيران المنتشرين فى بعض الدول العربية، المتعهدين بتنفيذ أجندة إيرانية ضد بلدانهم ومواطنيهم، هذا التواطؤ على التفريق والإرهاب للشعوب العربية أمر لا بد من الوقوف ضده، حماية لمقدراتنا وشعوبنا بمختلف السبل، لا يمكن أن نمضى فى إطار الإصلاح والتطوير وبناء المستقبل لدولنا، وثمة جار يحاول هدم ما تقوم به، لذا فإن مجابهة هذه العصابات والنظام الداعم لها أمر مهم.

> المملكة تلعب دوراً كبيراً لإعادة العراق للحضن العربى.. كيف ترى هذه الجهود وهل يمكن القول إن العراق بدأ مرحلة الخروج من العباءة الإيرانية؟  
العراق بلد عربى كبير ومؤثر فى المنطقة، وما مر به من ظروف سياسية وأمنية نرجو أن تكون قد زالت أو فى طريقها للزوال، المملكة ترجو أن يستعيد العراق كامل عافيته وأن يعود عزيزاً قوياً، ومسهماً فاعلاً فى مجابهة الإرهاب، وهو ـ أى العراق ـ أحد أركان البيت العربى الكبير، وله كامل الاستقلال فى صياغة قراره وعلاقاته فى المنطقة والعالم.

> ما رؤيتكم للتدخلات الأخيرة من جانب مجلس الشيوخ الأمريكى فى الشأن الداخلى السعودي؟ 
نستنكر الموقف الذى أبداه مجلس الشيوخ الأمريكى، المبنى على ادعاءات واتهامات لا أساس لها من الصحة، وتدخله فى الشأن السعودى الداخلى وتعرضه لقيادة المملكة، ودور بلادى على الصعيدين الإقليمى والدولي.
 
ونرى فى مجلس الشورى أن موقف مجلس الشيوخ الأمريكى، لا يعبر عن الدور المناط بالمجالس البرلمانية فى تعزيز علاقات الصداقة بين الدول، سواء على الصعيد الرسمى أم الشعبى، كما لا يمكن أن تكون تجاذبات السياسة الأمريكية الداخلية، مجالاً للزج بدولة بحجم المملكة العربية السعودية فى أتونها، بما يؤثر على العلاقات التاريخية والإستراتيجية بين البلدين الصديقين.

> هناك علاقة خاصة جدا بين الشعبين المصرى والسعودى.. كيف نحافظ على الزخم الموجود بينهما؟   
الشعبان السعودى والمصرى، هما أساس العلاقات المتميزة بين البلدين، وهما المحفز على التواصل والتنسيق المستمر.. نسأل الله أن يديم بيننا المحبة.

>  كيف تنظرون لما تقوم به مصر خصوصا فى محاربة الإرهاب؟
مصر الشقيقة إحدى الجبهات المهمة فى مجال مكافحة الإرهاب، الذى عانت منه الكثير من الدول مثل المملكة منذ عقود طويلة، لذا فإن الأخوة فى مصر لديهم الخبرة الكافية على مختلف المستويات لكبح شرور الإرهاب ومخططيه الذين يسعون لتقويض السلم الأهلى فى مصر، لكن بعون من الله سبحانه ثم بهمة رجال مصر، سينتهى الإرهاب قريباً.

> ما رسالتكم للشعوب العربية فى ظل التحديات الراهنة؟
أرى أنه من المهم فى الحاضر والمستقبل، أن تقف الشعوب العربية خلف قياداتها للنهوض بدولنا، لمحاصرة تلك التحديات والمخاطر التى تحدق بالمنطقة، والعمل يداً بيد بنيات حسنة، فإن النية إذا حسنت يصلح العمل.
 
الدول العربية – بحمد الله – لديها من الطاقات البشرية التى تستطيع البناء والتطوير، ولديها الثروات الطبيعة والمقومات البيئية التى ننافس بها العديد من دول العالم.

> ما دلالات فوزكم بجائزة التميز البرلمانى بالاتحاد البرلمانى العربى أخيرا؟
فوز رئيس مجلس الشورى بالمملكة العربية السعودية، بجائزة الاتحاد البرلمانى العربى لـ "التميز البرلماني" فئة "رؤساء البرلمان"، من بين رؤساء المجالس والبرلمانات العربية خلال اجتماعات الاتحاد المنعقدة أخيرا، جاء تقديراً من الاتحاد البرلمانى العربى لدور المملكة العربية السعودية، وحضورها الداعم للدول العربية، والعمل العربى المشترك فى مختلف المجالات، بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - يحفظه الله - وسمو ولى عهده الأمين..
 
كما جاء تقديرا من الاتحاد، لدور المجلس الداعم للجهود التى يقوم بها الاتحاد البرلمانى العربى، فى دفع مسيرة العمل البرلمانى العربى المشترك.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق