خلافات سياسية تنذر بفشل اتفاق بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي.. ومخاوف من فوضى تجارية

الإثنين، 31 ديسمبر 2018 02:00 ص
خلافات سياسية تنذر بفشل اتفاق بريطانيا مع الاتحاد الأوروبي.. ومخاوف من فوضى تجارية
تيريزا ماى

مازال ملف خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي المعروف بــ «بريكست» يثير جدلا كبيرًا فى هذه الفترة، فرغم  التفاؤل بإمكانية تمرير تيريزا ماى، رئيسة وزراء بريطانيا لصفقتها الخاصة بخروج بلادها من الاتحاد الأوروبى عبر البرلمان فى يناير المقبل، لا يمنع ذلك من استعداد الحكومة للخروج دون صفقة، في ظل فوضى المشهد السياسى البريطانى حيث يرفض كثير من البرلمانيين اتفاق الخروج بينما يطالب آخرون بإجراء استفتاء ثان.

 

وكان من المقرر أن يصوت النواب فى 11 ديسمبر الجارى على اتفاق «بريكست» الذى وافق عليه الاتحاد الأوروبى فى قمة تاريخية فى بروكسل فى نوفمبر الماضى، إلا أن "ماى" أدركت أنها متجهة إلى هزيمة كبرى، الأمر الذي دفعها للاتجاه نحو تحول دراماتيكى، حيث أجلت التصويت على الاقتراح حتى يناير المقبل.

 

وكان البريطانيون صوتوا في عام 2016 على استفتاء على عضوية المملكة في الاتحاد الأوروبي، الأمر الذي أسفر عنه قرار الخروج فيما يعرف بـ «بريكست»، ولكن  حتى الآن لم يحصل البريطانيون على القول الفصل في خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي.
 

ومازال الغموض يعم  الملف، حيث عارض العديد من أعضاء حزب المحافظين الصفقة، حيث أطلقوا تصويت حجب الثقة ضد رئيسة الوزراء التى تمكنت من النجاة منها، حيث فازت بـ 200 صوتا مقابل 117، ولكن مع تفاقم الخلافات السياسية حول شروط المغادرة واعتبار عديد من أبرز أعضاء حزب المحافظين أن الخروج دون صفقة أفضل من الخروج الناعم، تزيد احتمالات الخروج دون صفقة.

 
 
تيريزا ماى ورئيس المجلس الأوروبى
 
ويعني الخروج دون صفقة أن بريطانيا والاتحاد الأوروبى لن يكونا قادرين على التوصل إلى اتفاق يحدد شروط مغادرة الأولى من التكتل الأوروبى، إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق،الأمر الذي سيحدد فترة انتقالية مدتها 21 شهرًا. وهذا يعنى أنه سيتعين على المستهلكين والشركات والهيئات العامة الاستجابة على الفور للتغييرات الناتجة عن مغادرة الاتحاد الأوروبى.

وأكد الدكتور سيمون أوهيروود، أستاذ السياسة بجامعة سرى لصحيفة "أى نيوز" أنه فى 29 مارس من العام القادم، ستغادر المملكة المتحدة الاتحاد الأوروبى وكل شيء مرتبط بأوروبا سيصل إلى نهايته، مضيفًا أن  "الخروج بـ(لا صفقة) لا يوقف مغادرة المملكة المتحدة، لكن هذا يعنى أنه لا يوجد أى وضوح على الإطلاق فيما يحدث.

ولا تفضل بريطانيا ولا الاتحاد الأوروبي الانفصال دون صفقة بحسب سيمون أوهيروود لأن ذلك يشير إلى فقر العلاقة السياسية، موضحًا أن سيناريو الخروج دون صفقة سيؤدى إلى انتشار عدم اليقين فى جميع مناحى الحياة فى بريطانيا.

 
 
 
 
وتعود المملكة المتحدة إلى قواعد منظمة التجارة العالمية بشأن التجارة، في حين أن بريطانيا لن تكون ملزمة بقواعد الاتحاد الأوروبى، لذا ربما يفرض عليها التعريفات الخارجية للاتحاد الأوروبى.
 
كما من الممكن أن يرتفع سعر السلع فى المحلات التجارية للبريطانيين حيث يتعين على الشركات وضع التعريفات الجمركية على السلع المستوردة من الاتحاد الأوروبى. وربما يتم رفض بعض المنتجات البريطانية الصنع من قبل الاتحاد الأوروبى حيث قد تكون هناك حاجة إلى ترخيص جديد وشهادات جديدة. بالإضافة إلى أن بعض الشركات الكبرى ربما تشعر بالحاجة إلى نقل عملياتها إلى الاتحاد الأوروبي لتجنب التأخير فى المكونات القادمة عبر الحدود.
 
 
 
 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق