هل تفشل دعوات الإضراب؟.. الشعب اللبناني يتصدى لمحاولات عرقلة تشكيل الحكومة

دعوات شهدتها لبنان من قبل الاتحاد العمالي تدعو جميع المؤسسات والقطاعات الخاصة والعامة للمشاركة في إضراب شامل تحت شعار «تشكيل حكومة لإنقاذ الشعب اللبناني».

ومن خلال تصريحات لوكالة «سبوتنيك» الروسية، أوضح نائب رئيس الاتحاد العمالي، حسن فقيه أن قيامهم بهذا الأمر يأتي من منطلق الدفع في طريق الإسراع بتشكيل الحكومة، وحتى يُمكن الاستفادة من مؤتمر «سيدر»، وما تلقته لبنان من دعم يمكنها من القيام بعدد من المشروعات التي تصب في الصالح اللبناني، منتقدًا ما تشهده بيروت من أوضاع اقتصادية سيئة.

هذا وتباينت الاستجابة لهذه الدعوات بين العازف عن المشاركة ومستجيب لها، حيث أعلنت بعض الجهات الإضراب وتوقفت عن العمل مثل مؤسسة الكهرباء والمياه ومرفأ بيروت.

صيدا الآن

في هذا الخصوص، أكد الإعلامي والناشط السياسي اللبناني، طارق أبوزينب، أن كثير من مؤسسات الدولة وشركات القطاع الخاص لم تستجب اليوم الجمعة، لتلك الدعوات، إلى جانب قطاع كبير من الشعب اللبناني في صيدا وبيروت أيضًا لم يشاركوا، مشيرًا إلى الهدوء الذي يسود الشوارع في لبنان، وأن هذا العزوف ربما يرجع إلى مشاركة بعض الأحزاب وانضمامهم في هذا الإضراب.

طارق أبوزينب

وقال في تصريحات خاصة لـ«صوت الأمة»: «هذا الإضراب يشوبه الكثير من الشكوك، فمن دعا له ونحن في صدد تشكيل الحكومة»، مضيفًا «أعتقد أن هذه الدعوة تُعرقل مسيرة تشكيل الحكومة، ومن يساند في هذا الإضراب هو من يعمل على عرقلة الأمر».

وتابع «أبوزينب»: «صحيح الوضع الاقتصادي متدهور والسياسي غير مستقر والأوضاع الاجتماعية بشكل عام سيئة جدًا، ولكن من قمة الغباء مثل هذه الدعوات لأنها تعرقل تشكيل الحكومة وتعمل على تأزُم الوضع السياسي ومن ثم تدهور الوضع الاقتصادي بصورة أكبر».

بيروت - أرشيفية

وتأخر تشكيل الحكومة اللبنانية لمدة 8 أشهر حتى الآن، أي منذ تكليف سعد الحريري بتشكيلها من قبل الرئيس اللبناني، ميشال عون.

وكان رئيس الوزراء اللبناني «الحريري» قال في تصريحات صحفية له الثلاثاء الماضي أن تم التوافق بينه والرئيس «عون» على ضرورة إنجاز تشكيل الحكومة سريعًا، لافتًا إلى إشكالية وحيدة تقف أمام هذا التشكيل وأهمية حلها قريبًا حتى تتمكن لبنان من العمل في تنفيذ عدد من المشروعات التي تحقق الاستقرار للشعب اللبناني. وأعرب «الحريري» عن أمله في أن يتم الانتهاء من تشكيل الحكومة قبيل القمة العربية الاقتصادية المقرر انعقادها في بيروت الشهر الجاري.

يذكر أن مناطق في بيروت شهدت الأسبوع الماضي عدد من الاحتجاجات على الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية السيئة في لبنان، مع المطالبة بتشكيل الإسراع في تشكيل الحكومة.