عبد المنعم السعيد: 11 شقة إخوانية حركت 25 يناير (حوار)

الجمعة، 04 يناير 2019 11:00 م
عبد المنعم السعيد: 11 شقة إخوانية حركت 25 يناير (حوار)
الدكتور عبد المنعم السعيد

 

قال الدكتور عبد المنعم السعيد، رئيس مجلس إدارة الأهرام الأسبق، إنه لا مصالحة مع الإخوان قبل أن تكون هناك أرضية كاملة لرفض العنف والقبول بمدنية الدولة، «وشخصيا لا أؤيد أية مصالحة قبل إدانة الإخوان للعنف بشكل جذري واضح، وتبادر بالإيقاف الكامل لكل برامج الدعاية والترويج للعنف، وتأخذ موقفا حازما من داعش معلنة أنهم خارجون على الدين، بدلا من التواصل مع التنظيم ودعمه والانتماء إليه».

وأضاف السعيد، في تصريحات صحفية الجمعة، أن الإخوان إذا كانوا غير مستعدين لهذا الأمر، أو أصروا على موقفهم المنحاز للإرهاب، فهي الحرب من أجل صيانة تماسك المجتمع ومؤسسات الدولة، متابعا: معظم التنظيمات الإرهابية تربت في أحضان الإخوان، أسامة بن لادن والظواهري والجماعة الإسلامية والقاعدة وغيرها. ومنفذو حادث 11 سبتمبر بدأ كثيرون منهم داخل الإخوان، فالجماعة هي الحضّانة الأساسية لتفريخ الإرهابيين، ومازالت، لكن الدولة المصرية قادرة على مواجهة الجماعة وإرهابها، حتى في مناخ من التحديات والضغوط الاقتصادية.

الدكتور عبد المنعم السعيد (3)

وقال رئيس الأهرام الأسبق إنه لم يكن لديه شك في تورط الإخوان في اقتحام الحدود، لكن الجديد «أننا بدأنا نعرف التفاصيل الخاصة به، سواء من شهادة وزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي أو الرئيس الأسبق حسني مبارك، وما سمعناه مباشرة من بعض المصادر، فالناس التي هربت تواصلت مع بعض القنوات وكان هناك شق علني في الموضوع، ووقتها كانت الإخوان القوة المنظمة فى ميدان التحرير».

وأكمل: «الجماعة طوال عمرها لها طبيعة عسكرية، وجناح مخصوص للعنف، وجزء من التكتيكات والأساليب الخاصة بها تتضمن أمورا عنيفة، لهذا كان طبيعيا أن تستأجر 11 شقة مطلة على ميدان التحرير، لتوفير المخازن وأماكن التجمع ودورات المياه للمعتصمين، إلى جانب إقامة الحواجز وتوظيف قوتهم التنظيمية للسيطرة على الميدان وإدارته، بهدف تدمير الشرطة والمنظومة الأمنية في مصر».

الدكتور عبد المنعم السعيد (5)

وأكد السعيد، أن لم يشك مطلقا في علاقة الإخوان بكل الجماعات الإرهابية في العالم، في إشارة لحزب الله اللبناني، وبعضها علاقات سجون، لكن في النهاية هناك تحالفات وتنافس، فالإخوان يستوعبون كل الحركات، ويستخدمونها في الوقت المناسب، وهذه الرؤية ربطتها بحزب الله، والدليل أن الجماعة بقياداتها وقواعدها كانوا يُمجدون حسن نصر الله طوال الوقت.

وقال رئيس الأهرام الأسبق، إن المجلس القومي لمكافحة الإرهاب، الذي حظى بعضويته، تضمن تمثيلا لجهات مدنية بجانب الأجهزة الأمنية، منها الأزهر والكنيسة وبعض الشخصيات العامة، استناد إلى قرار جمهوري سابق، وعقد اجتماعا بالفعل، لكن بعد ذلك تغير القرار لتعديل صيغة المجلس، مشيرا أنه يرى أن الجانب الأمني هو أساس الموضوع، رغم أهمية العمل على محور تجديد الخطاب الديني.

الدكتور عبد المنعم السعيد (6)

وأوضح أن البعض يعتقد أن تجديد الخطاب الديني يعني فحص الكتب السماوية وانتقاء ما يناسب العصر فقط، لكن هذه النظرة قاصرة، أو لا تكفي بمفردها، فما يحتاجه المجتمع أن يتبنى مسار العلم والعقل، وليس الاكتفاء بمعرفة الكتب المقدسة فقط، ومع الإحاطة بالمشكلات والتحديات يمكننا مواجهتها بفاعلية، وهذه المواجهة في حد ذاتها تجديد للفكر الديني، والاجتهاد نفسه نشأ من أجل ذلك، لنتكلم في علوم حل المشكلات وليس علوم الحديث والقرآن، فالتجديد هو التفسير المباشر لـ«أنتم أعلم بشئون دنياكم».

وأكد رئيس الأهرام الأسبق، أن الأزهر لديه مهمة تاريخية تتمثل في تعليم الناس دينهم، وشرحه لهم وفق قيم الوسطية والاعتدال، و«لكن مهمة تجديد الخطاب الديني قد تتحول إلى أمر ضار إذا أُلصقت بالأزهر وحده، كأننا نريد منه التغيير في الدين، وأنا أرى أن المجتمع أولى بمواجهة مشاكله، وعليه أن يتغير في رؤيته لهذه المشكلات وتعامله معها».

الدكتور عبد المنعم السعيد (1)

وطالب السعيد بتقليص عدد الأحزاب في مصر التي وصلت إلى 100 حزب سياسي، مشيرا إلى أن «العقدة الأساسية في مصر منذ ثورة 23 يوليو 1952 تمثلت في اختفاء الأحزاب المدنية»، متابعا: وحتى عندما عادت في عهد السادات لم تظهر بالقوة التي توقعها البعض، في ظل هيمنة سياسة الحزب الواحد الذي كان يمثل البيروقراطية الرسمية.

وأكمل: فالمدنيون خارج الحزب الرئيسي وجماعة الإخوان ظلوا في حالة ميوعة، ورغم أنهم وجدوا فرصة جيدة نسبيا في بداية حكم مبارك، فإنهم عندما نزلوا إلى الساحة وخطبوا ود الشارع، لم تُترجم هذه الفرصة في صورة أثر مادي مباشر، وحصد الإخوان مقاعد البرلمان، فالأحزاب المدنية لن يكون لها صوت إلا إذا أدانت حالة التشرذم التي تعانيها، والاستمرار بآلية أن يخرج كل شخص بحزب نوع من التهريج».

الدكتور عبد المنعم السعيد (2)

وقدم السعيد مجددا اقتراحه، بأن يحصل كل حزب على فرصة مفتوحة في انتخابات برلمانية، وكل حزب يفشل في الفوز بمقعد واحد على الأقل يبادر بحل نفسه، ويبحث عن شكل جديد، ثم يشارك في الانتخابات التي تليها، وربما نتيح له المشاركة في انتخابات المحليات. هذا جزء من دعم الديمقراطية التي يجب أن تبدأ من أسفل، أي من المحليات، التي تعد فرصة جيدة وملعبا مفتوحا لتربية الكوادر وتدريب القيادات.

وأكد رئيس الأهرام الأسبق، أن هناك رؤية شاملة للإصلاح الاقتصادي تُنفذ على أرض الواقع، والمشهد المصري يتغير بسرعة، فمعدلات النمو تتحرك بنسبة جيدة، حتى لو لم تكن كافية أو محققة لتطلعاتي شخصيا، لكننا نسير على الطريق الصحيح، وأي شخص يريد الحديث بشكل جاد عليه دراسة تجارب الإصلاح في الدول الأخرى، وسيجد أن الآلام التي نمر بها ليست اختراعا جديدا، ولا ترتبط بالبرنامج المصري وحده، وإنما تخص كل جهود الإصلاح الحقيقي، فالأمر أشبه بإجراء عملية جراحية لمجتمع كامل، ومن الطبيعي أن تكون مؤلمة.

 

 

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق