سقطات غسان سلامة في ليبيا.. لماذا يستعين المبعوث الأممي بقطر؟

الإثنين، 31 ديسمبر 2018 04:00 ص
سقطات غسان سلامة في ليبيا.. لماذا يستعين المبعوث الأممي بقطر؟
غسان سلامة وفائز السراج

على الرغم من تعويل الأطراف السياسية الليبية وعدد من الدول الإقليمية والدولية على  المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة ليكون له دور واسع في حل الأزمة الليبية، إلا أنه فشل فشلًا ذريعًا في التوصل إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف الليبية، حيث وقع في سقطات كبيرة منذ توليه مهام منصبه.

ويؤكد المراقبون أن البعثة الأممية في ليبيا تحولت من طرف وسيط دوره خلق مناخ مناسب يدفع الأطراف المتناحرة للتوافق والتشاور، إلى جزء رئيسى من الأزمة الليبية وطرفا فى الصراع وهو ما أفقد البعثة الأممية حيادها بشكل كامل.

وأسند المبعوث الأممى إلى ليبيا غسان سلامة إلى مركز الحوار الإنسانى فى جنيف مهمة تيسير الاجتماعات بين الأطراف الليبية للاعداد للمؤتمر الوطني الجامع، وهو ما يشير بوضوح إلى محاولته التعاطي مع الأزمة الليبية عبر تنظيم الملتقى الوطنى الجامع، وذلك دون وجود أى استراتيجية واضحة للبعثة حول الملتقى الوطنى، فضلا عن عدم تغطية البعثة الأممية لكافة المدن الليبية لتتحقق عدالة التوزيع والنسبة والتناسب، وإعطاء الدور الأبرز لتيار الإسلام السياسى وأنصار النظام السابق.

 
واختار سلامة مركز الحوار الإنساني الذي يحظى بدعم وتمويل ضخم من قطر منذ تأسيسه عام 1999م، ليكون هو المتحكم الأساسي في العملية السياسية الليبية، الأمر الذي زاد من صعوبة المفاوضات بين الليبيين، حيث بدأ المركز في تنظيم لقاءات واجتماعات سواء داخل ليبيا أو خارجها فى الفترة من أبريل 2018 وحتى يوليو 2018، وذلك دون وجود عدالة توزيع بين المدن الليبية والتركيز على المدن التى يسيطر عليها تيار الاسلام السياسي وخاصة في غرب البلاد.

وبالإضافة إلى ذلك، فأن هناك الكثير من الثغرات حول الاجتماعات التي نظمها المركز، حيث تم تهميش جزء كبير من المكونات الليبية والتركيز على مكونات آخرى أبرزها الإسلاميين وأنصار النظام السابق والأقليات.

ويحرص المركز على لقاء المسؤولين القطريين لتوفير سبل الدعم المالي اللازم له، مما يفقد المركز جزءا من استقلاليته التى يروج لها عبر موقعه الالكترونى، وقد شارك المركز فى تحركات قادتها قطر فى السودان ولبنان والفلبين والصومال وميانمار.

ويصر غسان سلامة على عقد الملتقى الوطنى الجامع قبيل الانتهاء بشكل كامل من الترتيبات الأمنية وانجاحها، وعدم وجود خطة بديلة حال فشل الملتقى الوطنى الجامع وهو ما سيدفع بليبيا لفوضى عارمة وممنهجة وستنعكس بشكل سلبى على المنطقة بأسرها.

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق